نشوى سلامة تكتب: القهر الممتع
من أصعب الأحاسيس التي تصيب النفس مباشرة هو إحساس القهر ، القهر فى معناه الحرفى الغالب علينا هو الإجبار والظلم ، عدم القدرة على المقاومة وليس عدم الرغبة، الإذعان المكروه ، ولكن أحياناً تُفقد الرغبة فى التخلص من القهر بل تنتزع نزعاً ، ولكن بمحض ارادة صاحبها ، هذا هو المعنى المعروف للقهر ، الذي يُبكى ، والذي يخلف من ورائه ضحايا لاحول لهم ولا قوة.
ولكن هذا لو كان قهراً مادياً آو اجتماعياً بين الناس ، فى العمل ، فى أى مناحى من الحياة ، فماذا لو كنا نتكلم عن العاطفة ، فهل سبق لك أن قُهرتَ، هل تعرضت لقهرٍ لم تستطع آن تقوى أمامه فإنهار منك ما إنهار ، هل تملك منك فجعلك لا حول لك ولا قوة ، هل انصعت له بإرادتك ، هل سعيت انت له ، أم هل إقتحمك هو فأرداك أسيراً له؟
إنه الحب ياسادة ، إنها العاطفة التي يمتلؤ بها صدرنا منتظرة من يقتحم أسوارها حتى يأتينا من يقهرنا، من يغزونا فنذوب ويذوب معنا كل جزء من جسدنا وننصهر معاً ولا يقوى منا إيانا، ، أليس بالقهر المرجو ، ألا نستسلم له بكامل إرادتنا، الا نعشقهُ ، ومن منا يستطع آن يرد الحب عنه ، من منا يستطيع أن يقاومه.
ومرة آخرى أعيد نفس السؤال ، هل سبق لك أن قُهرت ، هل وقعت فى شباك ذاك الحب القادر ، هل سلبك أحدهم الروح وتركك فى تيهٍ يراك كل الناس وأنت لاترى أيهم ، هل اختلع قلبك أحدهم، فجعل ضيق صدرك براح واسع ، وكلما تنفست شممت طيفه وكلما تلفتت رأيته فى كل الناس ، وهل عادت إليك روحك أم لاتزال تهيم معه تشعل وجدك وأنت لاحول لك ولا قوة ، فأنت من تملك منك الحب قهراً واستسلمت، لأن لك قلباً لا يستطع أن يحيا بدون ذاك الحب ، فما أحلاه قهراً.
فليس كل قهراً موجعاً وليس كل قهراً قاتلا ً ، فعندما يقهرنا هذا الشعور ونقع فيه، فإنما نحن نولد من جديد ، فالحب حياة .