أصل الحكاية.. مكتشف هنا جودة يكشف سر تألقها وعلاقته بأموال الأهلي والدعم السويدي

دائما كان يصول ويجول هنا وهناك بحثًا عن البراعم الموهوبة، وإعدادها كي تصبح يوما ما قادرة على رفع اسم لعبة تنس الطاولة، وكي يصل اسم مصر إلى المحافل الدولية المختلفة.

 

وفي يوم مشابه لغيره استيقظ عادل شومان وذهب إلى عمله ليلتقي هناك طفلة صغيرة تبلغ من العمر 4 سنوات، تتميز بخصلات شعرها الذهبية وعيونها الملونة وروحها القادرة على جذب الانتباه.

 

ويحكي عادل شومان، مكتشفهنا جودة ومدرب السيدات بالنادي الأهلي في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف"، عن بداية المعجزة الصغيرة وكيف تغلب على قصر قامتها قائلًا: "هنا جاءت إلى النادي وعمرها أربع سنوات، وكانت قصيرة القامة– حينها- فكان يصعب عليها اللعب على طاولة تنس الطاولة.

 

مضيفًا: "قمنا بقص طاولة من أجل أن تناسب طولها وتتمكن من التدرب، وبعد فترة قصيرة للغاية بدأت تظهر موهبتها الكبيرة".

 

وأضاف مكتشف "المعجزة": "أخبرت رئيس جهاز تنس الطاولة- وكان يرأسه علاء مشرف حينها- بوجود فتاة صغيرة موهوبة ولديها إمكانيات تكبر سنها"، ليجيب بدهشة كبيرة بعد رؤيتها "عليكم الاهتمام بها".

 

من هنا كانت بداية تكوين معجزة تنس الطاولة هنا جودة التي على الرغم من صغر سنها إلا أنها منافس شرس لا يستهان به وتمكنت من الفوز على لاعبات أكبر منها سنًا وتصدرت التصنيف العالمي لتنس الطاولة كأول مصرية وإفريقية.

 

وتطرقنا في الحديث مع "شومان" عن كواليس وخطوات هنا جودة وكيف ساهمت عائلتها في وصولها إلى ما هي عليه بجانب الإسهامات التي حظيت بها بعد تألقها.

 

ماذا رأيت في هنا.. كي تبرهن على وجود معجزة حقيقية؟

بالطبع تظهر من خلال التدريبات، هناك لاعب يتعلم المهارة بشكل سريع ويتمكن من القيام بها منذ أول مرة ولا يحتاج للإعادة أكثر من مرة.

 

و"هنا" فاجأتني في مرة أثناء التدرب عندما كان عمرها 6 سنوات، وكنت أعلمها مهارة معينة لتقول لي ماذا ستفعل وكيف ستحرك المضرب قبل أن أقول لها.

 

بعد اكتشاف موهبتها.. كيف تم الاهتمام بـ"هنا"؟

تم ترشيح- حينها– مدرب صيني يُدعى "زانج" كان متواجدًا في مصر، وهو محترف للغاية من أجل الاهتمام بها وتدريبها كوقت إضافي على نفقة أهلها، بعيدًا عن تدريب الفريق بالنادي الأهلي نظرًا لأني وقتها سافرت لتولي قيادة منتخب اليمن.

 

ولكن كنت على تواصل دائم معها وكنت أحاول ترتيب معسكرات خارجة وداخلية لها في دولة السويد، وبالفعل تمكنت من جذب أنظار الجميع هناك.

 

بعد الشهرة والضجة الإعلامية.. هل يتم تأهيل هنا جودة نفسيًا؟

هنا تتعامل مع زملائها بالفريق بكل تواضع، والجميع بالنادي يحبونها، وأيضًا يجب أن أتطرق للحديث عن معاملة أهل "هنا" لها فهم يتعاملون معها بشكل صحيح للغاية.

 

ويعرفون كيف يتصرفون معها في تلك المواقف بالإضافة إلى أن شخصية هنا المتواضعة ولا يمكن أن يؤثر عليها ما يحدث خارج الصالة.

 

ما الذي يميز هنا جودة عن بقية زملائها؟

هنا لاعبة مميزة ومختلفة ولا تنجب تنس الطاولة لاعبة مثل هنا كل يوم، بالطبع يكون هناك غيرة شريفة بينها وبين زملائها ولكن هم أيضًا يقدمون أداء ونتائج جيدة.

 

ولكن مثلما ذكرت "هنا" حالة مختلفة ومنفرده وأيضًا هي تتدرب كثيرًا بشكل منفرد مع مدربين جيدين خارج الأهلي، بجانب ساعات تدريبها داخل النادي الأهلي وهو ما يزيد من مستواها الفني.

 

المعسكر الأول بالسويد.. تألق هنا والحصول على راعي

في بداية الأمر تحدثت مع رئيس الاتحاد الإفريقي لتنس الطاولة، خالد الصالحي، وهو كان يملك علاقات جيدة مع المسؤولين في السويد واقترحت عليه إقامة معسكر لهنا هناك وكان عمرها 8 سنوات، وهو وافق على الأمر وفعل ذلك.

 

وخلال فترة المعسكر لفتت هنا أنظار المدربين بقوة وعرضوا عليها الحصول على راعي "ستيجا" وبدأوا بالفعل يهتمون بها ويقدمون لها الأدوات ويوفرون لها الاشتراك في المباريات.

 

وإذا كان هناك بطولة في السويد يرتبون لها إقامة معسكرات وما إلى ذلك.

 

هل يتحمل النادي الأهلي أو اتحاد اللعبة تكاليف معسكرات اللاعبة داخل وخارج مصر؟

في البداية كانت تكلفة المعسكرات يتحملها والد هنا، ولا يمكن أن نغفل دور أهلها ودعمهم ماديًا من أجل إقامة معسكرات لهنا والاشتراك في البطولات.

 

لكن بعد ظهورها بشكل مميز في اللعبة بدأ النادي الأهلي في تخصيص جزء من المال خاص بها لكي تتمكن من المشاركة في معسكرات خارجية.

 

وأيضًا الاتحاد الدولي لتنس الطاولة كان يكون "فريق الأمل" باختيار لاعب من كل دولة، وكانت هنا من مصر وكانوا يشاركون ضد القارات.

 

وكان يتم تخصيص لها مبلغ يقرب من الـ4 آلاف دولار مقسمين على اشتراكها في البطولات والمعسكرات.

 

هل يخصص النادي الأهلي أموال للاعبات غير هنا جودة؟

الأمر يكمن فيما تقدمه اللاعبات إذا كانت نتائج أي لاعبة إيجابية ولديها مهارات كبيرة وترغب في المشاركة في معسكرات أو بطولات خارج مصر وتكلفتها عالية.

 

يقوم رئيس الجهاز، أشرف عبد الفتاح، بتقديم مذكرة لمجلس الإدارة برئاسة محمود الخطيب أو للجنة النشاط الرياضي يكون مضمونها برغبتهم في مساعدة النادي لها ماديًا كي تتمكن من المشاركة.

 

وبالفعل يلبي النادي رغبة اللاعبة أو اللاعب ويقوم بمساعدتهم بأي شكل أما تحمل مصاريف الإقامة هناك أو تحمل ثمن التذكرة.

 

أين اتحاد تنس الطاولة من تحمل تكلفة مشاركة اللاعبات في البطولات الخارجية؟

اتحاد تنس الطاولة يحدد بطولتين أو ثلاث بطولات كي يشارك بها في السنة، وفي تلك الحالة الاتحاد يتكلف تكلفة مشاركة اللاعبين ولكن في حال أراد أي لاعب المشاركة في بطولات أكثر تكون على حسابه.

 

موضحًا أنه يشارك بهم عن طريق الاتحاد ولكن على نفقته الشخصية.

 

شومان: لولا دعم عائلة هنا جودة لكانت لاعبة تنس طاولة "عادية"

أشاد عادل شومان بالمجهود الكبير المادي وغير المادي الذي يقدمه عائلة هنا جودة لابنتهما، حيث يحرصان على وجود مدرب لياقة "خاص" يتحملون تكلفته من أجل الحفاظ عليها وعدم التعرض لأي إصابة.

 

وأيضًا البطولات الكثيرة التي شاركت فيها هنا وتكفل بها والدها بجانب تواجد والدتها المستمر معها في جميع البطولات والمعسكرات الخارجية.

 

ولولا دعم أهلها الكبير في البداية ووقوفهم وراء موهبتها الكبيرة والعمل على تطويرها لكانت لاعبة تنس طاولة عادية.