عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
وتتوالى الانتصارات

أسلحـــة جيـــش مصــــر

وتتوالى الانتصارات

بدأت خطوات تحديث جيش مصر وبحق فى أغسطس 2012، عندما صار اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية فريق أول وزير دفاع، والمراقب لأحوالنا العسكرية يعلم تمامًا أن الطفرة التي حدثت فى التسليح والتدريب وقبلهما بناء جديد لشخصية الضابط والجندى المصري، حيث إن أحداث يناير 2011 لم تكن عابرة؛ بل كان لها أثر لا يغتفر للنيل من الجيش والوطن، وعندما سُلّم الحكم للإخوان ورجع الجيش إلى ثكناته كما كان ينادى البعض الضال الذين نسوا أننا من طلبنا حماية الجيش وقلنا لهم «الجيش والشعب إيد واحدة».



 

لكن مع تضارب المصالح التي مزقت الوطن وخلقت احتقانًا واستقطابًا لم يحدث فى تاريخ مصر الحديث، عند ذلك أبى الجيش أن يترك الوطن والشعب من أجل قلة لا تعى ما تفعل وآخرين نبتهم خائن لا محال. وعندما انفض المولد وحصل الإخوان على مكسبهم الزائف فى حكم البلاد والعباد، كان أمام الجيش تضميد جروحه وأَخذْ نفس عميق لأنه خلال عام ونصف العام تعامل فيها وجهًا لوجه مع جماعة الحديد والنار وكان لديه يقين أن الشعب لن يقبلهم بعد أن يكشف وجههم الحقيقى الاستبدادى والديكتاتورى والفساد وبيع الأوطان، ومع أن الجيش لبى صوت صناديق الاقتراع وتعامل مع الإخوان برضاء عن تواجدهم، وقُدِّمت لرئيسهم التحية، ولكن كل منهم كان له مقصد آخر، بالنسبة للإخوان كان كل ما يهمهم هو الإطاحة بالمشير طنطاوى وبالتالى سيقال معه المجلس العسكرى وهذا ما حدث، أما الجيش فكان مقصده هو إعادة ترتيب بيته من الداخل والقضاء على النتوءات التي ظهرت بعد عام ونصف العام فى الشارع يحمى البلاد من الداخل والخارج. وعندما تم تعيين السيسي وزيرًا للدفاع من اليوم الأول بدأ فى تغيير الزى العسكرى وإعطاء أطول مدة تدريب فى الكليات العسكرية للطلاب الجدد، وفتح مخازن الجيش وأخرج التسليح المخزن وأدخل القديم المستخدم للصيانة، وبعدها عمل «فرش ميدان فى أحد مراكز تدريب المنطقة المركزية» ودعا مجموعات معبرة عن فئات الشعب المصري وقال للجميع هذا جيشكم بعد أن قام بالمهمة التي كلفتوه بها لمدة عام ونصف العام، ثم بدأ فى عمل ندوات تثقيفية تضم الجيش والشرطة معًا وأسَّس نوعًا من التناغم بينه وبين وزير الداخلية وقتذاك «أحمد جمال الدين» وكان يردد بأنهما جناحا الأمن للبلاد وشعبها. وتوالت التحديثات بالجيش بالتدريب وإضافة وتحديث الأسلحة فى حدود الاكتفاء الذاتى من الجيش ومشروعاته؛ حيث عرض الإخوان عليه «طائرات إف 16» تجميع تركيا فرفض السيسي وكانت نقطة الخلاف الجوهرية بينه وبين «خيرت الشاطر»، فى الوقت الذي ذهب فيه السيسي إلى روسيا وتعاقد على أسلحة، ما جعله مقدرًا عند ضابط محنك مثله هو «بوتين» فأهداه «سترة الجيش الروسى المميزة» لم يسأل السيسي من يحكم مصر، فكر فقط كيف يكون جيش مصر؟ وظل يعمل فى تطوير القوات بكل عزمه وعندما تظهر مشكلة يختلقها الإخوان يقوم بمداواتها وكان آخرها فى اليوم الأخير له كوزير دفاع عندما قابلنا داخل عربة مصفحة لنقل الجنود من إنتاج الهيئة العربية للتصنيع ليحميهم من شر الإرهاب الذي كان يصطادهم فى الطرقات عند ذهابهم وإيابهم من الإجازات، ويومها أيضا دشن أول فرقة للتدخل السريع للتعامل مع الإرهاب بصورة أسرع، وأيضا خصص فرقًا من القوات الخاصة لمحاربة الإرهاب حتى لا يزج بالجيش بالكامل فى حرب عصابات تستنزف قوته البشرية والتسليحية وهو ما كان يخطط له إخوان الإرهاب وأربابهم. وعندما جاء رئيسًا منتخبًا كان نصب عينيه دول الجوار المشتعلة حولنا والتي يستغل موقفها المغرضون والطامعون، وأن هذا تهديد مباشر لحدودنا قولًا واحدًا، كان التعاقد لشراء الأسلحة الحديثة جنبًا إلى جنب مع التدريب وتحديث وتطوير أساليبه، ومعها بناء منشآت وقواعد عسكرية على أحدث الأطرزة ومعدة تكنولوجيا بأحدث أساليب القيادة والسيطرة. ومن أهم مقومات بناء التسليح الحديث والتطوير زيادة واتساع القواعد العسكرية على طول الحدود المصرية وداخل المناطق العسكرية وكانت من أهم الإنشاءات قاعدة «برنيس» التي أُنشئت على مساحة 150 ألف فدان وهى على ساحل البحر الأحمر من القرب لحدودنا الجنوبية شرق مدينة أسوان، وكان قد سبقتها قاعدة محمد نجيب فى حدودنا الشمالية وتتوالى القواعد العسكرية الكبرى التي تطوق أراضينا وتحمينا شر الأعداء. وأهم ما أعجبنى هو مصطلح استخدمته القوات الجوية يتماشى ومهام المقاتلات الحديثة التي حصلت عليها مصر وهو أن «الرافال والميج 29» قامتا «بتنظيف سماء مصر» هذا المعنى الذي يعبر عن أجسام وطائرات من الممكن تكون أطلقت للاستكشاف أو التخابر أو الرصد والاستطلاع فى الجو ولا تراها إلا تلك المقاتلات لتحقق الحماية الجوية لإنزال الأفراد والمعدات أرض المعركة وهى تظلهم حتى تنتهى مهمتهم بسلام، وفى سمائنا تقابلت فرنسا مع روسيا فى سيمفونية التسليح الشرقى الغربى والتناغم الذي جمعتهما به مصر فى أداء المهمة للرافال التي لا يملكها فى المنطقة سوى نحن وقطر، ومع الميج 29 ذات المهام القتالية الجبارة والمحملة بالصواريخ والتي تؤدى نفس مهام ميج 35. ونزداد فخرًا عندما نرى الزعيم السيسي لأول مرة يكلل البحرية المصرية أقدم وأمهر البحريات العسكرية ليصير لها أسطولان بحريان أحدهما «جنوبى» والآخر «شمالى» ولينقلنا بالميسترال إلى مصاف بحرية المياه العميقة القادرة على الإبحار أطول مدة ممكنة وتعدينا بذلك مرحلة المياه الزرقاء التي كنا عليها من قبل. وننتظر بعد إضافة القواعد والتسليح الحديث الذي وصلنا فيه إلى مصاف الجيل الرابع منه وهو الأكثر حداثة والتدريب المتطور لجيشنا أن ينال ترتيبًا متقدمًا جدًا بين جيوش العالم، حيث اقترب من المرتبة السابعة على مستوى جيوش العالم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز