عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أمريكا علي المحك

الانتخابات في يد المحكمة العليا

أمريكا علي المحك

يكتب من واشنطن:



 

72 ساعة تفصلنا عن انتخابات الرئاسة الأمريكية والتي تُوصف بأنها الأهم فى تاريخ الولايات المتحدة، وينتظر العالم معرفة من هو ساكن البيت الأبيض، هل هو المرشح الجمهورى الرئيس دونالد ترامب؟ هل يكون المرشح الديموقراطى جو بايدن النائب السابق لباراك أوباما؟

 

ميادين واشنطن أصبحت  ناديًا للمشردين
ميادين واشنطن أصبحت ناديًا للمشردين

 

 

 

الأمريكيون يقررون والعالم يترقب النتيجة  

 

 ساعة إلا قليلاً.. كانت المسافة التي قطعتها السيارة التي أقلتنى من مطار دالاس الدولى إلى قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث مقر البيت الأبيض والمنطقة المحيطة به..  فاصل زمني ظهرت خلاله العاصمة الأمريكية مترقبة.. مستنفرة.. مرهقة من كثرة المعارك التي حملتها لها 2020 من معترك داخل الكونجرس فى محاولة لم تنجح لعزل الرئيس الأمريكى إلى كورونا التي خلّفت ــ بخلاف الضحايا ــ أضرارًا اقتصادية بالغة، ومعدل فقر مرتفعًا، يكفى أن تنظر إلى شوارع واشنطن وهى تفترش بالمشردين لتعرف قسوة الموقف ثم أحداث جورج فلويد والتي لاتزال آثارها على بعض الجدران، وبعض المحال لاتزال تعلق لافتات التضامن معها، وأخيرًا ماراثون الانتخابات.. كل هذا حضر على وجه واشنطن.

 

الزمن ترك بصمته هذا العام على وجه العاصمة الأمريكية .. ترك «تجاعيد سياسية»  واضحة..  حتى طقسها تبدل لم يعرف تبادل الفصول الأربعة فى الحضور يوميًا .. وقرر أن يأخذ من الخريف وضبابه مستقرًا إلى حين.. مساحة ضبابية تليق بمشهد سياسى وصل إلى لحظة الحسم.. ساعات من الغليان مضت.. وساعات من التوجس  قادمة.. أما الخوف من ساعات الفوضى التي تلوح فى الأفق .

 

لم تكن واشنطن على هذا الحال قبل 8 أشهر فقط .. كانت فى قمة حيويتها بأرقام اقتصادية مبهرة .. ترامب نفسه قبل 8 أشهر لم يكن يهتم بمسألة الانتخابات كان يعتبر أن فوزه حتمى لأنه حقق كل ما وعد به.. احتفظ بأفضلية اقتصاد بلاده على حساب اقتصاد الصين.. لم يتورط فى حروب.. وصل بمعدل البطالة إلى أدنى مستوى.. كانت جودة الحياة ظاهرة وحاضرة فى مختلف الولايات وعلى الأخص العاصمة واشنطن.. ولكن جاءت كورونا لتغير المشهد  وتجعلها انتخابات حقيقية بلغ فيها الاستقطاب مداه.. أما الأرقام فأصبحت ذكرى وجاء محلها أرقام أخرى حول ارتفاع البطالة، ومعدلات الفقر.. والأفضلية الاقتصادية باتت على المحك.. ليس الاقتصاد فقط.. سياسيا واجتماعيا أيضا أمريكا على المحك.

 

الحالة الانتخابية ليست هل تؤيد ترامب؟ أم هل تؤيد بايدن؟.. ولكنها هل أنت مع أو ضد ترامب؟ وهو ما يستفيد منه بشدة بايدن فى الماراثون الانتخابى.

 

 

 

 

الطعن الدستورى وبوابة الانفجار

 

أكثر من 70 مليون أمريكى أدلوا بصوتهم حتى الآن، والبعض يقول إن الرقم قد يصل إلى 100 مليون قبل موعد الانتخابات نفسها يوم الثالث من نوفمبر .. جاءت النسبة الأكبر من التصويت من خلال البريد نحو  50 مليون صوت.

 

ماذا تعنى هذه الأرقام؟

 

ــ تشير أولًا إلى أن نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية ربما تكون الأكبر فى تاريخ الولايات المتحدة، 245 مليون أمريكى لهم حق التصويت، وقد جرى العرف أن نسبة المشاركة فى الانتخابات لا تتخطى 52، ولكن هذه المرة قد يكسر هذا الرقم.

 

تشير ثانيًا إلى أن الطعن على نتائج التصويت بالبريد احتمال وارد بقوة.. أمام كل صوت بريدى يمكن الطعن على كافة التفاصيل حتى التأكد من توقيع الناخب يمكن الطعن عليه، وهى إشكالية ليست هينة.

 

تشير ثالثًا إلى تزلزل النظام الانتخابى المستقر دستوريًا فى الولايات المتحدة والذي يعتمد على مرحلتين من التصويت وهما تصويت الناخبين، ثم تصويت المجمع الانتخابى، ويصبح رئيسًا للولايات المتحدة من يحصد الأغلبية من أصوات المجمع الانتخابى بغض النظر عن الأصوات الفعلية، وسبق وحدث مرتين أن الرئيس الأمريكى لم يكن الحاصل على أغلبية أصوات الناخبين الأولى بين بوش الابن وآل جور فى انتخابات عام 2000 وبين دونالد ترامب وهيلارى كلينتون عام 2016.. وهى واردة التكرار بقوة فى انتخابات 2020 بين ترامب وبايدن..  ولكن هذه المرة تختلف.. هذه المرة قد تكون بوابة الانفجار.

 

 

 

 

الميليشيات التي عرفت طريقها للسياسة الأمريكية

 
 

لم يكن يونيو الماضى مجرد شهر عادى، ولم تكن أحداث جورج فلويد مجرد أحداث شغب جرّاء جريمة صنفت أنها عنصرية، ولكنها كانت الإعلان عن حضور حركة «انتيفا» فى المشهد السياسى الأمريكى وقدرتها على إشعال الموقف على الأرض فى أكثر من ولاية بل ودفع الرئيس الأمريكى إلى المخبأ السرى، وفق إجراءات الأمن المحددة فى البيت الأبيض.

 

وهى حركة يسارية وصفها دونالد ترامب بأنها حركة أناركية.. وتشكل امتدادًا لتيار يسارى منضوٍ تحت جناح الحزب الديمقراطى تعتبر «انتيفا» الجناح المتطرف منه بينما يشكل المرشح الديمقراطى السابق «بيرنى ساندرز»  تياره التقدمى.

 

فى المقابل دونالد ترامب ليس مجرد شخص، ولكنه معبر عن تيار سياسى منضوٍ تحت الحزب الجمهورى، وهو حزب الشاى والذي انسلخت منه مجموعات أصبح اسمها الآن «ترامبيست» نسبة إلى دونالد ترامب وهى كتل بشرية تدعم  ترامب ومنهجه السياسى الداخلى المناهض للهجرة..  وسياسته الخارجية، وخاصة تجاه الصين والتي يعتبرها الترامبيست حربا مقدسة يستعيد من خلالها ترامب الوظائف التي حرم منها الأمريكيون من وجهة نظرهم. «الترامبيست» هى الكتلة الأهم بالنسبة لدونالد ترامب، وتقريبًا لا يخاطب غيرهم فى كل الأزمات التي مر بها.. وهى أزمات لم تكن هينة.

 

عند محاولات عزله كان خطاب الرئيس الأمريكى موجهًا إلى الترامبيست، وعند أحداث جورج فلويد، كان خطابه أيضًا للترامبيست، وفى ظل أحداث كورونا كان حديثه أيضًا موجهًا لهم، أما خطابه الانتخابى فهو معبر عنهم بشكل كامل.

 

خطورة انتخابات 2020 أن نتيجتها غير مقبولة سلفًا .. إذا فاز ترامب ستحرق «انتيفا» شوارع أمريكا وأحداث جورج فلويد كانت بروفة ليوم إعلان نتيجة الانتخابات كما يعتقد فريق من المحللين بما فى ذلك قياس مدى تفاعل الحكام، واستجابتهم لنداء ترامب بنشر الحرس الوطني.. وفى المقابل إذا فاز «بايدن» لن يقف الـ«ترامبيست» فى مشهد المتفرجين ويصفقون للفائز، أغلب الظن أنهم قد يحتكمون للشارع الذي منعوا للنزول إليه وقت أحداث جورج فلويد حتى يتم احتواء الموقف.. وإذا ما وقع ذلك تكون الميليشيات قد وجدت طريقها إلى السياسة الأمريكية.

 

 

 

الولايات المتأرجحة هل تغيِّر المزاج الانتخابى؟

 

كما فعلت استطلاعات الرأى مع هيلارى كلينتون فى 2016 تشير الآن إلى تقدم المرشح الديمقراطى بايدن فى كافة الولايات المتأرجحة، والمعروفة بتبدل المزاج الانتخابى، وليس لها ولاء مطلق لأحد الحزبين، وعادة ما تصنع الفارق، أو بمعنى أدق الفوز، لاسيما فى حالات الاستقطاب عندما تصطف كل ولاية خلف انتمائها سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية.

 

عادة الأنظار تتجه إلى «فلوريدا»  فى الولايات المتأرجحة، ولكن هذه الانتخابات ستتجه إلى «فلوريدا»

 

و«تكساس» أيضًا.. فرغم شهرة «تكساس» كولاية جمهورية الانتماء، ومنها خرج رئيسان للولايات المتحدة هما جورج بوش الأب، وجورج بوش الابن، لكن محاولة الديمقراطيين لم تتوقف لإخراجها من هذه العباءة، وجعلها جمهورية الهوى، وليس الانتماء وبالتالى الدفع بها ضمن الولايات المتأرجحة.. وهذا التوجه بدأ منذ حملة 2016 الرئاسية لهيلارى كلينتون وحينها وجه ترامب وكان مرشحا - آنذاك - سهام النقد إلى عائلة بوش التي تأخرت كثيرًا فى دعمه.

 

 

 

 

أما «فلوريدا»  فيعلق عليها بايدن آمالًا كبيرة فى حين يراهن ترامب على احتفاظه بها لاسيما بعد قيامه بنقل ملفه الضريبى إليها بدلًا من نيويورك منذ عامين.

 

 

 

 

وفى فلوريدا تحدثنا إلى السيدة إيمان جاد الله، وهى أمريكية من أصول مصرية عن تجربتها فى التصويت المبكر وقالت: «أنا  مصرية مقيمة فى فلوريدا... مقاطعة بالم بيتش... وأيضا مواطنة أمريكية من حقى التصويت ذهبت إلى التصويت مع زوجى.. تعرفنا على اللجنة الانتخابية بمجرد البحث على محرك البحث جوجل برقم الرمز البريدى.. وقررنا أننا نصوت بنفسنا 

 

خوفًا من تزييف الأصوات بعد ما تم تناوله من أخبار فى الصحافة، وعلى السوشيال ميديا من التشكيك فى التصويت من خلال البريد.. عملية التصويت نفسها كانت منظمة وكان هناك التزام بالتباعد الاجتماعى. 

 

التصويت لم يأخذ وقتا طويلا حصل تثبيت للبيانات الموجودة على السيستيم، ومضاهاتها بالبطاقة الشخصية.. وكان كله يتم إلكترونيًا على جهاز تابلت، وتم التوقيع واستلام المحفظة الخاصة بى برقم إلكترونى  (باركود).. توجهت لمكان مخصص بفواصل لإتمام عملية التصويت، وكان متوفرًا فيه أيضًا التباعد الاجتماعى.. بعد عملية التصويت يتم وضع محفظة الأوراق فى ماكينة إلكترونية، وتحصل على ( باركود ) وبذلك تكون نجحت عملية التصويت.

 

وتضيف أن الشواهد فى مقاطعتها لاتزال تعانى من الفزع الذي جرى خلال أحداث جورج فلويد، وبالتالى فإن اعتبار الأمن يعد أولوية أولى بالإضافة إلى البعد الاقتصادى بعد ما تسببت فيه كورونا من متاعب للناس.

 

فى ولاية «إريزونا» وهى من الولايات المتأرجحة، أفاد أحدث استطلاعات الرأى إلى تقدم طفيف للمرشح الديمقراطى بايدن، وهو التقدم الذي سعى دونالد ترامب إلى تخطيه يوم الأربعاء الماضى بخطاب جماهيرى حاشد لناخبى الولاية.. ومن الملفت أنه فى انتخابات 2016 حدثت نفس الواقعة مع دونالد ترامب فى الولاية نفسها إذ كانت تفيد استطلاعات الرأى إلى تقدم هيلارى كلينتون فى إريزونا، ونجح ترامب فى الفوز بالولاية وكانت كلمة السر خطابه الأخير لناخبى إريزونا.

 

أما فى ميتشجن والتي تعتبر معقل صناعة السيارات فى الولايات المتحدة .. حيث تتواجد كبرى شركات صناعة السيارات الأمريكية ويعمل معظم سكان الولاية فى هذه الصناعة فإن القرار بالنسبة لهم سيغلب عليه الطموح الاقتصادى.

 

بينما «كارولينا الشمالية» يعتبرها ترامب واحدة من أهم نقاط الحسم فى معركته الانتخابية، وهى ولاية متباينة المزاج الانتخابى بشكل حاد.. إذ قامت بالتصويت للديمقراطيين ضد الجمهوريين فى عام 2012 ثم صوتت للجمهوريين ضد الديمقراطيين فى عام 2016 ويعول دونالد ترامب كثيرًا على حصاد أصوات نورث كارولينا فى المجمع الانتخابى، بينما يسعى بايدن بقوة إلى إعادة الديمقراطيين مرة أخرى على رادار المزاج الانتخابى للولاية.

 

ومن كارولينا الشمالية كان لنا حديث مع خبير التعليم  المصرية الأمريكية «شيرين النجار» والتي قالت إنه من الصعب الجزم بمن يفوز فى الولاية رغم وجود عائلات وكتلة جمهورية كبيرة فى المدن الصغيرة، ولكن أيضا هناك كتلة ديمقراطية فى المدن الكبيرة داخل الولاية من الصعب تجاهلها مثل مدينة «رالى» ومدينة شارلوت، والتي تعتبر ثانى مركز اقتصادى فى الولايات المتحدة بعد وول ستريت.

 

وعن تجربتها مع التصويت المبكر قالت إنها لم تكن تتصور أنه سيكون بهذه الكثافة، حيث ذهبت إلى مقر اللجنة أكثر من مرة ولم تتكمن بسبب الزحام الشديد، ما استدعى تواجد الشرطة لتنظيم المرور فضلًا عن أن طوابير الناخبين كانت ممتدة لمسافات طويلة.. وخوفًا من كورونا قررت مع عائلتى أن نقوم بالتصويت من خلال البريد، اتبعنا الإجراءات وأرسلنا التصويت، وبعد ثلاثة أيام وصلنا خطاب بأن عملية التصويت صحيحة.

 

أما فى «بنسلفانيا» فيسعى ترامب إلى هزيمة «بايدن» فى مسقط رأسه.. أهمية «بنسلفانيا»  تنبع من امتداد تأثيرها بمعنى أن من يفوز فى «بنسلفانيا» على الأغلب يفوز أيضا فى ولايات «أوهايو» و«أيوا» ومن يخسر  فى « بنسلفانيا» يكون من المستحيل أن يحصد أصوات «أوهايو» و«أيوا».

 

أما فى جورجيا فالمشهد يعتبر منقسمًا والنسب أيضًا بين المرشحين، وهو ما حدث أيضا فى انتخابات 2016 ونجح ترامب فى التقدم على هيلارى كلينتون فى الساعات الأخيرة .. الأمر نفسه يتكرر إذ أشارت معظم استطلاعات الرأى إلى تقدم جو بايدن، ومساء الخميس تقدم ترامب فى الاستطلاعات فهل يفعلها مجددا؟

 

فى حين يبقى الموقف فى ويسكونسن ونيفادا وميناسوتا متأرجحًا، رغم ظهور بوادر ميل تجاه المرشح الديمقراطى، لأن استطلاعات الرأى لا تعنى المؤشر الدقيق للمزاج الانتخابى، وهو الدرس الأهم من انتخابات 2016 والتي أسقطت أسطورة استطلاعات الرأى فى توجيه وتشكيل الرأى العام الأمريكى.

 

 

 

هل تحسم المحكمة العليا الانتخابات الأمريكية؟

 

وصف تعيين القاضية إيمى باريت فى المحكمة العليا بأنه انتصار للجمهوريين بل وانتصار مباشر لدونالد ترامب.. وانتصار سيكون له تأثيره فى الانتخابات الرئاسية وحسمها.. فهل ستتدخل المحكمة العليا؟

 

هذه الفرضية استبعدتها صحيفة «الجارديان» فى تقرير مطول لها قبل يومين، ولكننا نقف على الشاطئ الآخر من فرضية الجارديان ونرى أن الانتخابات الأمريكية ستنتهى فى المحكمة العليا.

 

تعيين القاضية إيمى كونى باريت فى المحكمة العليا وجد معارضة قوية من الديمقراطيين.. لأن إيمى باريت قاضية كاثوليكية معروفة بآرائها المحافظة.. وبالتالى فإن تعيينها قبل أيام من الانتخابات الرئاسية يشكل ضربة قوية لهم.

 

وذلك لأن تمرير مرشحة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعزز أغلبية الجمهوريين فى المحكمة العليا لتصبح نسبة الأغلبية المحافظة 6 مقابل 3.

 

وفى تقديرى أنه فى ظل هذا الاستقطاب الراهن والحاد فى الحالة السياسية الأمريكية فإن من المرجح أن ينتهى موضوع الانتخابات داخل المحكمة العليا.. خاصة وأن أبواب الطعن والتشكيك مفتوحة بسبب عمليات الاقتراع عبر البريد، والتي تفتح المجال لحدوث عمليات تزوير.

 

وتدخل المحكمة العليا فى الانتخابات الأمريكية حدث مرتين الأولى عام 1876 والثانية عام 2000 وأغلب الظن أن الثالثة ستكون عام 2020.

 

وبالنسبة لانتخابات 2020 فقد بدأت مؤشرات حضور المحكمة العليا من خلال حكمين أصدرتهما،  بخصوص الانتخابات فى ولايتى بنسلفانيا وويسكونسن.

 

القاضية « باريت» كانت  قد سئلت عقب تعيينها عما إذا كانت ستتنحى عن أى قضية تتعلق برئيس قام بتعيينها مؤخرا، فردت خلال جلسة تثبيتها فى المحكمة «ألتزم بتطبيق قانون الرفض بشكل كامل وصادق.. سأطبق العوامل التي أمامى لدى القضاة الآخرين فى تحديد ما إذا كانت الظروف تتطلب أن أتنحى أم لا. لكن لا يمكننى تقديم نتيجة قانونية فى الوقت الحالى حول نتيجة القرار الذي سأتوصل إليه».

 

وقتها قال ترامب  إن: «الدستور الأمريكى هو خط الدفاع الأسمى للحرية الأمريكية والتطبيق العادل للقانون يعد حجر الأساس الذي تقوم عليها جمهوريتنا».

 

الجمهوريون اعتبروا تعيين باريت انتصارا ووصفوه بـ«فوزهم التاريخى»، مؤكدين أن باريت ستقوم باتباع القوانين والتزامها بالدستور الأمريكى فى عملها القضائى.

 

تعيين باريت قد يكون كلمة السر فى انتخابات 2020 لأنه عزز الأغلبية الجمهورية المحافظة داخل المحكمة فى توقيت دقيق.. ولهذا كان الديمقراطيون يريدون تأجيل ترشيح عضو جديد فى المحكمة العليا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية واستخدم الديمقراطيون كل الحيل لإيقاف هذا الترشيح الذي أصبح تعيينًا، فشلوا فى جلسات الاستماع، ولم يمتلكوا الأغلبية اللازمة لعرقلة تمرير القرار، ولكن كل المحاولات فشلت..  باريت بالغة من العمر 48 عاما وجاء تعيينها بعد وفاة القاضية روث بادر جينسبيرج..

 

 

 

 

الإعلام غير محايد وغالبيته ينحاز لبايدن

اشتباك ترامب مع الإعلام الأمريكى أصبح أمرًا معتادًا منذ أن كان مرشحًا فى 2016 ومن يتتبع تاريخه سيجد أن هناك الكثير من الرواسب بين ترامب والإعلام، ولكن فى المقابل المتابع للإعلام الأمريكى وخاصة فى فترة الانتخابات يكتشف بسهولة أنه إعلام لا يعرف الحياد وغالبيته ينحاز بشكل واضح للمرشح الديمقراطى بايدن.

 

والأمر تطور عن النمط الإعلامى القديم.. لم يعد صفحات جرائد، أو مساحات بث تليفزيونية.. ولكن شركات تكنولوجيا وسوشيال ميديا، بخلاف الصحف، والبرامج التليفزيونية فى الإعلام التقليدى.

 

وهو ما دفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لكى يكتب على موقع التغريدات «تويتر».. «أن الولايات المتحدة ليس لديها حرية صحافة، ولكن لديها قمع للحقيقة وأخبار مزيفة» 

 

ويضيف: «لقد تعلمت كثيرًا خلال الأسبوعين الماضيين، وأدركت فساد وسائل الإعلام لدينا، والآن يجب علينا إلغاء المادة 230 من الدستور».

 

تغريدة ترامب أعادت إلى الساحة مرة أخرى معركته خلال يونيو الماضى، والتي عرفت بـ«حرب تويتر» لأن المادة «230» التي أشار إليها ترامب هى حجر الأساس فى هذه المعركة.

 

فى يونيو الماضى، طلب الرئيس الأمريكى  دونالد ترامب من وزارة التجارة وبالتشاور مع وزارة العدل، أن تأمر لجنة الاتصالات الفدرالية بتغيير القواعد التي تنظم الشبكات الاجتماعية فى غضون 60 يومًا.

 

وحينها وعد أيضًا بتمرير إصلاح القانون إلى الكونجرس الذي ينظم منذ العام 1996 حرية التعبير على الشبكات الاجتماعية.

 

وغرد ترامب حينها بِشأن هذا القرار قائلا: «تويتر لا يفعل شيئًا بشأن كل الأكاذيب والدعاية التي تطرحها الصين، أو حزب اليسار الديمقراطى الراديكالى، لقد استهدفوا الجمهوريين والمحافظين، ورئيس الولايات المتحدة. يجب إلغاء المادة 230 من قبل الكونجرس». 

 

وتسمح المادة 230 لشركات التكنولوجيا بترك أى منشورات يقوم بها الآخرون كما أنها تمنح هذه الشركات ملكية واسعة لما تقرر إزالته من المواقع طالما أن الشركات تتبع بعض القواعد.

 

وهنا مربط الفرس من يونيو الماضى وحتى الآن ، حيث يتهم ترامب مواقع التواصل الاجتماعى بمراقبة الأصوات المحافظة وأن المواقع تفضل الأصوات الليبرالية، وتحاول «إسكات» المحافظين.

 

الصراع التكنولوجى فى الانتخابات رصدته مجلة «فوربس» فى تقرير لها تضمن عددا من الإحصائيات من بينها، وقالت إن معركة جديدة بين ترامب وبايدن  وساحتها  تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بكل منهما.

 

فقد أظهر تحليل للبيانات أجرته شركة مختصة فى الهواتف الذكية أن تطبيق الرئيس ترامب تم تنزيله من المتاجر أكثر 16 مرة من التطبيق الخاص بالمرشح الديمقراطى بايدن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز