عاجل
السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

نكشف سر القاتل في ٧ حالات وفاة

لم  يكُن يدرِكا محمد وشيماء، أن حياتهما الزوجية أقصر مما يتخيلا، فقد فارقا الحياة سوياً بعد يوم واحد من الزفاف، وظل سبب الوفاه سراً لعدد من أفراد الأسرة، بينما لم يكن سراً لدي جهات التحقيق، كانت الشرطة والتحقيقات تبحث عن القاتل، وما هي إلا ساعات وجاء تقرير الصحة ليكشف بأن القاتل الصامت، الذي تسلل إلي الرئة دون أن يشعر أحد هو بخار ماء السخان الناتج عن تسخين المياه.



روي زكي الصفتي، زوج شقيقة العروس، محمد وشيماء كانا في قمة الأدب والاحترام، فهما فرع طيب من شجرة طيبة، فمحمد محبوب من قبل زُملائِه وكل من يعرفهُ لحسن خُلقَهُ وسيرتهُ الطيبة، وقام بِخِطبة  الحسناء الخلوقة شيماء لمدة سنتين، وكان يجمعهما رابط الحب، ولم نري منه إلا خيراً، وكانت تعيش بمنزلي، هي وأختها، حيث كان محمد السيد 24 عامًا  حاصل علي بكالوريوس تجارة إنجليزي، ويعمل بإحدى الشركات الخاصة، وشيماء محمد هلال 22 عامًا بكالوريوس هندسة.

أوضح زكي الصفتي، زوج شقيقة العروس لـ"بوابة روزاليوسف"، عاشت شيماء وأختها الصغري أسماء من والدهما، يتيمتي الأب والأم، ولهما خمسة أشقاء يكبرهما من والدهما، حيث إن والد العروس توفي منذ نعومة أظافرها، كانت تبلغ حينها 3 سنوات من عمرها، ومضي علي وفاة والدتها 5 سنوات، عاشت خلال حياتها في حالة من الحزن والألم والكسره بسبب وفاة والديها، مضيفًا، قبل حفل الزفاف بأيام كانت تذهب العروس لترتيب شقة الزوجية وكانت تغمرها الفرحة والسعادة، حتي يوم الزفاف، استمر الحفل قرابة ال 4 ساعات، لم تجلس خلالهما شيماء وكانت مليئة بالمرح والبهجة، وكأنها خبأت فرح وسعادة كل هذه السنوات القاسية بداخلها حتي هذا اليوم، لم تكن تعلم أن بداية فرحتها هي نهايتها.

واستكمل الصفتي، بعد وقوع الفاجعة، قامت الدكتوره هبة السويدي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أهل مصر، بتخصيص جناح بالمستشفي باسم محمد وشيماء، كما قامت مجموعة من زملائه بشراء أَسِرة وجهاز لمستشفي ديرب نجم المركزي، وقام بعض الأصدقاء المقربين بأداء فريضة العمرة لهما بمكة المكرمة كصدقات جارية علي روحهما.

كان قد تلقي، اللواء إبراهيم عبدالغفار  مدير أمن الشرقيه، إخطاراً بورود بلاغ من مركز شرطة ديرب نجم، بوفاة عروسين بقرية طحا المرج، بعد زفافهما بـ24 ساعة، وعلي الفور انتقلت الاجهزة الامنية بمركز الشرطة الي قرية طحا المرج التابعة لمركز ديرب نجم، للمعاينة ومعرفة سبب الوفاة، وتبين وفاة محمد السيد أبو الفتوح، وشيماء محمد هلال، إثر تعرضهما لاستنشاق بخار الماء الناتج من السخان، أثناء الاستحمام، وتم نقل الجثتين إلي المشرحة وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وتم حفظ المحضر برقم 6523 مركز شرطة ديرب نجم.

 

 

تفاصيل الواقعة

وفاة عروسين بعد 24 ساعة من زفافهما

في اليوم الثاني للزفاف، بعد صلاة  العشاء، ذهب أحد الأقارب لتهنئتهما كعادة أهل العروس، وقام بطرق باب الشقة فلم يجب أحد، فاستعان بشقيقة العريس، واحضرت مفتاحًا احتياطيا لباب الشقة وبعد طرقها لعدة مرات دخل الشك قلبها ولم تتردد، وفتحت الباب وقامت بالبحث عنهما في جميع الغرف، حتي إن وصلت إلي الحمام ووجدتهما بالبانيو فحاولت إفاقتهما فلم يتحركا أي منهما، وارتفعت صرخاتها فهرول الأهل والأقارب مسرعين وصعدوا إلي الشقة، وقاما بمحاولة إفاقتهما والتأكد من أنفاسهما ولكن لم يشعروا بأي شيء، وقام أحدهم بالاتصال بطبيب القرية، وقاما بنقل العروسين إلي غرفة الأطفال كلاً منهما علي سرير، حتي أتي الطبيب وأبلغهم، بأنهما قد فارقا الحياة وارتفعت صرخات الجميع وسقط الأهل علي الأرض في حالة إغماء من هول الفاجعة التي لحقت بهم، وتم نقل العروسين إلى أقرب مستشفى، وأجري الطبيب المختص الكشف الطبي عليهما ليؤكد لهما نفس رد الطبيب السابق.

وتم نقل الجثامين كل واحد منهما الى منزل عائلته للغسل، ونقلهما إلي مثواهما الاخير، وخيم الحزن علي أهالي القرية والقري المجاورة، وتم دفن العريس في الواحدة صباحًا والعروس قرابة الثانية والنصف صباحًا من نفس الليلة.

 

 

واطلعت "بوابة روزاليوسف" علي تقرير الصحة، ليؤكد أن الجثث خالية من أي إصابات أو آثار للعنف ولا يوجد أي شبهة جنائية، والسبب هو استنشاق بخار الماء الناتج عن السخان.

 وفي سياق متصل قال الدكتور رمضان نافع، تخصص الأمراض الصدرية والحساسية بكلية الطب بجامعة الزقازيق، إن بخار الماء الساخن بدرجة عالية أثناء الاستحمام، يعمل علي تراكم غاز أول أكسيد الكربون المتسرب في مجري الدم مما يسبب خللًا بالقلب والمخ، كما يقوم بتبادل الغازات ومنع وصول الأكسجين إلي الجهاز التنفسي، ويعمل علي إخراج ثاني أكسيد الكربون، ويقوم بملئ الممرات التنفسية ببخار الماء، بدلا من الأكسجين، مما يتسبب في عملية الاختناق ويؤدي إلي الوفاة في الحال، لافتًا أن هذه الواقعة تكررت عدة مرات بسبب اتباع السلوكيات الخاطئة واستعمال مياه عالية الحرارة وعدم إدراك خطورتها.

 

 

طرق الوقاية التي يجب إتباعها لتجنب حدوث حالات الاختناق

 يجب عدم غلق النوافذ كاملة ووجود مصدر للتهوية أثناء الاستحمام، خفض درجة حرارة الماء الساخن، عدم التواجد لفترات طويلة داخل الحمام، تجنب الاستحمام بالماء الساخن تحت درجة حرارة عالية.

حالات مماثلة

ففي مطلع عام 2020، لفظ زوجان بمنطقة التعاون بالجيزة، بعد  5 سنوات من زفافهما، أنفاسهما الأخيرة، وعثر عليهما داخل حمام منزلهما، وكشفت التحريات أن أسباب الوفاة ترجع إلي استنشاق كميات كبيرة من بخار الماء بسبب درجة حرارة المياه العالية.

وفي عام 2019، لقيت فتاة بكلية الآثار جامعة القاهرة، مصرعها داخل حمام بشقة مستأجرة بمساكن التدريس ببولاق الدكرور أثناء الاستحمام واستنشاق كميات كبيرة من بخار الماء الساخن، ما أدي إلي اختناقها.

وفي نفس العام، لقي عروسان بقرية سنتماي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، مصرعهما إختناقا بسبب استنشاق غاز اول أكسيد الكربون السام الذي يتسلل إلي الرئة دون الشعور به، ما أدي إلي وفاتهما.

أضرار استنشاق بخار الماء الساخن باستمرار  

إنَّ تبخر المواد الكيميائية المضافة لتنقية الماء مثل الكلور، الذي يتفاعل مع الأمونيا، الذي يدخل الجسم، يسبب تهيج الجهاز التنفسي، كما أنّ تورّم الأغشية المخاطية بالأنف، بسبب استنشاق البخار، يترتب عليه تضييق الشعب الهوائية، وحدوث صعوبات في التنفس العادي، وتورم الحنجرة والقصبة الهوائية، وهي الممر الذي يدخل الهواء منه للرئتين، يحجب عن الجسم الأكسجين، وبالتالي قد يؤدي إلى الاختناق والوفاة، علما أن صعوبة التنفس تعني تراجع نسبة الأكسجين التي تصل إلى الدماغ، وباقي أعضاء الجسم، مما يؤدي لحدوث التشنجات وانقباض عضلات الجهاز التنفسي، وهي حالة صحية خطيرة تستدعي الحجز في العناية المركزة، ويتجمع بخار الماء في الرئة ويتسبب في انسدادها وضعف تأديتها لوظيفتها وبالتالي يؤدي إلي الإختناق.

خطوات يجب اتباعها في حال الشعور باستنشاق بخار الماء الساخن

الخروج من مكان الاستنشاق على الفور إلى مكان آخر يتخلله الهواء النقي، مثل الشرفة أو سطح المنزل ، أو التوجه لاقرب طبيب في حال استنشاق كميات كبيرة من بخار المياه مراقبة أداء الرئتين وانتظام التنفس وفي حال الشعور بدوار أو صعوبة تنفس، سرعة التوجه إلى الطبيب المختص فوراً.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز