ناهد إمام
اللي يصبر ينول!!
بجد أمثال زمان اللى كانت بتحكيها جدتنا .. لم تكن جمل وخلاص بهدف التسالى أو تضييع الوقت...ولكن كانت ذات معان وحكم...وتثبت الأيام أنها حكم هادفة من واقع الحياة..ومهما مرت السنون ...لابد أن نتذكرها..ونقول صدق المثل الفلاني والعلانى!!!
المهم المثل النهاردة ..."اللى يصبر ينول" ! على فئة مهنية هامة ؛ عاشت طوال حياتها مهمشة ؛ لا أحد يهتم بها ..رغم أنها تمثل المصدر الثانى للغذاء فى الدولة ؛ ومصدرا مهما من مصادر الدخل القومى، واصبحت تلك المهنة مهددة بالاندثار نتيجة مشاكلها المتراكمة منذ سنوات طويلة .. فلا يوجد نقابة ولا شيخ لأصحاب تلك المهنة للتحدث باسمهم، ولا حياة لمن تنادى ...طبعا نتساءل أى مهنة تلك التي نتحدث عنها؟ إنها مهنة الصيد !!! التي أخيرا وجدت رئيسا ينظر إليها ؛ وإلى من يقوم بها وهم فئة الصيادين...الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ الذي أمر منذ أيام قليلة بتوجيه الرعاية لهم وخاصة صغار الصيادين على مستوى كافة محافظات الجمهورية؛ مما أدى إلى إطلاق مبادرة "صيادي مصر".
وجميل جدا؛ تحرك وزير القوى العاملة محمد سعفان، ليبدأ تطبيق المبادرة من محافظتى الإسكندرية بحيرة كينج ماريوت والبحر الأحمر في الغردقة وذلك لعمل قاعدة بيانات متكاملة للصيادين لتوفير الرعاية المستهدفة الصحية والاجتماعية للصيادين ؛ و حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا وعلى أسس سليمة .
ولكن ألستم تتفقون معى؛ فى ضرورة سرعة العمل على اجراء حصر عملى للمشاكل المتراكمة التي تواجه الصيادين المتجاوز عددهم ال 50 ألفا على مستوى الجمهورية. .. وهى عديدة ؛ والتي من بينها مصدر رزق الصياد اليومى المهدد فى فصل الشتاء ؛ حيث يتوقف الصيد مع النوات وارتفاع موج البحر وبالتالى إذا لم يستطع نزول البحر لن يكون هناك رزق ، ولا يوجد مصدر دخل آخر لمواجهة أعباء الحياة ! فبالله عليكم من اين يجد قوته فى تلك الفترة ؟
وعندما الصياد يمتلك مركبا صغيرا ، يعمل عليه شخصان، ويبدأ الصيد كالمعتاد من الفجر حتى الضحى، بينما الحصيلة كميات قليلة من الأنواع المختلفة من الأسماك ويتم بيعها إلى تاجر الحلقة بمقابل بالطبع زهيد حتى يكسب فيه ذلك التاجر ؛ ويقسم الرزق على فردين..فهل يكفى ذلك احتياجات أسرة واحدة!
وأيضا؛ عندما تتواجد مجموعة دخيلة على المهنة التي يتم توارثها أبا عن جد ...وخبرة سنوات طويلة ..ولا أحد يقف أمام هؤلاء الدخلاء ...فماذا يفعل أصحاب المهنة المحترفون!
وعندما ترتفع أسعار أدوات الصيد وصيانة المراكب؛ فماذا يفعل الصيادون لمواجهة ذلك !
وكمان؛ يتم تحديد سن المعاش لأصحاب تلك المهنة عند 65 سنة ...ليه مش عارفة ؟...رغم أن تلك المهنة تواجه بالمشقة والصعاب فى التعامل مع تقلبات البحر والقوة الجسدية التي تتاثر وتضعف سريعا، بسبب الشمس والمجهود الذي يبذله، مما يؤدى الى إصابة الصياد سريعا بالمرض وعدم القدرة على العمل فى تلك المهنة الشاقة من قبل حتى سن ٦٠ ؛ مما يهدد بفقد مصدر الدخل.!
وغيرها من ملفات الصيادين التي تستدعى النظر إليها بامعان لعودة تلك المهنة إلى أصحابها والتي بدأ القائمون عليها يعزفون عنها تدريجيا ويبحثون لأبنائهم عن مستقبل أفضل فى مهنة غير التي ورثوها عن أجدادهم.
وألستم تتفقون معى ؛ أنه أصبح من الأهمية تكاتف كافة القطاعات وليست الدولة فقط فى الحفاظ ليس فقط على مهنة الصيد التي اصبحت مهددة بالاندثار ؛ ولكن أيضا بالصناعات القائمة على الصيد والمهددة أيضا بالخطر وما يترتب عليها من توافر فرص عمل ومصدر دخل مهم !!