عاجل
الأحد 5 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مبادرة لا للتعصب
البنك الاهلي

تعرّف على الرابح الأكبر من مباريات القمة

صورة أرشيفية القهاوي وقت مباريات القمة
صورة أرشيفية القهاوي وقت مباريات القمة

تكتسب المباريات الجماهيرية، أهمية كبرى لدى الشعب المصري، ومن ضمن الفئات التي تهتم بالمباريات المقاهي، التي تعد مباريات القمة أكبر مكاسبها، إذ يزداد الربح فيها أضعافًا مضاعفة.



 

المقاهي، تستغل تلك المناسبات لجلب المكاسب، سواء من ثمن الكراسي أو المشروبات، فقبل ظهور فيروس «كورونا» في مصر، وما تبعه من إجراءات تتضمن الإغلاق وتعليق الأنشطة، كانت المباريات الساخنة، تحتل اهتمامًا كبيرًا لأصحاب المقاهي، فالزبائن قد يفيضون حتى لا يجدوا لأنفسهم مكانا.

القهوة وقت مباراة القمة

القهوة وقت مباراة القمة

 
 

 

الزحام سيكون مردوده في ألوف الجنيهات في ليلة واحدة، لكن استعدادات الكافيهات والمقاهي لمباراة نهائي أبطال إفريقيا، بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، اليوم 27 من نوفمبر الجاري، ستكون مختلفة، إثر الوباء المستجد، وأعداد الإصابات المتزايدة.

 

ووفقا لقرارات مجلس الوزراء المصري، فإن المقاهي، التي أغلقت جزئيا، في مارس الماضي، قبل أن تغلق تمامًا لشهور، عادت إلى العمل بنسبة 25% ثم زادت إلى 50%، نهاية يوليو الماضي، ورغم أن ذلك لم يعوّض العاملين في المقاهي وأصحابها عن الخسائر التي تعرضوا لها على مدار شهور، إلا أن ذلك مثّل لهم بارقة أمل.

الأطفال وعلم مصر يزينون المقاهي وقت مباراة القمة
الأطفال وعلم مصر يزينون المقاهي وقت مباراة القمة

 

الرقابة فين؟

لكن تلك النسبة المفروضة لا تخضع للرقابة بشكل دائم، ولا يلتزم بها في كثير من المقاهي، لا سيما في المباريات المهمة: «عندك ماتش الزمالك والرجاء الأخير، القهاوي كانت مليانة والناس مش لاقية مكان كمان، فنسبة إيه بقى اللي نلتزم بيها، خسرنا كتير ومحتاجين نكسب» قالها علي مصطفى، مالك مقهى بمنطقة المعادي، جنوب القاهرة.

 

يعدد مالك المقهى المباريات المهمة التي اهتم بها جمهور الكرة في مصر، وعلى رأسها مباريات الفريقين الأهلي والزمالك، مباريات ليفربول، حين يشارك اللاعب المصري محمد صلاح، وهي أيام، بحسب الرجل الأربعيني، يكون دخلها مضاعفا عن الأيام التي لا مباريات فيها: «مكسب الماتش لوحده ممكن يبقى ضعف اليوم، يعني لو هعمل ألف في يوم عادي، هعمل ألفين في يوم الماتش».

 

 

ويرى الرجل أن تلك المباريات رزق كبير للعاملين في المقاهي وأصحابها. ويوجد في مصر 3.5 مليون عامل في القطاعات الخدمية كالمقاهي والمطاعم والأندية، وتصل أعداد المقاهي إلى مليوني مقهى، تستحوذ القاهرة منها على 150 ألفًا، «نتوقع لنزول الناس للقهاوي كبير، ومستينيين الماتش عشان المكسب، لكن نسبة 50% حضور دي مش ملتزمين بيها في العادي عشان صعب تتطبق».

 

ينفق المصريون على تدخين السجائر والشيشة نحو 40 مليار جنيه سنويا، ويبلغ حجم إنفاق رواد المقاهي حو 40% من رواتبهم، بحسب إحصائية رسمية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ومع وجود كورونا والإجراءات التي اتخذتها الدولة في سبيل مواجهته، فإن على المقاهي الالتزام بعدد من الأمور على رأسها نسبة الـ50% من الإشغالات، ومنع تقديم الشيشة، والإغلاق في الـ12 منتصف الليل، ورغم التزام عدد المقاهي تلك الشروط، إلا أن البعض يخالفها أيضا، وفق ما تعلنه وزارة التنمية المحلية، من شكاوى المواطنين المتضررين من عدم التزام بالاشتراطات المفروضة عليهم، وكشف الوزارة لعدد من المخالفات، التي أغلقت على إثرها بعض المقاهي، وسحبت تراخيصها، لعدم التزامها: «القهاوي الكبيرة تلتزم نسبيا لأنها في أماكن مكشوفة، لكن قهوة في حي شعبي، مش هتلتزم بالـ50% من نسبة الإشغالات لأنه بكل بساطة عاوزين نكسب ونعوض فترة الإغلاق» هكذا قال أنور فاروق، مالك مقهى بمنطقة إمبابة، شمال محافظة الجيزة

 

يحاول الرجل ما استطاع حماية زبائنه من العدوى، لكن ومع وجود مباراة نهائي أبطال إفريقيا، فإن ذلك صعب، فالزحام سيكون على أشده، كما أن تحديد نسبة بعينها للحضور سيكون من رابع المستحيلات، على ما قاله الرجل.

 

وتأتي أهمية المباراة، في أن طرفيها من بلد واحد للمرة الأولى منذ انطلاق أول نسخة للبطولة عام 1964.

 

اعتاد أنور تجهيز المقهى قبل أي مباراة كبرى بفترة كافيه، فيعمد إلى تأجير كراسي خشبية، وشاشات تليفزيون، ومعدات للعمل، كما يستأجر عاملا إضافيا أو أكثر لتجهيز أحجار الشيشة، لكنه لن يفعل ذلك تلك المرة: «هكتفي باللي عندي وده عشان سببين، إنه مش ضامن الحي ممكن يطب ويعمل لي مشكلة، وبرضه في ناس بتقلق من الزحام وبتخاف من كورونا وده حقهم».

 

ما حكاه أنور عن عدم إجراء تجهيزات مختلفة للمباراة، بسبب كورونا، ذهب إليه أحد أصحاب المقاهي في منطقة وسط البلد، لكن الرجل أضاف بعدا آخر، يكمن في قلقه من إغلاق المقاهي في ذلك اليوم، بحسب التعليمات التي تصل إليه بالغلق في أيام بعينها، وليس وحده من تغلق أبواب مقهاه في بعض المباريات المهمة، كما يخشى الرجل أيضا أن تقرر الحكومة إغلاق المقاهي ذلك اليوم خشية العدوى التي قد تنتشر في الأماكن المغلقة، والتي يصعب فيها التباعد الجسدي: «ساعتها هكون عملت تجهيزات أكبر لأعداد أكبر وفي النهاية هقفل، والنتيجة إني هطلع خسران».

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز