عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية.. مهارات التفاوض الحديثة

فن الدبلوماسية.. مهارات التفاوض الحديثة

تحاول المدارس الغربية إهمال أو إغفال الدبلوماسية التفاوضية الإسلامية التي لها الأثر الكبير في توطيد التعاون بين الدول، وإشاعة المودة والسلام بين الشعوب، وتطبيق ما يدعو إليه الدين الإسلامي الحنيف من تسامح وتآخٍ ومحبةٍ ونبذ العنف والعنصرية والفوقية، حيث اتصفت الدبلوماسية التفاوضية الإسلامية بالذوق واللطف والكياسة واللياقة، والتي أسست معالم وأهداف واستراتيجية الدبلوماسية التفاوضية التي نتعامل بها الآن وما يسمى "فن المفاوضات" ، وهوعالم كبير وشاسع في العصر الحديث.



 

وهناك مدارس خاصة لصقل هذه الصفة لدى المفاوضين وخاصة الدبلوماسيين، وأنا شخصياَ أعتبر أهم سمات نجاح الدبلوماسي هي (العلاقات العامة وفن التفاوض)، لكونها هي حجر الأساس بالحياة اليومية والعملية.

 

هناك مهارات يجب أن تكون لدى الدبلوماسي أو المفاوض في القضايا الاستراتيجية أو المحورية أو الدورية ، ومن المستبعد إمكانية توافر تلك السمات عند الشخص( الدبلوماسي أو المفاوض) التقليدي أو البيروقراطي الذي لم يعد صالحأً لإدارة طاولة المفاوضات أو الأداء اليومي الدبلوماسي ؛ لأنه فاقد لسمات النجاح وعدم اغتنام الفرص المتاحة في ظل مواكبة التغيرات فنيًا /وظيفيًا / واجتماعيًا.

 

ومن أهم مهارات وسمات الشخص الناجح والمتميز في ساحة عمله : الاستعداد التام للتخفيف من حدة المفاجآت وعنصر المخاطرة بأقل الخسائرمن خلال التخطيط المسبق والتحليل الجيد للمعلومة قبل الدخول واتخاذ أية خطوة بالعمل/ تحديث المعلومة والمهارات الشخصية والوظيفية واكتساب الخبرة لإدارة الموضوع بأعلى درجات الكياسة  والاستيعاب له/ القدرة على الأخذ بزمام المبادرة وعدم تقديم التغييرات من أجل التغييرات/ التمتع بالبراعة السلوكية(  الاخلاق العالية والبرتوكول والإتيكيت) كمدخل لمعالجة المواقف المختلفة / حسن التخطيط والاهتمام بالتفاصيل ذات الصلة بتحقيق الأهداف/ حسن استقبال الأفكار الجديدة وإشراك فريق العمل والتفاعل معها / اعتماد مبدأ النقد والنقد الذاتي للوصول إلى أفضل النتائج والابتعاد عن الأنانية والتفرد بالقرار/ تبني منطق وفكرة الفريق الواحد والقدرة على الإقناع  وكسب المساندة وتعضيد الآخرين وتحفيزهم وإعلان مظاهر النجاح دون مغالاة مع بقاء مركزية القرار بيد رئيس الفريق.

 

وعلى الدبلوماسي أو المفاوض الالتزام الكامل بما يلي: عدم الكلام قبل التفكير / عدم قطع الوعود الزائفة /الابتعاد عن الانفرد بالقرار والغرور والتكبروعدم مشورة بقية الأعضاء/ عدم الهروب من المسؤولية عند الفشل وتحويلها إلى بقية أفراد الفريق/ عدم إحتكار الأمتيازات لمجموعة معينة من الدورات لصقل المهارات وإمتيازات مالية / عدم الاستبداد وتقريب شخص على  آخر لحسابات شخصية  أو اجتماعية / عدم السماح لأعضاء الفريق بقيادة أنفسهم أو الانفرد بالرأي دون الرجوع إلى هرم الوفد.

 

عدم إهمال آراء ومقترحات الأعضاء أو استهجانها/ عدم التسرع باتخاذ القرار بسبب الحماس الطفولي الزائد.

 

على المفاوض أو الدبلوماسي  التمعن والدارية الكاملة في لغة الجسد ابتداءً من حركة العينين والحواجب وحركة اليدين ونبرة الصوت والوقفات الكلامية.

 

إن الأسلوب الحواري الحضاري هو من أهم سمات وصفات النجاح والتميز عند الشخص( الدبلوماسي أو المفاوض) ؛ لأنها تمتلئ بألوان متعددة من الأساليب ومقتضيات الموضوع للوصول إلى الأهداف والغايات المرجوّة ، كما أن الجاهزية النفسية والعقلية والأستعداد لحسن العرض والأستماع وتقبل الطرف الآخر وعدم التقليل من شأنه، والتهيؤ للوصول للهدف المنشود باتباع الحوار الإيجابي البعيد عن الجدل المتعنت والتمسك بالصدق والأمانة والابتسامة وحسن الكلام ولباقة الكلمة والأسلوب الهادئ وحضور البديهة ودماثة الأخلاق والمبادرة إلى قبول الحقيقة عند إقامة الدليل من المحاور المقابل ، هذه هي أعلى وأهم صفات الشخص الناجح في عمله ابتداءً من البيت مع الاسرة ووصولأً الى موقع العمل سواء في السلك الدبلوماسي او بقية المناصب والوظائف على مختلف انواعها وتصنيفتها أو تمثيل البلد في مفاوضات رسمية.

 

وفي الختام يعتبر القرآن الكريم هو أساس كل النظريات الدبلوماسية الحوارية ؛ فهو يعطي لنا نقاط القوة والنجاح لكل شخص ( الدبلوماسي أو المفاوض) الذي يدخل في حوارات مع الطرف الآخر ، قال تعالى) اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ،  فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (سورة طه43-44 والقول اللين هو أغلب الصفات التي تم ذكرها في مقالنا هذا.

 

دبلوماسي سابق

عضو جمعية الصحفيين العمانية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز