"شمس" لـ"بوابة روزاليوسف": المخرجون اكتشفوا موهبتي على كبر
محمد إسماعيل
أينما حلت تسرق الأضواء بكاريزماتها الطاغية، ممثلة من الطراز الرفيع، ولاتزال تحافظ على نجوميتها، مع كل عمل تؤديه تثبت دائما أن لديه الجديد لتقدمه، وأنها مهما قدمت من أدوار فهي قادرة دائما على مفاجأة الجمهور بتألق جديد، وعندما تشاهد أعمالها تعرف أنك أمام أحد الأيقونات، فهي الحدث والجاذب الأكبر للجمهور لمشاهدة أي عمل تظهر فيه، والذي تعكس فيه إرادة قوية للابتكار والاستمرار في العطاء الفني.
"بوابة روزاليوسف" حاورت واحدة من النجوم الأكثر شعبية، تمتلك موهبة كبيرة جعلتها متمكنة ومتميزة وتفرض نفسها على الشاشة الكبيرة والصغيرة، لا تحتاج من كلمات التعريف سوى "شمس" وفي هذا الحوار، تطمئن النجمة شمس محبيها بعدما كتب الله لها عمرا جديدا لتستمر في عطائها الفني.
- في البداية، نريد أن نطمئن على حالتك الصحية بعد أن تعرضت لحادث سير أثناء تصوير مشهد في فيلم "هدر اتفاق"؟
الحمدلله كلنا بخير، كنا نصور أحد المشاهد من فيلم "هدر اتفاق" ثم تفاجأنا بشاحنة نقل ثقيل "سيارة تريلا" لا نعرف من أين جاءت، لم تخرج إلينا من الطريق أو حتى من مفترق طرق ولكن تفاجانا بها تخرج من الصحراء، واصطدمت في سيارتنا من الجانب الخلفي، وكنت أنا وأحمد الشبكشي في المقاعد الأمامية، والفنان إكرامي ومحمد عبدالحليم كانا في المقعد الخلفي وارتطمت بهما السيارة والحمدلله قدر الله وما شاء فعل ورب العرش حمانا. نحن في حالة جيدة و(كويسين وزي الفل) وربنا نجانا.
- هل المشهد الذي كان يجري تصويره من نوعية الأكشن؟
كنا نصور مشهدا عاديا جدا، والسيارة كانت محملة بالرمال وهي من طراز مرسيدس ولونها أزرق، وإطار السيارة وحده كان في نفس مستوى السيارة "الهامر" التي كنا نقودها، واصطدم بنا وهرب ولم يقف حتى ليطمئن علينا ونحن في الصحراء، وأنا كنت متماسكة جدا وكنت أستوقف أي شخص يسير بدراجة نارية (موتسيكل) وأطلب منه أن يبلغ "التصوير" بأننا تعرضنا لحادث، وربنا قدرني أن أقف بجانب أصدقائي خاصة إكرامي لأنه أكثر من تأذى من الحادث فكل الفنانين كانت إصاباتهم عادية إلا إكرامي فقد الوعي، والحمدلله لم أتركه حتى غادر المستشفى، وربنا نجانا الحمد لله.
- علمنا أن الفيلم ينتمي لنوعية الأكشن.. فما الذي حمسك لفيلم حركة وأكشن؟
لم يكن الفيلم من نوعية الأكشن البحت.. (مش الأكشن اللي بيعمله أحمد السقا) الفيلم عبارة عن تجربة جديدة، تدور حول عائلة نشأت على السرقة وقرروا بعد وفاة الأب – الذي من المفترض أن يتوفى في المشهد الذي كنا نصوره- أن نتراجع ونبعث برسالة للجمهور مفادها أنه لا السرقة ولا النصب والاحتيال ستمكنك من العيش، ولكن أن تكون مع الله هذا هو الأفضل. ويمكن هذا ما فعله الله معنا في الفيلم وتصوير هذا المشهد.
- لأول مرة تقدمين هذا اللون.. فكيف كانت استعداداتك للفيلم؟
حاولنا نقدم أكشن.. ولكن عدم خبرة المخرج في تأمين الممثلين هو ما أدى إلى أنه من الممكن أن نموت، وهذا ما أؤكد عليه وسأظل أردده ولم يفرق معي أن يغضب أو لا.. فكل شخص يفكر أنه من الممكن أن يقوم بالإخراج، ولكن الإخراج أكبر من ذلك بكثير، وتأمين الفنانين كان من المفترض أن يكون أكثر من هذا، ولكن ربنا يحمينا، وأكيد كان بيننا من هو شخص جيد أو قدم أعمال خير، والفنان إكرامي ربنا كتب له عمر جديد لأنه لديه أولاد وأنا كذلك لدي ابن، وكل الزملاء أكيد لديهم أهل يخافون عليهم لذلك ربنا نجانا، ولكن ما حصل كان عدم تأمين من الإخراج، لن نتحدث هنا عن الإنتاج، لأن الإنتاج بالعكس تماما، قدم ما عليه تقديمه، الإنتاج (صرف فلوس رهيبة) في المستشفى ليطمأن على الممثلين، أشكر أحمد سامي شكرا جزيلا، ولكن المخرج سمير صبحي أحمله كل المسؤولية وعدم خوفه على ممثلينه، وأن يصورنا بالهاتف ونحن في سيارة الإسعاف، ولكن هناك قانون ومحضر تم تحريره وهناك حساب ولن أسكت على ما حدث لا يمكنني أن أرى أصدقائي يموتون أمام عيني، لن أصمت، وهذه ليست الواقعة الأولى التي يظهر فيها هذا المخرج بأنه عديم المسؤولية، هو صغير في السن ويدخل المجال الفني وهو عديم المسؤولية، وأحمله المسؤولية كاملة.
- كيف نجحتِ في الحفاظ على نجوميتك وسط كثرة النجمات في مصر؟
ربنا... لا أستطيع أن أقول غير الله قبل أي شيء.
- هل واجهت صعوبات في إثبات أن الشكل ليس كل شيء؟
إطلاقا.. أنا مررت بتجرية فيلم المعهودة مع المخرج بلال العربي، وظهرت في الفيلم بدون ميك آب نهائيا، وظهرت في مشاهد أثناء خروجي من المدفن، وقدمت العديد من المشاهد كانت أقوى مما أتخيل أن أقدمها، وهذا أثبت لي أن التمثيل ليس مكياج.
- لكن هل من عمل فني تمنيت بعد مشاهدته أن تعيدي تجسيده من جديد لتقدميه بشكل أفضل؟
للأسف، أنا لم أقدم شخصيات قوية لأن المخرجين كانوا يحصرونني في الشخصية التي كانت دائما ما (تزعق)، وكذلك في شخصيات بنت البلد وبنت الحارة، ولم يكتشف أحد من المخرجين موهبتي، ولكن اكتشف المخرجين موهبتي على كبر، كلما أكبر كلما أجد أن العديد من المخرجين الكبار وكذلك المخرجين الشباب يكتشفون أن شمس لديها الكثير لتقدمه. ولكن في البداية كان المخرجين دائما ما يحصرون الفنانات في نفس الأدوار دائما، مثل أن الشريرة دائما ما تظهر شريرة في معظم أعمالها، ولكن ربنا جاء لنا ببعض الشباب المخرجين الذي يرون في شمس الموهبة الحقيقية ويقدرون حجم الموهبة..ويقولون: "الست دي جواها حاجة تطلعها".
- هل هناك عمل فني عرض عليك ثم رفضتيه وندمت على ذلك؟
لا، بالعكس.. لم اعتذر يوما عن عمل إلا وعوضني الله خيرا منه، وعندما اعتذرت ذات مرة عن عمل عوضني الله بشخصية أفضل منها وحتى وإن لم تكن بنفس حجمها وإنما تأثيرها كان أقوى، وحتى وإن جسدت في ذلك العمل شخصية أم لممثلة أكثر مني سنا، ولكن شخصية فيها تمثيل، الموضوع ليس بالسن وليس بحجم الدور وأنا لم تشغلني مساحة الدور، ولكن الدور يقاس بالأداء وإلا كان أي أحد يقدمه.
- في رصيدك العديد من الأعمال والجمهور ما زال يتذكر شمس بأدوارها ويعرفونها بأسماء الشخصيات التي جسدتها.. لكن ماذا عن أقرب الأعمال إلى قلبك؟
لدي الكثير من الأعمال التي أحبها، كل أعمال أحبها لأنني لست من الممثلين الذين يشتغلون لمجرد الشغل، فمن الممكن أن أقدم حقلتين فقط في المسلسل ولكن يكون لدي قناعة بأن المسلسل سيترك بصمة وعلامة مع الجمهور، والحمدلله ربنا كان دائما كريم معي في كل أعمالي، وأنا أحب كل أعمال منذ مسلسل "سوق العصر" وحتى مسلسلي الأخير "طاقة قدر" مع الفنان حمادة هلال، هذا على صعيد الفيديو، أما في السينما، أذكر أنني قدمت فيلم البرنسيسة في 2013، وأنا حامل، وكان وزني زائد وقتها بسبب الحمل، ولكن أحب هذا الفيلم وأنا على قناعة بأنني قدمته بشكل جيد وكذلك الجمهور استقبله بشكل رائع، وأنا لا أتنصل من أي من أعمالي بالعكس أنا عمري ما كنت أذهب إلى العمل إلا وأنا أحب الشخصية التي أقدمها فيه.
- هل توجد أعمال جديدة تحضرين لها فى الفترة المقبلة؟
سأشارك في بطولة عمل مع المخرج محمد النقلي، وأقدم في العمل واحدة من الشخصيات القوية الشريرة جدا، (هتخلي الناس تشتمني في الشارع تاني وتكرهني ولكن أنا راضية)، لأن الجمهور أصبح لديه وعي، وأنا متأكدة من أنه وبعد نجاح المسلسل سيقول الجمهور لي (برافو عليكي) لأنك نجحت في تقديم الشخصية.