عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بعيــدًا عــن متلازمــة الفســـاتين

انتهى مهرجان الجونة رسميًا السبت الماضى وأقيم حفل الختام مساء الجمعة، لكن الجدل حول الفساتين وإطلالات النجمات لم ولن ينته سريعًا، هكذا يبدو أن المهرجان سيعانى طويلًا من «متلازمة الفساتين» حيث حصره الجمهور والصحفيون على حد سواء فى كونه مهرجانًا للأزياء والسجادة الحمراء وحسب، وهو أمر فيه ظلم بيّن ساهم فيه «غول» السوشيال ميديا الذي ينتقى من يريد من الضحايا ويركز عليهم ويترك الأمور الإيجابية بعيدًا عن أعين الناس، الإنصاف يحتم القول أن المهرجان يحرص دائمًا على تواجد الأفلام المهمة سواء للعرض على الشاشة أو المشاركة فى منصة الجونة لدعم مشروعات الأفلام، فى السطور المقبلة استعراض لأهم ما شاهدته حتى موعد كتابة هذا التقرير، مع مراعاة أن تأثير كورونا نال مستوى معظم الأفلام.



 

 

فيلم الافتتاح تونسى عن لاجئ سورى، يفقد حبيبته ويهرب من وطنه ويوافق على عرض من رسام بلجيكى بأن يرسم على ظهره ويحوله إلى لوحة فى معرض مقابل حفنة من المال والأهم الوصول إلى أوروبا، كوثر بن هنية تحمل فكرة مميزة واختيارها للممثلين جيد للغاية، لكن الإيقاع فلت منها أكثر من مرة، والنهاية جاءت ساذجة إلى حد كبير، لكن الرسالة التي تخصنا بما أن نفس الفكرة قدمها من قبل محمد سعد فى فيلم «محمد حسين» أن السينما المصرية بحاجة ماسة لتقديم تلك الأفكار فى قالب متماسك ويحمل فكرة تلمس المشاهد دون الخطابات المباشرة التي يلقيها اللمبى فى نهاية كل فيلم.

 

 

 

 

 حذف التاريخ 

فيلم فرنسى معروض فى البرنامج الخاص، ينتمى للكوميديا الاجتماعية ويدور حول ثلاثة من الجيران كلهم فوق الأربعين ولديهم مشكلات اقتصادية جمة تؤكد أن المواطن الأوروبى لا يعيش فى نعيم كما نظن نحن العرب منذ عقود، الرجل يعانى من وجود فيديو تنمر على ابنته، والسيدة الأولى مطلقة ولا تعمل فتتورط فى فيديو جنسى تبتز من أجله، والثالثة مدمنة مسلسلات تفشل فى عملها وتحتاج لمن يعطيها درجات تقييم مرتفعة ولو بالغش، فكل شىء يتحكم فيه الذكاء الاصطناعى، يحاول الأصدقاء الثلاثة عبثًا محو الفيديوهات من سيرفرات شركات التواصل الاجتماعى، لكنهم يتورطون فى مشاكل جديدة وينتهى الفيلم بالبطل يقول «الدنيا تصبح أسهل عندما لا نتملك شيئًا».

 

200 متر 

أحد أهم أفلام الدورة حتى وقت كتابة هذا التقرير، فيلم المخرج الفلسطينى أمين نايفة والمنتجة مى عودة والنجم على سليمان، أن تتكلم عن القضية دون أن تذكرها صراحة، فقط من خلال أزمة أسرة من أب وأم وثلاثة أولاد فصلهم الجدار، الأب لا يحمل هوية إسرائيلية والأم تعمل داخل إسرائيل، فيما المفارقة أن الأب ووالدته يعيشان فى منزل يفصل بينه وبين منزل زوجته وأولاده 200 متر، لكن الجدار بينهما والتحية الليلية هى إضاءة الأنوار ليعبر الضوء الجدار حاملًا مشاعر لا يمكن وصفها بل فقط الإحساس بها، وفيما الدخول للأبناء يحتاج إلى تصريح عمل وهوية ممغنطة، يصادف أن تفسد الأخيرة يوم تعرض الابن لحادث سير، فنتابع رحلة الأب للدخول هربًا إلى إسرائيل فقط ليطمئن على ابنه.

 

 

 

حارس الذهب 

الرابح الوحيد من هذه التجربة هو أحمد مالك، شريط المخرج الأسترالى رودريك ماكاى افتقد للإيقاع التي يناسب مغامرة دارت فى نهاية القرن التاسع عشر حيث الرماح والمسدسات البدائية هى المستخدمة فى صحراء أستراليا، رجل أبيض وشاب أفغانى تجمعهما الظروف ويتفقان على تهريب سبيكتى ذهب لكن عقبات عدة تواجههما، الفيلم كان بحاجة لمزيد من التماسك ومشاهد أكشن أكثر إثارة، لكن أداء أحمد مالك جاء مثاليًا وقدم نفسه بالفعل كوجه عربى يصلح للمشاركة عالميا. 

 

حكايات سيئة 

الشقيقان داميانو وفابيو دينوسينزو يقدمان صورة نادرة الظهور للمجتمع الإيطالى عبر فيلم من أكثر أفلام المهرجان سوداوية، مجموعة من العائلات فى ضاحية بعيدة عن روما، تعانى من التفكك والعلاقات غير السوية بسبب البطالة أحيانًا وغياب التفاهم بين الآباء والأبناء عادة، الكل يغلى ولا يشعر بالرضا أو بمجال للهرب، فيفكر أحد الأبناء فى صنع قنبلة تبيد الحى بالكامل هربًا من واقع لا يتغير، استخدم المخرجان أسلوب السرد من خلال فكرة لافتة وهى العثور على مذكرات فتاة كانت تعيش فى هذا الحى ونسمع صوتها راويًا للأحداث والعلاقات بين الأسر وبعضها البعض. 

 

شكوى 

فيلم قصير، للمخرجة اللبنانية فرح شاعر، فى 15 دقيقة نرى وبأداء تمثيلى جيد للغاية حالة سيدة تتعرض للاغتصاب والعنف الأسرى، تدخل قسم الشرطة فى لبنان، تحاول تحرير محضر أو شكوى ما يقول لها الضابط المختص، لكنه يصدمها بالواقع المر، لا يوجد اغتصاب بين الزوجين، تهم بالخروج تفاجأ بأن الفحص الجنائى أثبت أن عليها غرامة سابقة لسيارة باسمها ولا تقودها أبدًا، تصبح بين نارين، الاتصال بالزوج وإخباره أنها كانت تشكوه وتريده الآن مساعدتها للخروج، أو الذهاب للسجن! 

 

الإنفلونسر 

فيلم قصير آخر، إسبانى، يقدم قصة مهمة وبسيطة فى ذات الوقت، إنفلونسر لديها 4 ملايين متابع، على مدار ثلاث سنوات كما تقول هى بعد الأزمة التي تتعرض لها لم يتركوها يومًا دون الترويج لسلعة ما، حتى عندما فقدت والدتها رفضوا إعطاءها راحة، لكن عندما ضاع منها هاتفها المحمول انقلب عليها الجميع، نشاهدها وهى تحاول استعادة نفسها وأيضًا حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى قبل أن نفاجأ بأن المحمول لم يضع وإنما أخفته صديقة مقربة.

 

من مجلة صباح الخير

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز