عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تابعت حوار انتصار السيسي وهي سيدة مصرية خالصة تمتاز بالأناقة والهدوء

سميرة عبد العزيز في حوار خاص: مازلت أحلم بتجسيد "بينيلوبي"

الفنانة سميرة عبد العزيز
الفنانة سميرة عبد العزيز

داخل بيت هادئ وأنيق ملىء بالكثير من الذكريات المتعلقة بمسيرتها الفنية الطويلة، ومسيرة زوجها الراحل محفوظ عبد الرحمن، تحكى جدران المنزل عن قصة كفاح ناجحة لفنانة شاملة، ظهرت موهبتها منذ الصغر، لتسطر تاريخا فنيا طويلا تخطى ال200 عمل فنى تنوع ما بين الدراما والمسرح والسينما والإذاعة، حيث صغت ملايين الاذان لبرنامجها الشهير "قال الفيلسوف"، انها الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، ألتقينا بها داخل منزلها وإلى نص الحوار:



 

 

كيف تقضين يومك منذ الاستيقاظ حتى النوم؟

 

أنا أحب الاستيقاظ مبكرا، وأستقبل يومى بالصلاة وقراءة القرآن، وأقوم بتحضير افطارى بنفسي وأطلع على جميع الجرائد يوميا، واذا انشغلت عن قراءتها بسبب ارتباطات العمل، اقوم بقراءتها فى المساء، واحيانا اتابع التلفاز فى اوقات فراغى.

 

 

خلال حديثنا معها، وجدناها تتابع كافة أمور المنزل بنفسها، فسألناها عن علاقتها بأعمال المنزل؟

 

فقالت، أنا طباخة ماهرة، وأميل إلى المطبخ التقليدى، وأقوم بتحضير طعامى بنفسي، وخصوصا أكلات خاصة كان يحبها زوجى الراحل محفوظ عبد الرحمن، وأحرص دوما على طبق "الشوربة" على سفرتى للحفاظ على نقاء صوتى.

 

 

ما علاقتك بأحفادك؟

 

لقد قمت بتربية حفيدى على، حيث ان والدته تعمل مرشدة سياحية، وكانت تغيب عنه لفترات بسبب طبيعة عملها، فهو تربي داخل منزلى وله عندى مكانة خاصة، هو وشقيقته، وأداوم على تعليمهم اللغة العربية من خلال قراءة القران الكريم.

 

 

حدثينا عن طقوسك فى المناسبات المختلفة خلال العام؟

 

فى رمضان، استقبله وعائلتى بممارسة الشعائر الدينية، حيث انه شهر للعبادة، ونتجمع سويا حول مائدة الافطار، كما احرص على عقد حفلات افطار جماعى لاصدقائى فى الوسط الفنى، وجيرانى.

 

أما فى الاعياد، فمازلت احرص على ان احضر لاحفادى ملابس جديدة، فهذه عادة قديمة تربيت عليها، ومتمسكة بتطبيقها حتى الان، فأذهب معهم الى المحلات التي يفضلونها، واشترى لهم ما يشاءون.

 

أما فى شم النسيم فأقضيه احيانا داخل حديقة منزلى، واحضر بعض التسالى الخاصة بالمناسبة، وفى راس السنة، احيانا ادعى الى احتفالات، واذهب للمشاركة فيها، وفى المولد النبوى الشريف، فيقوم حفيدى "على" بشراء حلوى المولد لى.

 

 

نشأة في  محافظة الإسكندرية، فماذا عن ذكرياتك فيها؟

 

فتجيب مسترجعة ذكرياتها قائلة : إسكندرية "ماريا" بلد جملية جدا، كان فيها أجانب وقت ما كنت فيها، وكان عندنا الكثير من الجيران الاجانب، واكتسبت وعائلتى منهم الكثير من الصفات منها احترام الاخرين والانضباط والصدق، لذلك احافظ دوما على احترام مواعيدى، وبكون اول واحدة في البروفات، واتذكر ان صلاح قابيل نصحنى قبل ذلك ان اتأخر لكى يتم ترديد اسمى ويكثر السؤال عنى، الا اننى لا اميل لذلك لاننى افضل ان  يتردد اسمى بعمل جيد وبالتزامى بمواعيدى، والان خلال عرض مسرحية "الوصية"، يثنى المخرج خالد جلال على التزامى.

 

وتابعت: اتذكر من ايام طفولتى في الإسكندرية، اننى كنت اذاكر دروسي فى البلكونة المطلة على البحر، وكنت اشعر براحة كبيرة، وعلماء النفس بيقولوا اللى بيقعد قدام مساحة لا نهائية بيكتسب ثقة في النفس وعمق في التفكير، وانا اعتقد ان المقولة دى حقيقية فأنا لست سطحية وبفكر في كل شيء بعمق.

 

 

حدثينا عن الهدية "الأغلى" التي حصلت عليها فى عيد ميلادك؟

 

فى البداية احب ان اصحح يوم تاريخ ميلادى، وهو الاول من شهر يونيو، وليس 5 مايو كما تكتب بعض المواقع، وافاجأ بكثير من التهانى والهدايا تأتى لى فى هذا اليوم.

 

واتذكر أن اغلى هدية جاءت لى  فى تلك المناسبة، كانت من زوجى الراحل محفوظ عبد الرحمن، وكانت كتاب الشوقيات، فهو كان يعلم أننى مغرمة بالشعر لذلك احضرها لى، كما علمنى محفوظ عادة ارتداء الساعات، واحضر لى ساعة، ومن هنا بدأت فى اعتمادها خلال اكسسواراتى اليومية.

 

كما كان يحضر لى الكثير من الهدايا الثمينة، وكانت ايضا الهدايا عبارة عن سفريات كثيرة الى باريس،وكنت استمتع دوما بزيارة المتحف الموجود لديهم لانه على مستوى عال من النظام والتنسيق.

 

هل شاهدت خطاب سيدة مصر الاولى انتصار السيسي؟

 

نعم تابعته باهتمام شديد، واعجبنى جدا، وقد جمعنى بها لقاء يوم تكريمى فى اليوم العالمى للمرأة، ودار حوار بيننا قالت لى فيه "أنا بحب تمثيلك"، فقلت لها، "يعنى انتى بتتفرجى" قالتلى "طبعا، بتفرج عليكى من وانا صغيرة، اتفرجت على ام كلثوم وغيرها من الاعمال، وانا متربية على برنامج قال الفيلسوف فى الاذاعة".

 

وخلال حوارى معها، وجدتها ترتدي ملابس مصرية مثلنا وشعرت بأنها قريبة من المصريين، وبسيطة فى تعاملها مع الجميع، وتأكد لى ذلك عقب حوارها مع اسعاد يونس، المذاع الخميس الماضي، فهى مصرية خالصة، من نسيج الشعب، قريبة من الجميع، وعلى سجيتها دوما.

 

ماذا عن اعمالك حاليا؟

 

اقوم بتحضير لمسلسل ست كوم، عن مشاكل الاسرة المصرية، خصوصا بين الجيران وبعضهم البعض، وانا احب الكوميديا  المكتوبة فقط بشكل صحيح، لكن الادوار الكوميدية غير المنظمة اعزف عنها.

 

كما اننى مشغولة بالعرض المسرحى "الوصية" الذي يتحدث عن بطولات الجيش المصري العظيم.

 

 

حدثينا أكثر عن مسرحية "الوصية"؟

 

المسرحية  اجسد فيها دور "ام الشهيد" مع الفنان ميدو عادل، وقد سبق لى وان جسدت نفس الشخصية معه فى مسلسل تليفزيونى، وحصلت على جائزة وتكريم عقب عرضه.

 

والدور عبارة عن ام متوفاة منذ صغر اولادها، الا ان ابنها يظل يتذكرها طوال حياته، ويذهب الى قبرها كلما ضاقت به الحياة، فهو يشعر بوجودها جانبه طوال الوقت.

 

والقصة مستوحاة من قصة حقيقية، صاغها المؤلف ايمن سلامة بشكل جيد، تتحدث عن مفهوم الشهادة وعقيدة ابناء الجيش فى مواجهة الموت، وعندما قرأت النص وجدته بسيطا وسلسا وواقعيا، ووافقت على الدور فور ان اتصل بي المخرج خالد جلال، للمشاركة فى المسرحية، حيث اننى كنت اشعر بالغيرة بسبب عدم عملى معه فى اوقات سابقة.

 

 

هل ترى ان العرض حقق نجاحا؟

 

بالطبع العرض حقق نجاحا كبيرا خصوصا مع تبنى المسرح القومى، مبادرة عرض بطولات الجيش، وحضر العرض الكثير من الشباب، ومن المقرر ان يتم التحضير لسلسلة مسرحيات عن تلك البطولات لعرضها على المسرح، وهذا شىء ايجابي للغاية فالمسرح القومى يجب ان يسترجع دوره، في توعية الشباب وخصوصا طلاب الجامعات، فهم فى حاجة الى جرعة وطنية مستمرة.

 

 

ما الأدوار التي تنحازين اليها فى عملك؟ وما الدور الذي لم تجسديه بعد؟

 

احب الشخصيات الطبيعية التي تقول كلاما منطقيا، اى اننى لو كنت فى الحقيقة مكان تلك الشخصية لتصرفت بهذه الطريقة دون اى افتعال او مبالغة.

 

رغم ان اغلب ادوارى تدور حول العطاء والتضحية والحنان، الا اننى مازلت احلم بتجسيد  شخصية رواية يونانية  تدعى "بينيلوبي" خلال عمل مسرحى، وتدور حول زوجة وفية، غاب عنها زوجها، فظلت تتذكره طوال الوقت، وتغزل له ملابس خاصة به فى كل مناسبة تمر عليها دون ان يكون بجانبها، حتى عاد اليها.

 

 

هل اعترضت خلال مشوارك الفنى على أي نصوص للاعمال التي قمت بتجسيدها؟ وماسبب ذلك؟

 

ايوا اعترضت، فأتذكر اننى كنت اشارك فى احد المسلسلات الصعيدية، وجاء لى النص مكتوب فيه لفظ خارج، فاعترضت لدى المخرج حسنى صالح، والذي وافق على استبدال هذا اللفظ بعبارة أخرى.

 

إلا أن هناك شخصا حضر هذا الموقف، فأبلغ المؤلف وكان وقتها عبد الرحمن الابنودى، فهاجمنى، الا اننى لم أرد على هذا الهجوم فى نفس الوقت عبر الاعلام، ومع مرور الايام وجدته يعتذر لى.

 

وانا اعترض ليس من قبيل الاعتراض، لكن لاننى ارى ان التليفزيون يشاهده الكثيرون، بعضهم لديه أمية، لذلك انا استغل اعمالى فى تثقيف الجمهور وعقولهم ورفع ذوقهم وليس العكس، وهذا هو اتجاهى فى التمثيل.

 

 

خلال مشوارك الفنى الطويل، ما أكثر دور كنت متخوفة من تجسيده؟

 

دور الست فاطمة فى مسلسل "أم كلثوم"، فكنت متخوفة من الدور فى بداية الأمر، لأنها كانت موجودة في حياتنا، كما أن اسرتها تقدمت بعدة انذارات قضائية لزوجى الكاتب محفوظ عبد الرحمن، وصلت الى 17 انذارا قضائيا، الا ان ممدوح الليثى تدخل فى الامر، وشجع زوجى على استكمال العمل، حتى ان اسرة ام كلثوم حاولوا مشاهدة العمل خلال المونتاج، الا ان ممدوح الليثى رفض ذلك، على ان تشاهده الاسرة عند عرضه على الشاشات.

 

وخلال الكتابة تم الاستعانة بـ"اللبيسة" الخاصة بأم كلثوم، والتي عاشت معها ومع اسرتها اكثر من 40 عاما، فاستعنت بها لتحكى عن دور الست فاطمة "والدة أم كلثوم"، خلال حياتها، فعرفت منها بعض التفاصيل الدقيقة عن الشخصية، ومنها مثلا انها كانت تربط يدها بمنديل رقيق عندما تصافح الرجال، كما كانت تصنع طبقا من "شوربة الدجاج" بنفسها لنجلتها، ليلة  أى احتفالية، وتقوم بتغطيته بايشارب حتى لا تصل الانظار اليه، ولمنع "الحسد" عنها، فنفذت تلك التفاصيل خلال تصوير العمل.

 

وبعد اسبوع من عرض العمل، فوجئت بأن أسرتها ومنهم نادية الكاشف، تتصل بي وتقول لى "انا شفت فى المسلسل جدتى فاطمة، فأنتى جسدتى شخصيتها بالفعل".

 

وقاموا بعمل احتفالية لاسرة المسلسل، واعطونا الهدايا، وكانت هديتى ايشارب ام كلثوم خلال غنوتها الشهيرة انت عمرى، والثانية، ايشارب خاص بها كانت ترتديه اثناء سيرها على الكورنيش، اما محفوظ زوجى فقد حصل على احدى اسطوانات ام كلثوم كهدية عن العمل.

 

 

هل ترتدين تلك الإيشاربات؟

 

لا، فأنا ارى انهم يخصوا ام كلثوم، ولا زلت احافظ عليهم واعتنى بهم، وارى ان العمل حقق نجاحا واضحا ومستمرا، واسرة ام كلثوم استفادت كثيرا من عرض العمل، وحققوا ارباحا عقب عرض العمل، واتذكر ان  اسفل منزلى بالمهندسين كان هناك مكتبة، كانت صاحبتها تصعد الى شقتنا وتسأل زوجى عن الحلقات القادمة فى العمل لتحضير الشرائط الخاصة بأغانى ام كلثوم، حيث زادت مبيعاتها عقب عرض العمل.

 

وأرى أن العمل حفظ تاريخ ام كلثوم، وعمل على تداول اغانيها بين الشباب، خصوصا لان العمل كان متقنا للغاية وحقق نجاحا واسعا.

 

 

هل تابعت مسلسلات رمضان الماضى؟ وما رأيك فى مهرجان الجونة؟

 

تابعت مسلسل الاختيار، والمسلسل بأكمله رائع، فالمخرج استطاع ان يظهر الممثلين فى أفضل صورة، والذين جاء تمثيلهم لادوارهم طبيعيا دون اى افتعال.

 

اما مهرجانات السينما فقد اصبحت بعضها مهرجانات ازياء، وأود ان تؤدى تلك المهرجانات ادوارها، بعرض الافلام والقصص المختلفة، وان تهتم بالسينما وقضاياها.

 

 

بعد اختيارك فى مجلس الشيوخ، ما خطتك القادمة بالنسبة للفن وقضاياه وقوانينه؟

 

انتهيت من الاطلاع على اللائحة الخاصة بالمجلس، وسأطلب انضمامى الى لجنة الفن والثقافة خلال الجلسة المقبلة، فتلك اللجنة تتوافق بالطبع مع تخصصي، وسأقدم عدة مقترحات للمجلس ابرزها عودة الدولة للانتاج مرة اخرى، فهناك الكفاءات التي تعرف ما يعرض وما لا يعرض للجمهور وما يحافظ على تقاليد المجتمع، فنحن كثيرا ما نتحدث عن زمن الفن الجميل، فلماذا لا نصنع زمن فن جميل فى الوقت الحالى.

 

 

وأخيرا، ما الرسالة التي تودين توجيهها للفنانين وخصوصاً الشباب؟

 

أقول جميعنا واجهنا صعوبات فى حياتنا المهنية، لكن يجب على الفنان ان يثقف نفسه باستمرار، حتى يكون له حق المطالبة بتغيير جزء من السيناريو او النص، حيث ان القراءة تسهم بشكل كبير فى تفتيح الذهن، والقدرة على الحكم على النص.

 

واقول دوما، الفنان لديه الحرية الكاملة فى اختيار ادواره، لذلك انصح بالموافقة على النصوص التي تتوافق مع ميول الممثل، مع تهميش فكرة جمع المال خلال اختيار الاعمال، وان يعتمد على فكرة حرية الاختيار، ورفض الادوار التي قد تساهم فى فساد المجتمع او فساد ذوقه، واخيرا "اعتبروا يا اولادى الفن رسالة وان الفن يربى عقولا ناضجة وجمهورا ذوقه راق".

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز