السفير حسام زكي: لا بد من الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لمعالجة الأزمات الاقتصادية

أكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن الأوضاع الاقتصادية المقلقة التي يشهدها لبنان حاليا، تستدعي التصرف بشكل استثنائي وغير تقليدي حتى يُمكن معالجتها، مشددا على أن المعالجة تبدأ من تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في أسرع وقت ممكن.

وقال السفير حسام زكي – في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالعاصمة بيروت – إن جامعة الدول العربية لم تغب مطلقا عن لبنان وتحرص على التواصل مع القادة اللبنانيين، وأبدت استعدادا لتقديم المساعدة السياسية بكل ما لديها من قدرات وأدوات على المستويين العربي والدولي، إذا رغب اللبنانيون في هذا الأمر.

وأشار إلى أن الجامعة العربية تتابع عن كثب وبكل اهتمام ما يجري في لبنان، ووجدت أن عملية تشكيل الحكومة الجديدة تستغرق وقتا طويلا، على الرغم مما يعانيه لبنان من صعوبات متعددة ومركبة تطال المناحي المالية والاقتصادية والنقدية والمعيشية والاجتماعية، الأمر الذي استدعى إجراء تواصل مباشر مع القادة اللبنانيين للتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذا التأخير.

ولفت إلى أن هناك مؤشرات مقلقة على صعيد الأوضاع الاقتصادية والمالية والحالة المعيشية في لبنان، الأمر الذي يتطلب التصرف بشكل مغاير في شأن عملية تشكيل الحكومة، معربا عن دهشته إزاء إصرار البعض على التعامل بـ "الطرق الاعتيادية التقليدية" في تشكيل الحكومات اللبنانية وبما يستغرقه هذا الأمر من وقت طويل.

وأضاف:" المجتمع الدولي يريد أن يساعد لبنان، ويريد أن يرى حكومة للبلاد بأسرع وقت ممكن، ونحن نعتقد أن إنجاز تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء ما سمعناه، لا سيما من قبل رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، سوف يصب في المصلحة اللبنانية، ونأمل أن تذهب الأمور في الاتجاه الذي يحقق مصالح لبنان وشعبه".

وشدد السفير حسام زكي على أن عرض جامعة الدول العربية بمساعدة لبنان، جاء ليس من قبيل البحث عن دور، وإنما عن قناعة راسخة بوجوب الوقوف إلى جانب لبنان ومساندته، وذلك بعدما وصلت الأمور على المستوى السياسي - في شأن التأليف الحكومي - إلى ما يشبه الطريق المسدود، وهو ما استدعى العودة مجددا إلى الساحة اللبنانية والتأكيد على أن الجامعة العربية موجودة لمساندة لبنان إذا طُلب منها تقديم المساعدة له.

وتابع قائلا: "العرض الذي تقدمنا به في مجال المساعدة السياسية لا يزال قائما وسوف يستمر، وموقف ودور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط واضح تماما في هذا الشأن. نحن سنستجيب فورا لأي طلب يقدمه لبنان في هذا الصدد وبكل ما لدينا من أدوات وقدرات، شرط أن تكون هناك رغبة لبنانية للحصول على هذه المساعدة السياسية".

وأضاف: "مساعدة الجامعة العربية للبنان على مستوى المجتمعين العربي أو الدولي، قائمة بالفعل، وقرارات مجلس الجامعة واضحة والأمين العام يضطلع بهذا الأمر بشكل متكامل ومنتظم".

ويُجري السفير حسام زكي زيارة رسمية إلى لبنان بتكليف من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، للوقوف على الوضع السياسي ومستجدات تشكيل الحكومة الجديدة والصعوبات التي يواجهها لبنان في هذا الصدد.

وأجرى الأمين العام المساعد للجامعة العربية سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع كبار المسؤولين والقادة اللبنانيين، في مقدمهم الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.