عاجل
الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب: القهر الممتع

نشوى سلامة
نشوى سلامة

من أصعب الأحاسيس التي تصيب النفس مباشرة هو إحساس القهر ، القهر فى معناه  الحرفى الغالب علينا هو الإجبار والظلم ، عدم القدرة على المقاومة وليس عدم الرغبة، الإذعان المكروه ، ولكن أحياناً تُفقد الرغبة فى التخلص من القهر  بل تنتزع نزعاً  ، ولكن بمحض ارادة صاحبها ، هذا هو المعنى المعروف للقهر ، الذي يُبكى ، والذي يخلف من ورائه ضحايا لاحول لهم ولا قوة.



 

ولكن هذا لو كان قهراً مادياً آو اجتماعياً بين الناس ، فى العمل ، فى أى مناحى من الحياة ، فماذا لو كنا نتكلم عن العاطفة ، فهل سبق لك أن  قُهرتَ، هل تعرضت لقهرٍ لم تستطع آن تقوى أمامه فإنهار منك ما إنهار ، هل تملك منك فجعلك لا حول لك ولا قوة ، هل انصعت له بإرادتك ، هل سعيت انت له ، أم هل إقتحمك هو فأرداك أسيراً له؟ 

 

إنه الحب ياسادة ، إنها العاطفة التي يمتلؤ بها صدرنا منتظرة من يقتحم أسوارها  حتى يأتينا من يقهرنا، من  يغزونا  فنذوب ويذوب  معنا كل  جزء من جسدنا  وننصهر معاً  ولا يقوى منا إيانا،  ، أليس بالقهر المرجو ، ألا نستسلم له بكامل إرادتنا، الا نعشقهُ ، ومن منا يستطع آن يرد الحب عنه ، من منا يستطيع أن يقاومه.

 

ومرة آخرى أعيد نفس السؤال ، هل سبق لك أن قُهرت ، هل وقعت فى شباك ذاك الحب القادر ، هل سلبك أحدهم الروح وتركك فى تيهٍ يراك كل الناس وأنت لاترى أيهم ، هل اختلع قلبك أحدهم،  فجعل ضيق صدرك   براح واسع ، وكلما تنفست شممت طيفه وكلما تلفتت رأيته فى  كل الناس  ، وهل عادت إليك روحك أم لاتزال تهيم معه تشعل وجدك وأنت لاحول لك ولا قوة ، فأنت من تملك منك  الحب قهراً  واستسلمت،  لأن لك قلباً لا يستطع أن يحيا بدون ذاك الحب ، فما أحلاه قهراً.

 

فليس كل قهراً موجعاً وليس كل قهراً قاتلا ً ، فعندما يقهرنا هذا الشعور ونقع فيه، فإنما نحن نولد من جديد ، فالحب حياة .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز