عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

عندما قررت "حواء" التضحية بنفسها من أجل أطفالها، فهى بذلك  قبلت أن تعيش حياة تعيسة...تبتلع الكلام "عشان المركب تمشى" كما يقولون...وتكتم بداخلها مشاعر الغضب حتى لا تشتعل النيران فى أرجاء المنزل...ولكن مع مرور الوقت، تذبل وتنطفىء لمعة عينيها وتصبح جسدا بلا روح...كان ينبغى عزيزتى أن تبحثين عن سعادتك أولا...فالأطفال يكونون أكثر سعادة عندما تسعد أمهاتهم فى علاقتها مع شريك حياتها...فلا تستمرين فى علاقة فاشلة تقومين فيها بالانتحار كل يوم من أجل أطفالك..أفيقى يا "حواء" من هذا الوهم، فليست هذه أعظم صور الصبر كما تعتقدين...ولا شك أن هناك نماذج كثيرة للصبر فى حياتنا ستظل محفورة فى الأذهان، حروفها مكتوبة من نور...أبطالها سيدات يتمتعن بقوة وإرادة لا مثيل لهما...هذا ما شعرت به عندما التقيت بالسيدة "دينا مسعود"...ففى الوقت الذي يستسلم فيه أمهات كثيرة لإعاقة أطفالهن ويعتقدن أن نجاحهم فى ظل هذه الإعاقة شيئا مستحيلا…



 

حققت هى المستحيل مع إبنتها التي فقدت نعمة البصر منذ الصغر، واستطاعت أن تتحدى إعاقتها وتساعدها على التفوق دراسيا.."دينا مسعود" وقفت بجانب ابنتها وكلها إصرار على تجعلها مثل بقية الأطفال، فكانت "دينا" هى العين التي تبصر بها إبنتها الدنيا من حولها...واللافت للنظر أنه بالرغم من حجم التحدى الذي تواجهه "دينا" خاصة بعد أن فقدت والدتها التي كانت تساندها كثيرا، إلا أنها دائما مبتسمة وراضية...تضحك كثيرا حتى لا يشعر أحدا بمعاناتها..تلك القوة التي تتمتع بها تلك المرأة توجد لدى نساء كثيرات...كانت الظروف القاسية كفيلة بأن تجعل "حواء"...هذا الكائن الرقيق يتحول الى الوتد الصلب الذي يقف بشموخ لمواجهة الأعاصير...والدرع الآمن الذي يحمى بيتها وأسرتها من أية مخاطر...ستظل المرأة قوية حتى فى لحظات انكسارها...ستجدها تلملم شتاتها وتمسح دموعها وتدير ظهرها لكل من كان سببا فى حزنها...فالعزيمة التي تحملها ستجعلها تقف من جديد ولا تنحنى...وكلما تعثرت، كلما استمرت فى المثابرة حتى تصل الى هدفها...انتى يا "حواء" قوية بكل ما تحملينه من مشاعر الحب والحنان والأمومة... وكلما تكالبت فوق عاتقك الصعاب، خلق ذلك لديك مزيد من القوة والقدرة على مواجهة المحن...لكنك يا "حواء" مثل أى أنثى تبحث عن الحب وتنتظره وتفتح له كل الأبواب إذا صادفها من ارتاح له قلبها...المهم هو ألا تتهاونى أبدا فى حقوقك، فمن حقك أن تعبرى عن نفسك، قدراتك، أحلامك، طموحاتك، وأفكارك بحرية دون أن يقلل أحدا من شأنك...فمن يحبك، ستجدينه يهتم بكل تفاصيلك الصغيرة، ويحبك كما أنتى ولا يسعى الى تغييرك...ولا تخجلى عزيزتى من إظهار ما تشعرين به أحيانا من ضعف فى مواقف معينة...فجزء من الطبيعة البشرية هو الضعف...فلا يوجد إنسانا قويا طوال الوقت...وجمالك يكمن فى التوازن ما بين الضعف والقوة...انتى يا "حواء" جميلة من الداخل تملكين قلبا جميلا وعقلا راجحا...جميلة فى العطاء وكذلك جميلة فى الأخذ..وتأكدى أن من يمتلك مفتاح قلبك هو إنسانا محظوظا...  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز