عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أرصدة الحياة 

أرصدة الحياة 

هناك أشخاص يُؤْثرون السلامة، لذا لا يُحاولون أن يُجربوا أي شيء غير موثوق النتائج، ويظنون أنهم بذلك يحمون أنفسهم من الفشل وآلامه وتبعاته.



 

ولكن، الواقع أثبت أن فشل التجربة أمر مُحتمل، ويمكن إصلاحه والاستفادة منه، أما عدم التجربة من الأساس، فهو الفشل بعينه؛ لأنه دليل على العجز والاستسلام والخُنوع.

 

وهذا ليس إيثارًا للسلامة، بقدر ما هو استسلام للأمر الواقع، وعدم المُحاولة في التقدم والتطور واختبار الذات، فالإنسان من المُستحيل عليه أن يعرف قُدراته وإمكانياته إلا من خلال التجربة، فهي فقط التي تكشف له الكثير من الحقائق، سواء بداخله، أو من حوله، وهي التي تجعله قادرًا على اتخاذ القرار بعد الدراسة والتحري والتمحيص، فالتجربة هي الحياة، وحياة بدون تجارب تعني لا حياة، ومن يُقرر أن يحيا بالمُقومات المُتاحة أمامه بدون مُحاولة خوض تجارب جديدة، قد تُغير من نظرته للحياة، وقد تُطور من ملكاته، فهو يحكم على نفسه بالموت، وهو حي يُرْزق.

 

والفشل في أي تجربة ليس نهاية الحياة، بل ربما يكون بدايتها، فالبداية أحيانًا تبدأ من نقطة الفشل؛ لأنه يزرع بداخلنا رغبة في تحدي الذات، وإثبات القُدرات، والرغبة في التغيير، بل إنه ربما يكون سبب أهم نجاح يحدث لنا في الحياة.

 

ولا خلاف على أن كل العباقرة في كل المجالات خاضوا العديد من التجارب، وصادفهم الفشل والإخفاق مرات ومرات، وكان هذا سبب تحديهم للظروف ولأنفسهم، حتى وصلوا إلى قمة المجد والنجاح.

 

أما من يبتعد عن تجارب الحياة، فهو يخسر أهم شيء وهو اكتساب الخبرات التي تكون رصيده؛ لكي يستطيع أن يستكمل مشوار حياته.

 

فكل تجربة، سواءً نجحت أو فشلت، هي رصيد يُضاف إلى حساب الإنسان، يُقوي مناعته النفسية، ويُعزز قُدراته العقلية، ويشد من ساعده في وقت ضعفه.

 

وعلينا أن نزيد من أرصدتنا بزيادة تجاربنا وخبراتنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز