عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الانتخابات الأمريكية.. "بايدن" يلوّح بسياسة الحد من التمدّد التركي بليبيا

بايدن
بايدن

بعد أن حبس العالم أنفاسه لنحو 4 أيام من انتهاء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أعلن يوم السبت الماضي، فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بمنصب الرئيس.



 

وقالت بوابة إفريقيا الإخبارية، إن الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن، يجد على مكتبه ملفات ثقيلة  تركها الرئيس ترامب تتعلق  بمستقبل المنطقة و إستقرارها خاصة و أن حقبة الرئيس ترامب عرفت بعديد الإهتزازات من خلال قرارات وُصفت بالإعتباطية. 

 

ويعتبر ملف التحركات التركية في المنطقة من أكثر المشاغل التي ستحظى بأولوية لدى الإدارة الأمريكية المرتقبة،فمن المعروف أن العلاقات الأمريكية التركية عرفت تحسنا ملحوظا منذ سمة 2018 تاريخ إطلاق سراح السلطات التركية للقس الأمريكية أندرو برونسون إلى درجة أصبح فيها ترامب يخضع لرغبات أردوغان، وهو ما أكّده مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في كتابه "في الغرفة حيث حدث ذلك".

 

وشرح بولتون كيفية تواصل البيت الأبيض بالقصر الأبيض “آق سراي” في كثير من الأحيان عبر صهري الرئيسين، مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، ووزير المالية والخزانة التركي بيرات البيرق.

 

كما قال السفير الأميركي السابق لدى تركيا، إريك إيدلمان، مؤخّرا إن هذه العلاقات الأسرية القوية تمنح أردوغان شعورا بأنه يحمل ورقة تخوّل له تفادي العقوبات المحتملة. ويبدو محقّا في تصوّره حتى الآن. فقد دعا الكونغرس ترامب إلى معاقبة تركيا على شرائها أنظمة أس-400 الروسية وتدخلها في ليبيا، وهو إجراء يفرضه القانون الأميركي. لكن الرئيس الأميركي لم يستجب لذلك.

 

وقالت المحللة ميرف تاهيروغلو، رئيسة برنامج تركيا في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، لموقع أحوال تركية "أصبحت العلاقة الشخصية بين هذين الرجلين تتخطّى كل مستويات البيروقراطية عندما يتعلق الأمر بصنع السياسة الخارجية".

 

كل هذه المعطيات جعلت المزاج العام في أروقة السلطة التركية يميل نحو فوز ترامب بولاية ثانية نظرًا لتطوّر العلاقة بين الجانبين بالرغم بعض الخلافات التي تتعلق أساسا بملف فتح الله غولن.

 

يعتبر الملف الليبي الشّائك من أهم المشاغل المشتركة للطرف التركي و الأمريكي،ففي إطار هذا  السياق المعقد قال الرئيس رجب طيب أردوغان في وقت سابق بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب ، إن تركيا والولايات المتحدة قد يشرعان في عهد جديد في علاقتهما بشأن الصراع في ليبيا ، مضيفا أن خليفة حفتر قد يتم تهميشه قريبا دبلوماسيا.

 

وأكد أردوغان: "قد تبدأ فترة جديدة بين الولايات المتحدة وتركيا فيما يتعلق بعملية [ليبيا] ، وصار لدينا بعض الاتفاقات خلال محادثتنا ،  والتي على  اساسها تم اتخاذ مثل هذه الخطوة".  وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن الزعيمين ناقشا الصراع الليبي وسوريا ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ، لكنهما لم يقدما تفاصيل أخرى.  ظلت الولايات المتحدة إلى حد كبير خارج نطاق النزاع  الليبى منذ أن شن الجيش الوطني الليبي هجوما العام الماضي للسيطرة على العاصمة طرابلس.

 

هذا التوجّه يؤكّده غض واشنطن الطرف عن المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم السلطات التركية إلى ليبيا،حيث أعلنت واشنطن دعمها لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا في معركتها ضد الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر فضلا عن تحدّث تقارير أمريكية أن ترامب لن يتخذ أي قرار لوقف التدخل التركي في ليبيا لافتة إلى أن كل إهتمامه منصبّ على الإنتخابات.

 

هذا التقارب بين ترامب و أردوغان حول الملف الليبي قد لا يتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة،إذ  أكد الأستاذ المُحاضر بالجامعة الأمريكية في واشنطن، الدكتور غريغوري أفتانديليان، أنه من المنتظر حدوث تغيّر في السياسة الأمريكية تجاه الملف الليبي في حال فوز جو بايدن، الذي قال إنه سيتبعُ خطًا أكثر صرامة في مواجهة سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر ممّا فعل الرئيس الحالي دونالد ترامب.

 

وقال أفتانديليان في لقاء عبر قناة «218»: "بايدن سيكون أكثر انتقاداً لوجود تركيا في ليبيا وسيحاول العمل مع الناتو لإرغام جميع القوات الأجنبية على مغادرة البلاد وأنه سيلوّح بالتهديد بالعقوبات على تركيا بسبب شراء الأسلحة الروسية".

 

وأضاف "ليبيا بالنسبة لترامب معقدةً للغاية ويصعب تحقيق مكسبٍ دبلوماسي فيها قبل الانتخابات المقبلة، فسياسة الولايات المتحدة تقوم على محاولة تثبيت استقرار الوضع حتى لا يتطور إلى صراع أوسع، كما أن جانباً من سياسة الولايات المتحدة في ليبيا كان السماح للقوات التركية والمرتزقة السوريين المتحالفين مع تركيا بالدخول إلى البلاد بهدف الحد من النفوذ الروسي هناك".

 

وتابع"لو قامت الولايات المتحدة بدور أقوى وكان لها وجود دبلوماسي أمريكي في ليبيا لم يكن ليأتي الكثيرُ من هؤلاء اللاعبين الأجانب إلى ليبيا، لكن ترامب منشغل بقضايا أخرى كأزمة وباء كورونا وعلاقته المضطربة مع الصين في الوقت الحالي، وكذلك الوقوف في وجه التهديد الإيراني".

 

ووفق تقرير لموقع "آسيا تايمز"، فإن وجود ليبيا أكثر استقرارًا من شأنه أن يسهل على الإدارة الجديدة إشراك دول شرق البحر المتوسط بشأن القضايا الأكبر خاصة ما يتعلق باستكشاف الغاز واستغلاله، ومواجهة تركيا التي اتخذت موقفًا حازمًا للغاية بشأن ما وصفته بـ"حقوقها البحرية" وأدرجت ليبيا في دائرة نفوذها.

 

من ذلك، فإنه من المرجّح أن تكون سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة أكثر وضوحًا بالدفع نحو الاستقرار و الحل السياسي و هو ما يتعارض حتمًا مع المصالح التركية التي تسعى للعب أدوار أكثر أهمية في البلاد من خلال تأبيد حالة الصراع والإقتتال وإفشال أي فرصة للمصالحة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز