عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ربنا يكون في عونكم !!

ربنا يكون في عونكم !!

بالفعل بدأ العام الدراسى الجديد على كافة المستويات من الحضانة حتى الجامعة.. ورغم كل الاحتياطات الوقائية والإجراءات الاحترازية المتبعة للحماية من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"؛ المتبعة من جانب وزارة الصحة والسكان بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وأيضا التعليم العالي... إلا أن هناك مسؤولية كبيرة هذا العام ليس فقط على المدارس والجامعات ولكن بصورة أساسية على أهالى الطلبة الدارسين ...وبصراحة أقولهم " ربنا يكون فى عونكم"!!!



وبطبيعة الحال التساؤل: لماذا المسؤولية ستقع على الأهالي في ظل تلك الظروف وجائحة كورونا؟ وليه ربنا يكون فى عونهم؟ لأن التجارب أثبتت أنه فى  حالات الطوارئ الصحية السابقة، وانتشار أي من الأمراض الوبائية، يتأثر القطاع التعليمي بصورة كبيرة؛ حيث يكون هناك اضطرار لغرض التباعد الاجتماعى وبالتالى عدم ذهاب الطالب إلى المدرسة.

وتصبح الوسيلة الأكثر أمانا هو المتابعة من خلال الدروس الصوتية والمرئية التلفزيونية.. بمعنى التوجه نحو التعليم الرقمى.

ومن هنا ينتقل عبئ الدراسة من المدرسة إلى الأسرة على كافة الجوانب ؛ فمن ناحية تواجد الأبناء داخل المنزل فترة طويلة عكس الوقت الذي كانوا يقضونه فى المدرسة سيمثل  أعباءًأ  اقتصادية على كاهل آبائهم الذين قد يواجهون تحديات في العثور على رعاية لأطفالهم لفترة طويلة، مما تضطر الأم بصورة خاصة إلى التنازل عن عملها والحصول على إجازة مؤقتة للاستجابة لضرورة تواجدها فى المنزل لرعاية الأبناء مما يعرض الأسرة لفقد  أحد مصادر الدخل لها.

ولكن ليس المسؤولية فى ذلك فقط؛... ولكن بطبيعة الحال فى ظل الحماية من الفيروس وعدم التواجد فى المدرسة كافة  أيام الأسبوع  ... تبقى إمكانية الحصول على الخيارات البديلة والتي أصبحت أساسية  للتعلم فى  -  التعلم عن بعد - ومن خلال متابعة حلقات  الدروس التلفزيونية… ومن هنا يظهر نوع جديد من العبئ على الأسرة ويتمثل فى ضرورة ملاحقة الأبناء للتأكد من متابعتهم لتلك الدروس ومدى الاستيعاب والاستفادة منها.

وهذا ما طالب به الدكتور رضاحجازى نائب وزير التربية والتعليم لشؤون المعلمين؛  وتم توجيهه للآباء ؛ قائلا: "احرص على متابعة ابنك للحلقات التليفزيونية الخاصة بدروسه".

ويتمثل الأمر الأكثر إثارة للقلق وزيادة المسؤولية على الأسرة ؛ أن  التعلم عن طريق  الإنترنت و عن بعد؛ وهو التعليم الرقمى ؛  يتطلب الإعتماد على الوسائل التكنولوجية المتطورة  والتي بطبيعة الحال...قد تختلف إمكانية الوصول إليها لدى معظم الأسر، ويرتبط الحصول على خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض أو الهواتف الذكية بمستوى الدخل للأسرة ؛ وعلى ذلك قد لا تتمكن الأسر منخفضة الدخل فى توفير تلك الوسائل التكنولوجية المتطورة التي أصبحت أساس تعلم الطالب وليس الاعتماد على التابليت المدرسي فقط . إضافة إلى الحاجة لشبكة إنترنت عالية الكفاءة والانتشار حتى تتمكن من تحمل ضغط دخول الطلبة عليها الجميع فى وقت واحد  وفى نفس الوقت عدم وجود أعباء مالية ...وهذا يعنى ضرورة ...تكييف المنصات المتاحة حاليًا للإستخدام على الهواتف الذكية أو الإتفاق مع شركات الإتصالات على إلغاء تكلفة الوصول إلى المواد التعليمية على موقع تابع لوزارة التعليم أو كلاهما جزءًا من جهود التخفيف من حدة الأزمة.

وألستم معى ؛  أنه  على الرغم من تداعيات الأزمة على النظام التعليمي المعتاد ..إلا أنها تمثل فرصة لمسؤولي التعليم وواضعي السياسات استغلال هذه الأزمة  لاستحداث نماذج تعلم جديدة يمكن أن تصل إلى الجميع، والتأهب لحالات الطوارئ، وجعل النظام التعليمي أكثر قدرة على الصمود في وجه الأزمات  ؛ .  وأيضا فرصة كنا فى احتياج اليها  ..وهى  اليقظة الشديدة من الآباء وتحمل المسؤولية تجاه أولادهم بصورة أكثر   فاعلية ؛ وعدم رمى الحمولة بأكملها على المدرسة مثلما كان يتم فى السابق!!!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز