جنازة بحي السيدة زينب.. من هنا بدأ تاريخ عيد الحب في مصر
اسراء علاء الدين
منذ بداية الشهر الجاري بدأت محلات الورود والهدايا استعدادا عيد الحب في مصر ، الذي يحتفل به المصريون، اليوم الأربعاء، الرابع من نوفمبر، في شتى أنحاء الجمهورية، إذ يعد فرصة جيدة لتبادل المشاعر النبيلة والصادقة بين الأشخاص.
عيد الحب في مصر.. احتفال مزدوج
ولأن المصريين دوما يتميزون بالابتكار والاختلاف عن الجميع، فإنهم أيضا يحتفلون بـ عيد الحب في مصر مرتين سنويا بخلاف باقي الشعوب، فيحتفلون به في شهري فبراير ونوفمبر.
عيد الحب في مصر.. قصة عالمية
وترجع أسباب الاحتفال بعيد الحب العالمي في شهر فبراير، إلى عهد الإمبراطور الروماني كلوديس الثاني، والذي وضع قانونا يحرم زواج الشباب لرغبته في تجنيد أكثر عدد ممكن من الجنود في جيش الإمبراطورية.
وكان الإمبراطور الروماني يظن خاطئا أن زواج الشباب يمنع انضمامهم إلى الجيش كما يمنعهم من أن يكونوا جنودًا أقوياء، وكان مصير من يقوم بالتمرد على قانون الإمبراطور ويتزوج السجن والعقاب الشديد.
ومع مرور الوقت ظهر قديس يدعى فالنتين، يعمل على تزويج الشباب بالشابات سرا،إلا أن الإمبراطور كلوديس الثاني، اكتشف الأمر وأصدر حكما على القديس فالنتين بالسجن بمدى الحياة.
ومن هنا قرر كل الشباب والشابات الذي يدينون بالفضل للقديس فالنتين اعبتار هذا اليوم الذي يأتي في يوم 14 فبراير من كل عام يوم للاحتفال بعيد الحب، ومن هنا جاءت تسمية عيد الحب ب"الفالنتين".
عيد الحب المصري
أما قصة الفلانتين المصري فترجع إلى عام 1974، ويعود الفضل في تحديد موعد الفلانتين المصري إلى الكاتب الصحفي الكبير الراحل مصطفى أمين.
فقد قرر أمين الاحتفال بعيد الحب في مصر، بعد أن صادفته جنازة في أحد أحياء مصر الشعبية وهو حي السيدة زينب، حيث لاحظ أن الجنازة ليست كمثل بقية الجنازات، حيث يسير خلفها 3 أشخاص فقط.
وحين سأل مصطفى أمين عن السبب في ذلك أجاب أهالي الحي الذي خرجت منه الجنازة بأن صاحبها لم يكن يحب أحدًا ولا أحد يحبه، ومن هنا قرر مصطفى أمين أن يتم تحديد يوما للاحتفال بعيد الحب المصري في شهر نوفمبر من كل عام.
عيد الحب في الصحف
ومنذ 46 عاما تزينت صفحات الجرائد والمجلات المصرية بأخبار الحب والعلاقات الدافئة بعد أن أطلق الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين أول عيدا مصريا للحب، فتسابقت الصحف على الاحتفال، كل على طريقته.
كما كان لتغطية أخبار عيد الحب طابع خاص ومميز، فلا أحد كان يعرف نوع الحب الذي قصده مصطفى أمين، ولكنها كانت فرصة لخلق حالة من الود والتكافل، والمصالحات، والتهادي، وغير ذلك من أفعال وتصرفات تعبر عن الحب كحالة عامة سادت المجتمع المصري في ذلك الوقت.
وقد تضمنت أخبار عيد الحب، حملات كبيرة من التبرعات، وحالة من الدفء والعطاء والتكافل بين أبناء الشعب المصري، حيث سارع نجوم الفن لإحياء الحفلات الغنائية، فامتلأت الدنيا ابتهاجا بعيد الحب
وهكذا احتفل الشعب المصري بأول عيد للحب، من فكرة مصرية خالصة نابعة من قلب الشارع المصري، شعر بها وابتكرها الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين، وكتب عنها في عموده اليومي «فكرة» فأصبحت رمزا للدفء والألفة،واقترح أن يكون عيدا للحب بهدف نشر السلام والمودة بين أفراد المجتمع، وليكون أيضا نافذة أمل للجميع للتخلص من همومهم.
فقد خاطبت فكرة عيد الحب منذ إطلاقها جميع فئات الشعب المصري، فلم يكن الهدف منها مخاطبة الأحباب والعشاق فقط بل كانت دعوة عامة لتبادل المشاعر الطيبة، والتسامح والود الذي أصبح المجتمع في أمس الحاجة إليه الآن نظرا لكثرة ضغوط الحياة اليومية وزيادة اعبائها.