عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عبد العاطى.. صائد الدبابات

محمد عبدالعاطى
محمد عبدالعاطى

 



تظل الكلماتُ دائمًا أعجزَ من أن تفى بحق ما يبذله الشرفاءُ والشهداءُ من دماء وعرَق دفاعًا عن قيم: الكرامة والحق والعدل.. فى هذه السطور نحاول أن نكتبَ ما "يشبه سيرة" لمقاتل مصري ذاع صيته منذ 47 عامًا، وحتى بعد رحيله منذ 19عامًا ولايزال يُشار إليه بالبنان تستقى الأجيال من بطولته.

 

بطلنا هو "محمد عبدالعاطى عطية شرف" الشهيرُ بـ "عبدالعاطى" صائد الدبابات، الذي تمكّن بمفرده من تدمير 23 دبابة إسرائيلية فى حرب أكتوبر 1973.عبد العاطى، ذلك الشاب الأسمر، مفتول العضلات من مواليد 15ديسمبر 1950 بقرية شيبة قش التابعة لمركز مينا القمح، شرقية، وفور إنهاء دراسته التحق بالقوات المسلحة المصرية يوم 15نوفمبر1967.

 

سِجِلُّ بطلنا، يقول: انضم فى بداية تجنيده إلى سلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية؛ ليبدأ مرحلة جديدة، جاءت بمثابة حفر مسيرته العسكرية بأحرُف من نور؛ بأن تخصص فى صواريخ مضادة للدبابات، كانت مفاجأة الحرب، ونظرًا لأن الإسرائيليين لا يعرفون اسمها أطلقوا عليها اسم "كرات النار"، وكان يصل مداها إلى 3 كيلومترات، وكانت تلك الصواريخ لديها قوة تدميرية هائلة.

 

اختير البطل "عبدالعاطى"واحدًا من ضمن مجموعة جنود صاعقة للعمل على هذه الصواريخ قبل الانتهاء من مرحلة التدريب النهائية إلى الكيلو 26 بطريق السويس؛ لعمل أول تجربة رماية من هذا النوع لهذه الصواريخ فى الميدان.

 

تم اختيار البطل لتنفيذ أول بيان عملى على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحى، وتفوّق والتحق بَعدها بمدفعية الفرقة 16مشاة بقيادة الفريق عبد رب النبى حافظ، بمنطقة بلبيس.وكان يوم 28 سبتمبر 1973 موعد القدر؛ حيث التقى عبدالعاطى المقدم "عبدالجابر أحمد على" قائد كتيبته- فى ذلك الوقت- حيث طلب منه أن يعود بعد إجازة 38 ساعة فقط، وبالفعل عاد فى أول أكتوبر إلى منطقة فايد، وكانت الأمور حينئذ قد تغيرت بالكامل وبدأت الأرض والجنود يستعدون لصدور الأوامر بالتحرك.

 

وجاء يوم 6 أكتوبر 1973 المرتقب، وبدأ الجيش يتقدم على مقربة من القناة بنحو 100 متر، وبعد الضربة الجوية الساحقة بدأت أرض المعركة تشتعل بصورة لم يصدق معها أحد أن الجنود المصريين قد عبروا الضفة الشرقية للقناة، وكان عبدالعاطى هو أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابى لخط بارليف.

 

ويوم 8 أكتوبر، وهو اليوم الذي كان يَعتبره البطل عبدالعاطى يومًا مجيدًا للواء 112 مشاة وللكتيبة 35 مقذوفات، وله هو على المستوى الشخصى، بدأ هذا الصباح بانطلاقة قوية للأمام؛ فى محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التي بدأت فى التحرك على بُعد 80 كيلومترًا باللواء 190 المصحوب بقوات ضاربة مدعومًا بغطاء من الطائرات.

 

رُغْمَ هذه الظروف الصعبة؛ فإن عبدالعاطى قام بإطلاق أول صاروخ والتحكم فيه بدقة شديدة حتى لا يصطدم بالجبل، ونجح فى إصابة الدبابة الأولى، ثم أطلق زميله "بيومى" قائد الطاقم المجاور صاروخًا فأصاب الدبابة المجاورة لها، وتابع هو وزميله بيومى الإصابة حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة ورصيد بيومى إلى 7 دبابات فى نصف ساعة، ومع تلك الخسائر الضخمة قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل وأعلى التبة، وبَعدها اختاره العميد عادل يسرى ضمن أفراد مركز قيادته فى الميدان، التي تكشف أكثر من 30 كيلومترًا أمامها.

 

وواصل البطل اصطياد دبابات العدو الصهيونى الواحدة تلو الأخرى حتى بلغ رصيده فى الحرب تدمير 23 دبابة و3 مجنزرات.

 

وبَعد رحلة من البطولة رحل البطل عن دنيانا يوم 24 رمضان 1422هـ/ 9 ديسمبر 2001م.

 

نقلًا عن الكتاب الذهبي

 

اقرأ أيضًا

إبراهيم الرفاعى.. رأس النمر

فؤاد ذكرى.. أسد البحار

شفيق متري.. 11 عامًا متواصلة علي الجبهة  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز