عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الوباء المستمر.. مشاهير ضد الوعى!

الموجة الثانية لكورونا تعلن عن نفسها.. والدولة تعتمد منهج المصارحة

الوباء المستمر.. مشاهير ضد الوعى!

 إذا غابت المعلومة تحولت الماكينة الصحفية والإعلامية من وسيط مهمته الإخبار والتنوير إلى ساقية جهل.. عرّاف يقرأ الكف والطالع.. وخلاصة المنتج محض اجتهادات.. يرى أصحابها أنها الحقيقة المطلقة وفى الواقع هى مطلق السفه.. والمعلومة هى الطريق الملكى للمصداقية، ولكن هناك أيضًا أبعادًا أخرى قد تؤثر على مصداقية الرسالة أحيانًا تسقط سهوًا ويكون لها تأثير عميق دون أن نشعر لاسيما فى ظل عالم مفتوح النوافذ والأبواب.. العالم الذي بدأ يضع منهجًا لمواجهة التداعيات الاقتصادية والتجارية لفيروس كورونا المستجد بحسب ما صدر من نتائج عن قمة مجموعة العشرين التي عقدت افتراضيًا فى العاصمة السعودية الرياض، ومن المصادفة أن مجموعة العشرين خرجت من رحم تحدى الأزمة المالية العالمية والآن بات عليها أن تعيد إنتاج نفسها بعد وجود هذا الفيروس الذي اجتاح الحدود وهزّ اقتصاديات دول عظمى وأطاح بهيبة أنظمة صحية لمجتمعات مرفهة.



 

 لعل حضور المعلومة المجردة وحالة المصارحة المستمرة فيما يخص ملف مواجهة فيروس كورونا المستجد بين الحكومة والرأى العام كان أحد أهم عوامل نجاح مصر فى الخروج من الموجة الأولى بأقل الخسائر - إذا جاز التعبير - مقارنة بالعديد من دول العالم والمنطقة.. رغم كم الشائعات المهول الذي تعرضت له الحكومة المصرية منذ بداية العام، ومع ذلك تمكنت من تحقيق معدلات اقتصادية استثنائية بشهادة المؤسسات الدولية.. وهى إشادات منطقية.. يكفى أن تراجع عناوين الأخبار فى مصر فى الفترة من مارس 2020 وحتى منتصف نوفمبر 2020.. بمعنى مراجعة فترة انتشار الموجة الأولى وذروتها وانكسارها وحتى الإعلان عن مواجهة الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد وترى وترصد حجم المشروعات التي قامت مصر بإنجازها وافتتاحها لتصل إلى نتيجة أن لم يفعل أحد فى العالم ما فعله المصريون، وهى حقيقة يجب أن ندركها وتستدعى الفخر، ومن حقنا أن نفخر بها.

 

 الثلاثاء الماضى وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة إلى الشعب المصري بعد اطلاعه على الموقف الراهن فيما يخص انتشار فيروس كورونا المستجد على مستوى الجمهورية، وحملت الكلمة العديد من الرسائل الواضحة والمباشرة من الرئيس إلى الشارع فى مصر أوضح من خلالها الأبعاد الكاملة للصورة فيما يخص منهج تعامل مع الأزمة منذ بدايتها والذي اتسم بالهدوء لمنع الخوف والفزع من السيطرة على الناس، وفى الوقت نفسه ظهر من حديث الرئيس الإدارة العلمية للأزمة وأن التجربة المصرية أصبحت مثالاً يحتذى به للعديد من الدول، وأن هناك دراسات تجرى لتحديد أنسب اللقاحات من أجل التعاقد عليها خلال الأيام القادمة، وأن اللقاح لن يكون متوافرًا قبل منتصف العام المقبل، وأن الدولة ستوفر اللقاح فور ثبوت فعاليته.

 

 أعاد الرئيس التأكيد على الإجراءات الوقائية وضرورة ارتداء الكمامات وتجنب المكوث فى أماكن مغلقة وتجنب التجمعات والحفاظ على التباعد الاجتماعى لتجنب الإصابة وأن الوباء كان له تأثير قاسٍ على اقتصاد العالم، لكن مصر احتفظت بجزء من النجاح.

 

وتحدّث الرئيس عن (الوعى) باعتباره حجر الزاوية فى المواجهة وأنه يمثل اللقاح الحقيقى.

 

 كلمة الرئيس فى مجملها تعكس النمط العلمى فى إدارة الأزمة وعملية المراجعة والتقييم التي تقوم بها الدولة فى هذه المعركة الشرسة.. والسؤال الذي يفرض نفسه هل النخب التي تحظى باهتمام الجماهير ومتابعتهم قاموا بتقييم أنفسهم خلال الموجة الأولى لضمان مصداقية رسالتهم؟.. بمعنى أن متلقى الرسالة الإعلامية كان يجد الصحفى أو المذيع يصرخ بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وفى المقابل لا يلتزم الصحفى أو المذيع نفسه فى حياته الاجتماعية التي يشاركها مع جمهوره من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وهذا البعد يؤثر على مصداقية الرسالة.

 

نفس الأمر بالنسبة للفنانين ولاعبى كرة القدم وشخصيات عامة.. تم تصدير صورة إلى الرأى العام أن كورونا أمر هامشى وكأن هزيمة الفيروس قرار شخصى.. مهرجانات وحفلات ومناسبات اجتماعية لا يرتدى أصحابها كمامات، ولا يوجد حد أدنى من التباعد الاجتماعى.. وينظر الناس إلى هذه الصور ويتابعونها وتنقلها المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعى وتترسخ صورة ذهنية لدى المتلقى بأن الأمر انتهى مع أن الواقع أن الوباء مستمر والموجة الثانية منه أعلنت عن نفسها.

 

 الكل شاهد ما جرى فى مهرجان الجونة السينمائى وتابعنا أنباء الإصابات بعده ونتمنى للجميع السلامة.. فهل سنكرر نفس الأخطاء أيضًا فى فعاليات وحفلات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟ أعتقد أن الأمر يحتاج إلى مراجعة، وظنى أن إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الذي نعتزّ به كثيرًا ستراعى ذلك.. كذلك تابعنا أنباء إصابات نجوم كرة القدم، وهو ما يستتبع أسئلة عن الإجراءات الوقائية داخل الأندية وخلال التدريبات.. ودون أن نسأل يكفى أن تتابع مباراة واحدة لتكتشف أننا لا نلتزم بتعاليم الاتحاد الدولى لكرة القدم الخاصة بعودة النشاط الرياضى بعد ظهور جائحة كورونا.. بمجرد أن يسجل أحد اللاعبين هدفًا الفريق بأكمله يتبادل العناق!!.. والنتيجة بدأت تظهر ونتمنى للجميع السلامة.

 

أن تكون شخصية عامة فى أى موقع وتتابعك الجماهير فهذه مسؤولية وتتضاعف فى مثل هذه الأوقات الاستثنائية.. وهو أمر يستحق الانتباه.

 

 الثلاثاء الماضى أيضًا حمل خبرًا بالغ الأهمية وهو توجيه الرئيس السيسي بإنشاء مراكز تجميع مشتقات البلازما بالشراكة مع شركة (جريفولز) الإسبانية. التفاصيل حملها بيان رئاسة الجمهورية حول اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع ريمون جريفولز وفيكتور جريفولز، رئيسى مجلس إدارة شركة «جريفولز» الإسبانية لتجميع وتصنيع مشتقات البلازما، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، واللواء طبيب بهاء الدين زيدان رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للشراء الموحد، والدكتور تامر عاصم نائب وزير الصحة والسكان لشؤون الدواء، واللواء مصطفى أمين مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، واللواء طبيب مصطفى أبو حطب مدير المركز الطبي العالمى، واللواء طبيب مجدى أمين مدير إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة. وبحسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول استعراض المخطط العام التنفيذى للمشروع القومى لتصنيع وتجميع مشتقات البلازما فى مصر، والذي سيتم بالشراكة مع شركة «جريفولز» الإسبانية ذات الخبرة العريقة فى هذا المجال على المستوى العالمى.

 

وقد وجّه الرئيس خلال الاجتماع بضغط الجدول التنفيذى للمشروع الذي يمثل إضافة ضخمة  لسلسلة المشروعات القومية التي تعتنى بصحة المواطنين، وذلك بتوطين تكنولوجيا تصنيع وتجميع البلازما فى مصر، وأن يتم وفق أعلى المواصفات القياسية العالمية، فضلًا عن نقل خبرة الشركة فيما يتعلق بإدارة المراكز واللوجستيات الخاصة بالبلازما بدءًا من مرحلة تجميعها وحتى الإنتاج، بما يساهم فى ( امتلاك القدرة ) فى هذا المجال الحيوى، الذي له مردود مباشر على صحة وسلامة المواطنين.

 

كما وجّه الرئيس بالبدء الفورى فى إنشاء مراكز تجميع مشتقات البلازما فى مصر، ووضع آلية فعالة ودقيقة لضمان جدارة الأداء بالتعاون مع الشركة الإسبانية، مؤكدًا الأولوية المتقدمة التي يمثلها هذا المشروع على مستوى الدولة.

 

وبالفعل، وكما جاء فى بيان رئاسة الجمهورية، هذا المشروع يعد مشروعًا قوميًا بامتياز وله انعكاس مباشر على ملف الرعاية الصحية فى مصر وجودتها، فضلاً عن مسألة فى غاية الأهمية وهى (توطين البحوث) فى مصر من خلال شراكات عالمية، وهنا نقف أمام مصطلح (امتلاك القدرة) الذي استخدمه الرئيس السيسي لأنه بالفعل إتمام هذا الإنجاز سوف يشكل نقطة تحول كبرى بالنسبة لمصر.

 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز