حصاد قوافل الأزهر الدعوية والطبية والإغاثية 2020
السيد علي
شهد عام 2020 نشاطًا مكثفًا في تسيير الأزهر لقوافله الدعوية والطبية والإغاثية داخل مصر وخارجها، ورغم ما واجهه العام من ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا؛ إلا أن الأزهر استطاع أن يباشر دوره الاجتماعي والإنساني والدعوي والتوعوي والوقوف بجانب الفئات الأكثر احتياجا، وذلك من خلال توفير الأدوات الطبية والأدوية والمستلزمات الإغاثية والمواد الغذائية، إضافة إلى القوافل التوعوية لترسيخ القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف.
ووجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كافة الإدارات والقطاعات المعنية بتكثيف عملها ليواصل الأزهر مسيرته الإنسانية لكل العالم، فأوفد هذا العام 14 قافلة طبية وإغاثية محملة بما يزيد عن ١٤٠ طنا من الأدوية والمواد الإغاثية للمحافظات الحدودية والنائية، وعدد من الدول العربية، للتخفيف من معاناة المحتاجين وآلام المرضى، وتنوعت قوافل الأزهر خلال عام 2020 ما بين قوافل طبية وإغاثية ودعوية قدمت خدماتها في الداخل والخارج، وذلك على النحو التالي: -
أولًا: القوافل الخارجية
- في 19 فبراير، انطلقت قافلة الأزهر الإغاثية إلى دولة تشاد، والتي استمرت لمدة 6 أيام، وقعت فيها الكشف الطبي على 26264 شخصًا وأجرت 371 عملية جراحية، وتضمنت القافلة 26 طبيبًا من أبرز أساتذة طب الأزهر في 14 تخصصًا، بالإضافة إلى طاقم من الصيادلة والممرضين.
وتعد هذه القافلة هي الرابعة التي أرسلها الأزهر إلى جمهورية تشاد، واستهدفت هذه القوافل المناطق الأكثر فقرًا واحتياجًا، ولم يقتصر العمل في القافلة على الأطقم الطبية، حيث تطوعت مجموعة من فتيات الأزهر من طلاب معهد السلام الأزهري بتشاد للحاق بالقافلة وتقديم المساعدة للمحتاجين.
- في 5 أغسطس، وجه فضيلة الإمام الأكبر بإرسال قافلة طبية وإغاثية عاجلة إلى لبنان، تضامنا مع أشقائنا في لبنان والتخفيف من تداعيات انفجار مرفأ بيروت الذي هز أرجاء العاصمة اللبنانية وأدمى قلوب الملايين حول العالم.
ضمت القافلة أطنانا من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الإغاثية والغذائية، وترأس القافلة الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، وضمت القافلة نخبة من أساتذة طب الأزهر في مختلف التخصصات، من أقسام الطوارئ والحالات الحرجة وجراحة العظام والتجميل والحروق وجراحة المخ والأعصاب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة والتخدير والرعاية المركزة وطب وجراحة العيون والجراحة العامة، إلى جانب عدد من أعضاء القوافل الإغاثية بمشيخة الأزهر.
- في 16 سبتمبر، وصلت قافلة الأزهر الطبية والإغاثية إلى السودان، بهدف مساعدة المتضررين من السيول بالمناطق المنكوبة والتخفيف من تداعيات الكارثة التي ألحقت الضرر بالآلاف من أبناء السودان الشقيق، حيث ارتفع منسوب مياه نهر النيل الأزرق وتأثرت ما يقرب من (16) ولاية سودانية، وهو ما ألحق أضرارا بالغة بما يقرب من نصف مليون نسمة، وتسبب في وفاة أكثر من (100) مواطن سوداني وانهيار آلاف المنازل.
ثانيا: القوافل الداخلية
في الفترة ما بين 28 فبراير وحتى 5 مارس، انطلقت قافلة الأزهر الطبية إلى منطقة الواحات البحرية، حيث ضمت 19 طبيبا من مختلف التخصصات، وقامت بتوقيع 6405 كشفًا طبيًا، وإجراء 165 عملية جراحية بالمجان، في تخصصات الجراحة العامة، وجراحة الأطفال، والنساء، والرمد، والعظام، والمسالك البولية، والأسنان، بالإضافة إلى صرف الأدوية بالتعاون مع وزارة الصحة، وسط إقبال كبير من أهالي الواحات الذين حرصوا على الاستفادة من خدماتها.
وقام أطباء القافلة للمرة الأولى على مستوى القوافل الطبية للواحات البحرية، بإجراء عدد كبير من عمليات المياه البيضاء بالموجات فوق الصوتية، وكذلك عمليات استخراج حصوات الحالب بالمناظير الجراحية، بالإضافة إلى العديد من العمليات الجراحية الأخرى.
وخلال الفترة من ٥ إلى ٨ مارس، استكملت قافلة الأزهر الطبية التخصصية عملها وإجراء المزيد من العمليات الجراحية بمدينة الواحات البحرية، حيث تم التنسيق مع مستشفى الباويطي، وتجهيز 60 حالة للرمد، وبعد إجراء الكشف الطبي عليهم تم إجراء 48 حالة مياه بيضاء، كما تم توقيع الكشف على 160 حالة أنف وأذن وحنجرة، وبعد إجراء الفحص الطبي لهم تبين احتياج عدد 106 حالة لإجراء عمليات استئصال اللوزتين واللحمية، وضمت القافلة عدد 6 من الأطباء في تخصصات التخدير والأنف والأذن والحنجرة وجراحة العيون.
في سبتمبر ٢٠٢٠، انطلقت قافلة الأزهر الدعوية إلى محافظة البحر الأحمر إلى مدينتي "سفاجا والغردقة"، وضمت القافلة نخبة من أساتذة جامعة الأزهر ووعاظ وواعظات من مختلف مناطق الوعظ بالأزهر الشريف.
واستهدفت هذه القوافل تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب، والتصدي لمحاولات العبث بعقول الشباب من قبل المتطرفين، فضلًا عن ترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم لإعداد أجيال من الشباب قادرة على مواجهة الشائعات، وذلك في إطار المنهج الوسطي الذي يتبناه الأزهر الشريف لمحاربة الفكر المتطرف، وترسيخ القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف.
وفي نفس الشهر انطلقت قافلة الأزهر الإغاثية والدعوية إلى شمال سيناء، حيث انقسمت القافلة إلى مجموعتين، الأولى في بئر العبد، والثانية في العريش، وبلغت ندوات القافلة ٢٥ ندوة و ٩ ورش عمل عن خطورة المخدرات والإدمان.
وضمت القافلة ١٦ من علماء الأزهر الشريف من بينهم ٤ سيدات، لإلقاء ندوات توعوية ثقافية ودينية بمراكز الشباب والجمعيات ومؤسسات العمل الأهلي بمدن العريش وبئر العبد والشيخ زويد ونِخِل.
وألقى أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والسادة الوعّاظ خطبة الجمعة في ١٠ مساجد بالعريش وفي مدينة بئر العبد، فضلًا عن توزيع مساعدات ومواد غذائية على ٨ أحياء ببئر العبد، كما تم توقيع الكشف الطبي على أكثر من ٣٠٠٠ مريض، وتوزيع مواد إغاثية وغذائية وملابس مدرسية وحقائب لطلاب الأزهر والتربية والتعليم لأكثر من ٥٠٠ أسرة، كما تم حجز ٥٠ عملية جراحية بمستشفى العريش لقلة الإمكانيات بمستشفى النخل، بالإضافة إلى عمل بحث اجتماعي للأسر الأكثر احتياجًا لصرف معونات لهم.
وفي 20 نوفمبر، أرسل الأزهر قافلة طبية إلى محافظة بني سويف، بعد أن تعرضت المحافظة لسقوط أمطار غزيرة وسيول قادمة من جبال البحر الأحمر أدت إلى توقف حركة السير وتضرر العديد من المواطنين في (بني عقبة - العجرة - الفقيرة) التابعة لمركز ببا، ووقعت القافلة الكشف على ما يزيد عن 2000 شخص في 9 تخصصات (رمد- عظام- باطنة- نساء وتوليد- مسالك- جراحة- أطفال- جلدية- أنف وأذن)، وقام أعضاء القافلة بتوزيع مواد إغاثية ل١٠٠٠ أسرة، فضلًا عن توزيع 200 حقيبة مدرسية، بالإضافة إلى المواد الغذائية، وضمت القافلة 25 طبيبًا من أساتذة طب الأزهر، في ٩ تخصصات مختلفة.
كما قامت القافلة بعقد امتحانات محو أمية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار ل 100 شخص، وصلت نسبة النجاح ما يقارب ال 70%، وضمت القافلة 25 من أعضاء هيئة التدريس بالأزهر من المتخصصين في تعليم الكبار وعلم الاجتماع وعلم النفس وصيادلة وإداريين.
وفي نفس الشهر، أرسل الأزهر قافلة طبية إلى الواحات البحرية، وتم توقيع 4090 كشفًا طبيًا، وإجراء 247 عملية جراحية بالمجان، في تخصصات الجراحة العامة، وجراحة الأطفال، والنساء، والرمد، والعظام، والمسالك البولية، والأسنان، بالإضافة إلى صرف الأدوية بالمجان بالتعاون مع وزارة الصحة، وسط إقبال كبير من أهالي الواحات الذين حرصوا على الاستفادة من خدماتها، حيث ضمت القافلة عدد 19 طبيبا.
وفي الخامس من ديسمبر، انطلقت قافلة الأزهر الدعوية إلى محافظة شمال سيناء تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ضمن برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية الذي يقوم عليه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حيث نظمت القافلة عددا من اللقاءات التثقفية والندوات التوعوية والدعوية بلغ عددها 40 ندوة، شملت كلا من جامعة العريش، المعهد العالي للعلوم التجارية والحاسب الآلي، الجمعيات الأهلية، مراكز الشباب، وبعض المؤسسات الخدمية بالمحافظة.
وخلال تلك اللقاءات أجاب أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على كل ما طرح من أسئلة واستفسارات دينية أو قضايا عامة، والتي بلغت 2400 فتوى، وتناولوا خلالها العديد من الموضوعات التي تهم شباب وأهالي سيناء، كما عقدوا 32 ورشة عمل ناقشت العديد من القضايا، كان أبرزها: سبل تحصين عقول الشباب ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة، دور الشباب الفعال في حماية مقدرات الأوطان، آلية مواجهة الأفكار التكفيرية المتطرفة، الإرشادات الشرعية لمواجهة الأمراض والأوبئة، محاربة الإدمان وزراعة المخدرات والإتجار فيها، سبل الحفاظ على استقرار الأسرة من التفكك، حرمان المرأة من الميراث، الإسلام والتعددية الثقافية، ثقافة التعايش في الإسلام، وحب الوطن ودوره في بناء الشخصية. واختتمت القافلة أعمالها بأداء أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية خطبة الجمعة في عدد من المساجد الكبرى بالمحافظة مثل: مسجد آل ياسر، والرفاعي، وأم القرى، ومسجد الأمن المركزي، ومسجد قوات الأمن، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها وزارة الصحة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.