عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

كانت "حواء" تتمنى طيلة حياتها أن تتزوج رجلا مختلفا وليس مجرد ذكر...رجلا تشعر معه بالأمان، فلا تحتاج أن تفتش فى تليفونه المحمول أو تراقب تصرفاته.. كانت تريد رجلا يحبها بصدق وإخلاص...ولكنها اكتشفت بعد الزواج أنه لا يختلف شيئا عن بقية الذكور.. وتحملت كثيرا حتى تحافظ على كيان الأسرة لكن الصدمات كانت أقوى من أن يتحملها هذا الكيان، فتهالك فى النهاية..



 

هذا ما يحدث يا عزيزتى عندما يخطىء القلب لحظة، فيدفع ثمنها العقل سنين...وربما كانت هناك دلالات واضحة أمام عينيكى تدعوكى للرحيل إلا أنك قررتى غض بصرك عنها حتى لا ترينها وتستكملى المشوار مع الشخص الخطأ الذي كان يطفئكى ثم يشتكى من ظلمتك....ومع مرور الوقت،يبدو أمام "حواء" الصورة واضحة دون تزييف، فالرجل الذي أحبته وكانت تراه شخصا فريدا من نوعه هو فى حقيقة الأمر رجلا عاديا لكنها وضعته فى مكانة كبيرة لا يستحقها....وعلى قدر الاتكاء يأتى السقوط…

 

كثير من النساء يقعن فى تلك المشكلة، فإذا اعتادت يا "حواء" على تقديم التنازلات فى البداية، ستظلى تقدمينها حتى النهاية...وقد تنتظرين طويلا اذا أردتى سماع أية كلمات تقدير...لذا يجب أن تقدرى نفسك أولا..فلا تجعليها تميل لمن لا يعرف قدرها...أنتى جوهرة ووجودك فى حياة أى شخص هو إضافة له..فلا تبحثين عن الحب فى قلوب جبانة حتى لا يغدر بك من سلمتى له مفاتيح قلبك...ثم تبكين فى النهاية...ليس على فراقه ولكنك تبكين حزنا على قلبك، على ثقة زرعتيها بقلب أحدهم وحصدتيها خذلانا....انهضى عزيزتى وتأكدى أنه فى يوم ما سيأتى أحدهم وبطريقة ما سيعلمك كيف تنسى وسيمنحك الحب الذي طالما بحثت عنه..

 

لا شك أن هناك صورا كثيرة للحب والعطاء فى حياتنا، تجسدت أمامى فى نموذج فريد لسيدة التقيت بها...وتدعى "دينا الغمرى" وهى غير متزوجة لكنها أعطت أعظم درجات الحب لطفل اختارت أن تكفله فى بيتها ليصبح ابنها...حيث كان يراودها حلم الأمومة منذ فترة طويلة...أحبت طفلها "إياد" منذ أن وقعت عينيها عليه وهو طفل رضيع..أحست أنه اختارها قبل أن تختاره..فقررت أن تكون له أما...اصطدمت فى البداية بجدران كثيرة من الشروط التي يجب أن تتوفر فى المرأة التي تريد كفالة طفل فى بيتها...لكنها أصرت على أن تسير فى هذا الطريق للنهاية...وقد أصدرت "دينا الغمرى" كتابها الأول بعنوان" أنا اسمى ماما" لتحكى فيه عن تجربتها فى كفالة إبنها -  الذي هو على حد قولها – هدية ربنا لها....تلك السيدة وجهت كل طاقة الحب بداخلها الى هذا الطفل الذي دخل حياتها ليجعلها أكثر سعادة...وتؤكد "دينا" فى كتابها أن فكرة التبنى الى جانب إنسانيتها فإنها علاج للألم النفسى لدى إمرأة أو رجل لا ينجبان، كما أنها مأوى لطفل خرج إلى الدنيا دون أن يجد من يرعاه.…

 

مشاعر الحب هذه توجد لدى معظم النساء ويمكن أن تخرج بأشكال مختلفة ثم تنعكس إيجابيا بعد ذلك على حياتهن... 

 

فلا تنتظري يا "حواء" أن يطرق الحب بابك..ابحثى عنه وتأكدى فقط  أنك تعطيه لمن يستحق...فالحب قد يكون بجانبك لكن عيناك لم تبصره بعد...وثقى أنه مهما كانت خدوش قلبك..ستجدين من يداويها برفق، فقد كرمك الله فى جميع الأديان السماوية...فإذا كان فى السماء من يحميكِ، فليس فى الأرض من يكسرك....

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز