الفريق أسامة ربيع: قناة السويس الجديدة حققت أهدافها الاقتصادية والسياسية والحديث عن قناة بديلة مستحيل عمليـًا
حاوره: أيمن عبدالمجيد
- حققنا 27.5 مليار دولار، في السنوات الخمس الأخيرة بزيادة 4.7 مليار عن الفترة المثيلة السابقة على افتتاح القناة الجديدة
- قرار الرئيس الحاسم ببدء الحفر واختصار زمنه وفّر 50% من النفقات وعظّم الموارد
-دماء المصريين جرت في قناة السويس قبل المياه في حفرها الأول والأحفاد أبهروا العالم بتمويل وتنفيذ القناة الجديدة
- شق القناة الجديدة أسهم في تعمير شرق القناة بإنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة وتحوى 69 ألف وحدة سكنية
-استطعنا اجتياز أزمة "كورونا" بنجاح وعدد السفن زاد بمتوسط 32 سفينة يوميًا
- تطوير القناة سمح باستيعاب أضخم 12 سفينة في العالم وننفذ مشروعات عملاقة لتنويع المصادر
قبل ست سنوات، تحديدًا في الخامس من أغسطس 2014، أعطى الرئيس عبدالفتاح السيسي، إشارة البدء في حفر قناة السويس الجديدة، في ظروف سياسية واقتصادية غاية في الصعوبة، لتحقيق أهداف تنموية وسياسية، وبعد 12 شهرًا فقط كان حفل الافتتاح، مؤكدًا أنه البداية لسلسلة مشروعات قومية.
وقد كان المشروع أولى معارك حرب الإرادة وإثبات قدرة المصريين على الإنجاز، وسط حملات تشكيك شرسة من الأذرع الإعلامية المعادية، وبعد خمس سنوات، وفي الذكرى 151 للافتتاح الأول للقناة، وجدنا من الأهمية أن يكون الحوار مع الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، للوقوف على المتحقق فعليًا على الأرض، والتحديات والرؤية المستقبلية.
الفريق أسامة ربيع، شدد على أن القناة الجديدة، وما شاهده المجرى الملاحي القديم، أنقذ تصنيفها العالمي، وعظّم من قدراتها الاستيعابية لأضخم السفن العالمية العملاقة، بما لذلك من انعكاسات اقتصادية وسياسية كبيرة.
الفريق أسامة ربيع، فتح حقيبة أرقامه، الدامغة، فلغة الأرقام الأكثر دلالة فقال: إن قناة السويس، حققت في الخمس سنوات الأخيرة 27.5 مليار دولار، بزيادة 4.7 مليار دولار عن الخمس سنوات السابقة على افتتاح القناة الجديدة.
وكشف الفريق أسامة ربيع، المتحقق من استراتيجيات التطوير، التي اعتمدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لرفع كفاءة القناة، وتنويع مواردها، وما تستهدفه تلك المشروعات من خلق فرص عمل للشباب، وما تضيفه للاقتصاد المصري.
وفنّد الفريق أسامة ربيع، ادعاءات إمكان قوى إقليمية شق قنوات بديلة لقناة السويس، كاشفًا بالأرقام استحالة ذلك عمليًا.
وشدد الفريق أسامة ربيع على أن إدارة القناة نجحت في تخفيف الآثار السلبية لجائحة "كورونا"، بفضل الإدارة العلمية، وحزم التحفيز التي جذبت خطًا ملاحيًا جديدًا يضم أضخم ١٢ سفينة عملاقة بالعالم.
وبمناسبة الأرقام، يمثل الرقم 17 علامة فارقة في حياة الفريق أسامة ربيع، ففي 17 مارس 2016، تقلّد رتبة فريق، وفي 17 ديسمبر 2016 عُين نائبًا لرئيس هيئة قناة السويس، وفي 17 أغسطس 2019 تولى رئاسة الهيئة، والمفارقة أن الحوار الذي بين أيديكم بمناسبة مرور 151 عامًا على افتتاح قناة السويس، 17 نوفمبر 1869. وعن ذكرى الحفر الأول قال: "دماء المصريين جرت في قناة السويس قبل المياه في حفرها الأول، والأحفاد أبهروا العالم بتمويل وتنفيذ القناة الجديدة".
والى نص الحوار:
سيادة الفريق، شهدت قناة السويس تطويرًا غير مسبوق بتعميق المجرى القديم، وشق قناة جديدة، بعد خمس سنوات من هذا الحدث التاريخي، ما هي القيمة المضافة المتحققة فعليًا على أرض الواقع، على مستوى الدخل والقدرة الاستيعابية؟
- بالفعل احتفلنا 6 أغسطس الماضي، بمرور 5 سنوات، على افتتاح قناة السويس الجديدة، وقد أجرينا مقارنة بين الخمس سنوات السابقة على الافتتاح بالخمس سنوات التالية عليه، للوقوف على القيمة المضافة المتحققة فعليًا، وكانت النتائج مؤكدة أن المشروع حقق قيمة مضافة حقيقية.
فقد حققت القناة في الخمس سنوات الأخيرة 27.5 مليار دولار، بزيادة 4.7 مليار دولار عن الخمس سنوات السابقة على افتتاح القناة الجديدة.
وعلى مستوى القدرة الاستيعابية، فقد عبر 5 مليارات، و500 طن بضائع، بزيادة 16.4 مليار عن الخمس سنوات السابقة.
وعلى مستوى عدد السفن العابرة، فقد مر 90 ألف سفينة، بزيادة 4.7 عن السنوات الخمس السابقة، فالقيمة المضافة واضحة جدًا.
هل عبرت سفن عملاقة ما كان للقناة بوضعها السابق قدرة على استيعابها؟
- بالفعل، أن افتتاح قناة السويس الجديدة، وتعميق المجرى الملاحي للقناة القديمة، سمح بمرور سفن عملاقة، ما كان لها أن تمر في السابق، فالقناة القديمة، الآن، بعمق 66 قدمًا، مثل الجديدة، وقمنا بتوسعة المجرى الملاحي؛ ليصل إلى 400 متر عرض، بما سمح بقدرة استيعابية فائقة، فمرت من القناة أكبر السفن العملاقة في العالم، فشهدت القناة عبور أكبر سفينة حاويات عملاقة، في العالم بطول 400 متر، وعرض 61 مترًا، بغاطس بحمولة 42 ألف طن، بإجمالي حاويات 23 ألفًا و960 حاوية، وهذه السفينة ضمن 12 سفينة ضخمة، تم تصنيعها في كوريا الجنوبية، للعمل في خط ملاحي جديد، وتلك السفن بدأت في عبور القناة، آخر سفينة منها، يوم 15 أكتوبر الماضي، بما يعني انضمام 12 سفينة عملاقة، مرت خلال الخمسة أشهر الماضية، وذلك نتيجة القناة الجديدة، وتطوير المجرى الملاحي للقناة القديمة.
كم يبلغ معدل العبور اليومي.. بعد هذا التطوير؟
- معدل العبور اليومي للسفن زاد من 42 سفينة، إلى 81 سفينة في 19 أغسطس الماضي، ونأمل أن يصل متوسط العبور اليومي إلى 95 سفينة، بحلول 2023.
هل أثرت القناة الجديدة على التصنيف العالمي للقناة؟
- بالتأكيد، فالقناة كان تصنيفها العالمي مهددًا بالتراجع، نظرًا لكون الأعماق كانت قليلة، مقارنة بالطفرة التي شهدتها سفن النقل العملاقة، وأيضًا معدلات الأمان في القناة، بوضعها السابق، كانت منخفضة، وزمن العبور كان كبيرًا، 22 ساعة من الشمال للجنوب، و11 ساعة من الجنوب إلى الشمال، ولكن بعد تطوير القناة القديمة، وافتتاح القناة الجديدة، تم توفير 50% من زمن العبور، فأصبح العبور من الشمال للجنوب، والعكس 11 ساعة فقط، بما لذلك من انعكاسات اقتصادية على الخطوط الملاحية، التي وفرت مالًا ووقتًا، وكذلك رفع معدلات الأمان، فأدى إلى تحسن التصنيف العالمي لقناة السويس.
شق القناة الجديدة أسهم، أيضًا، في تعمير شرق القناة، بإنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة، وتحوي 69 ألف وحدة سكنية، منها 57 وحدة، أخذتها الهيئة للعاملين والموظفين بها.
لم يكن الإنجاز في شق القناة الجديدة، فقط، اقتصاديًا، بل كان لها مدلولات سياسية بحسم الرئيس عبدالفتاح السيسي القرار في لحظة شديدة الصعوبة، كيف قرأتم الرسائل السياسية محليًا ودوليًا؟
- الرسائل السياسية بليغة، فهي تعني قدرة الدولة المصرية على الإنجاز، وقوة الإرادة وتلاحم الشعب، كان المخطط إنشاء القناة في ثلاث سنوات، ولكن الرئيس السيسي أمر أن يتم إنجازها في عام واحد، فجمع المصريون من جيوبهم 64 مليار جنيه، خلال 8 أيام فقط، في اكتتاب القناة، وهو مبلغ فاق احتياجنا للتمويل، وهو يعكس ثقة المصريين في الرئيس السيسي، وفي المشروع كمشروع قومي ومربح، وهو شيء يُحسب للشعب المصري.
كما حقق المشروع توحيدًا للشعب المصري، على قلب رجل واحد، وكان الشعب متحررًا لتوه من سيطرة الجماعة الإرهابية، التي سيطرت على الحكم لمدة عام، والقدرة على إنجاز هذا المشروع العملاق في زمن قصير، وفي تلك الظروف الصعبة والحرب ضد الإرهاب، عكس قدرة الدولة، ونجاحه كان قاطرة لنجاح سلسلة كبيرة من المشروعات القومية، التي تم إنجازها في السنوات الخمس الماضية.
ما هي الكلفة الفعلية لحفر القناة الجديدة؟
- 20 مليار جنيه، وتحقق وعد سيادة الرئيس السيسي، الذي قال: "إننا سنحفر القناة الجديدة بتمويل المصريين، ولن نقترض، فالقناة ملك للمصريين، وهي مشروع قومي".
كما أن تلك القناة شهدت تضحيات كبيرة في حفرها الأول، الذي بدأ عام 1859، واستشهد في حفرها، الذي استغرق ١٠ سنوات، 120 ألف مصري، وشارك في الحفر مليون مصري، بما يعادل 25% من شعب مصر، البالغ 4 ملايين في ذلك الزمن، فدماء المصريين جرت في القناة قبل أن تجري المياه، فلن تجد مصريًا إلا وأحد أجداده استشهد في الحفر، أو شارك فيه.
كما أن الإسراع في تنفيذ حفر القناة الجديدة، وفر الكثير من التكلفة، مع الزيادة المستمرة في سعر الدولار، وخفضنا بسرعة الإنجاز فعليًا 50% من تكلفة المشروع.
فضلًا عن أن القناة الجديدة، حصّلت إيرادات في اليوم الأول لافتتاحها، وبذلك سرعة الإنجاز أسهمت في استثمار ذلك الوقت الذي كان سيستنفد في الحفر، وتحويله إلى فرصة لتحقيق إيرادات، وهذا بفضل توجيهات وحسم الرئيس السيسي للقرار، فقد قال في حفل بدء الحفر، "سنأتي أغسطس القادم هنا للاحتفال بافتتاح القناة"، وقد تحقق ذلك، بفضل تكاتف الشعب المصري وتمويله للمشروع.
هذا يقودنا للحديث عن القناة ودورها في دعم التنمية الشاملة في مصر بما تحققه من موارد؟
- بالفعل فقد حققت القناة 5.4 مليار دولار، بمرور متوسط 1.1 مليار طن بضائع سنويًا، بالإضافة إلى ستة موانئ تتبع الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وما يمكن تحقيقه من المشروعات اللوجستية الأخرى، تداول حاويات ونقل بضائع، وميناء شرق بورسعيد مخطط له أن يعمل على شحن وتفريغ وتوزيع البضائع، حيث تأتي السفن الضخمة تفرغ حمولتها، لتوزع على سفن صغيرة تصل كل منها للبلد المتجه إليه البضائع، وهذا يحقق جدوى اقتصادية للسفن العملاقة، التي كانت تضطر لإطالة رحلتها لتفريغ جزء من حمولتها في كل بلد من البلدان المستوردة للبضائع.
لاحظنا أن هيئة القناة تعمل على تنويع مصادر دخلها، وبالأمس القريب كان هناك اتفاق مع شركة نرويجية لإنشاء أحواض سمكية مغلقة، فما هي أهم قطاعات التنمية بالقناة، وخطتكم المستقبلية في هذا الإطار؟
- دخل القناة غير مقصور على عوائد المجرى الملاحي، فلدينا سبع شركات تابعة لهيئة قناة السويس، منها ثلاث ترسانات لبناء وصيانة السفن، كنا في السابق نستخدمها لبناء وصيانة سفن الهيئة فقط، والآن، نبني سفنًا لدول أخرى، ونقدم خدمات الصيانة لمن يطلبها، كما اتجهنا لإنشاء المزارع السمكية لتعظيم عوائد الهيئة، وتوفير فرص العمل للشباب المصري.
وقد افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي 450 حوض استزراع، إنتاجها يُوزع في مدن القناة والقاهرة، ويُصدر الفائض للخارج، كما أن الشركة النرويجية التي تم التوقيع معها تستخدم أحدث التكنولوجيا، من خلال الأقفاص المغلقة للاستزراع العمودي، في إطار خطة التوسعات في الاستزراع السمكي، هيئة قناة السويس تمتلك 51% من أسهم المشروع الجديد، والشركة 49%، ومن المنتظر إنشاء هذا المشروع في القنطرة شرق، على مساحة 18 فدانًا، ومستهدف إنتاج 25 ألف طن أسماك سنويًا، 90 ٪ منها للتصدير، وهذا المشروع يُسهم في توفير فرص عمل، وتوطين للتكنولوجيا.
بمناسبة، توطين التكنولوجيا وخلق فرص عمل للشباب ماذا تم إنجازه من مشروع بناء المئة "سفينة صيد"؟
- وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، ببناء مئة سفينة صيد بأحدث أنظمة التكنولوجيا، لتوفير فرص عمل للشباب في هذا المجال، ويتم بناؤها في ترسانات بورسعيد والسويس والتمساح، التابعة للهيئة، وتم تقسيم العمل على أربع مراحل، وفي ديسمبر المقبل نكون انتهينا من بناء أول مرحلة، 34 سفينة.
ما هي مواصفات تلك السفن فنيًا وقدراتها التكنولوجية؟
- السفن مجهزة بأحدث تكنولوجيا الصيد في الأعماق، طول السفينة 24 مترًا وعرضها 4.5 متر، تقريبًا، بتكلفة تقديرية 3 ملايين جنيه، وبها تكنولوجيا تحلية المياه، وإنتاج الثلج وثلاجات حفظ الأسماك، وأجهزة المسح لكشف الأسماك في الأعماق، بما يجعل السفينة الواحدة قادرة على صيد ١٠ آلاف سمكة في شبكة الصيد الواحدة، ويعمل على كل سفينة ١٤ فردًا.
منذ أسبوع كان لكم زيارة إلى هولندا، لإبرام عقود كراكات جديدة، فما هي أهداف الزيارة ونتائجها؟
- بالفعل تعاقدت الهيئة على إنشاء كراكتين بهولندا، الأولى، الكراكة "مهاب مميش"، وتم تدشينها منذ شهور بالفيديو كونفرانس، نظرًا لتوقف الطيران في تلك الفترة، بسبب جائحة "كورونا"، والثانية، "حسين طنطاوي"، التي تم تدشينها خلال زيارتي لهولندا، والكراكتان هما الأكبر في الشرق الأوسط، بطول 97.5 متر، قادرتان على تكريك التربة الصخرية الصلبة، فهما إضافة قوية لأسطول قاطرات الهيئة، تكلفة الكراكة الواحدة 3 مليارات جنيه، وجرى تدريب المهندسين والعمال المصريين لمدة ٣ أشهر في هولندا لمنحهم خبرات تشغيلها.
كراكات بهذه القدرات والكلفة المالية، هل عملها مقصور على تعميق مجرى قناة السويس، أم يمكن تعظيم استثمارها في مشروعات أخرى؟
- حفر قناة السويس الجديدة جعل لمصر سمعة عالمية كبيرة كـ"بيت خبرة" فهناك طلبات من دول عربية وإفريقية للاستفادة من هذه الخبرات، وتنفيذ مشروعات تطهير بحيرات وأرصفة موانئ، وهذا يعود بالخير على مصر، كما تستخدم في تكريك المجرى الملاحي لقناة السويس القديمة والجديدة، لإزالة الرواسب الناتجة عن الإطماء، للحفاظ على عمق القناة 66 قدمًا، والحفاظ على كفاءتها، كما يتم استخدامها في تطهير البحيرات ونهر النيل.
تسعون لإنشاء 5 جراجات جديدة للسفن بالقناة، ما هي القيمة المضافة والخطة الاستراتيجية للتطوير؟
- لدينا خطط لتطوير المجرى الملاحي، تمتد حتى 2023، أخذنا الموافقة عليها من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بينها إنشاء عدة جراجات وهدفها جر السفن إليها في حال حدوث أي عطل- لا قدر الله- خلال عبورها، وهذه الجراجات تمنع تعطل الملاحة حال تعطل أي سفينة خلال عبورها.
وكان بالقناة القديمة 5 جراجات جارٍ تطويرها، ويُجرى إنشاء 5 جراجات بالقناة الجديدة، وجميع القديم والجديد يصل عمقها إلى 66 قدمًا، وزاد الطول لاستيعاب السفن العملاقة، وبذلك نستطيع سحب أضخم سفينة في غضون نصف ساعة، فقط، إلى الجراج لإصلاحها، لتسير الملاحة بشكل طبيعي، وهذه قيمة مضافة كبيرة لكفاءة الأداء.
توقفت ٢٨٪ من الحاويات العالمية خلال أزمة "كورونا" كيف واجهتم ذلك وهل ثمة تأثيرات سلبية على القناة؟
- نعم هناك تأثير لأزمة "كورونا" علينا، لكن بحمد الله كان التأثير طفيفًا، فقد انخفض الدخل خلال الأزمة 5.5 ٪ من العائدات بالدولار هذا العام، عن العام الماضي، في حين تأثرت قناة بنما بنسبة 40% من دخلها، وقناة جين 32%.
كيف نجحنا في عبور الأزمة بأقل خسائر؟
- من خلال الإجراءات التحفيزية، التي مُنحت للسفن القادمة من شمال أمريكا وشرق آسيا وأوروبا، الأمر الذي جلب خطوطًا ملاحية جديدة، فارتفع معدل عبور السفن من 18 ألف سفينة العام الماضي، إلى 19 ألف سفينة هذا العام، فالحوافز عادت في زيادة الدخل من 1000 سفينة إضافية، بزيادة 32 سفينة في اليوم، علاوة على أن إدارة البحوث، تتابع الخطوط الملاحية الدولية، وتضع خطط تعظيم الموارد.
هناك مخططات من أطراف إقليمية لشق قناة بديلة منافسة لقناة السويس للتأثير على مواردها، ما جدية تلك المخططات، وإمكانية تنفيذها وما مدى تأثير التطوير المستمر لقناة السويس في إحباطها؟
- هذا مردود عليه، بالنسبة لمشروع قناة إيران، هو مشروع من أربعة مسارات، اثنان بحريان من بومباي في الهند وسان بطرس برج في روسيا إلى هامبورج في ألمانيا، ثم تنتقل إلى مسارين بريين، وبالتالي تنتقل البضائع من البحر للبر، 4 مراحل، وهذا يستغرق وقتًا طويلًا وتكاليف عالية، فجزء من النقل يتطلب سككًا حديدية بخط من بومباي، وهذا يؤكد أن هذا الخط غير منافس إطلاقًا لنا، فلو فرضنا أن سفينة تنقل 23 ألف حاوية، فإن أقصى حمولة لعربة قطار، 4 حاويات، فهذا يتطلب للسفينة الواحدة 5750 عربة قطار، ما يجعل تنفيذ ذلك المشروع شبه مستحيل على أرض الواقع.
نجحتم في إرشاد ومساعدة سفينة موبوءة بـ"كورونا" من خلال التوجيه عن بُعد، ما انعكاسات تلك الكفاءة الفنية في تصنيف القناة عالميًا، ودور مركز المحاكاة في ذلك؟
- عظّم من السمعة الدولية لقناة السويس، فعندما جاءت السفينة، وقالت السلطات الصحية إنها موبوءة، ورفض استقبالها العديد من الموانئ في الجنوب، كان أمامنا عدة تحديات، تقديم المعونة الطبية، وتقديم الغذاء والأدوية للركاب، وفي الوقت نفسه مساعدتها في العبور، وهذا يتم من خلال صعود مرشد من القناة للسفينة، ورغم إبداء عدد من المرشدين استعدادهم الصعود مع ارتداء بدلة واقية، فقد بحثنا عن حل آخر وهو الإرشاد عن بُعد، وتم دراسته في مركز المحاكاة، وفضّلنا عدم تعريض أي مرشد للخطر، ونجحنا، وعبرت السفينة بسلام، مما رسّخ الصورة الذهنية عن قدرة القناة على حل أي مشكلات.
ماذا يمثل لكم رقم 17؟
- يمثل لي مزيدًا من المسؤولية، ومزيدًا من العمل لخدمة الوطن.
اقرأ أيضًا
قناة السويس.. 151 عامـًا سياسة وسيادة
من الكتاب الذهبي