عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

زوجة بطل أكتوبر: الحصار أصاب زوجي بالفشل الكلوي ولم يندم على ما راح فداء للوطن

علم مصر
علم مصر

ويلات الحرب لا تعد ولا تحصى ولا يستطيع أحد محوها من ذكرى من عاشوها من أبطالنا حيث ما تأتي أية لحظة حتى يتذكروها ويقصوها على ذويهم ، وعندما تصلنا هذه الويلات ندرك كم دفع أبطالنا من روحهم ونفسهم كي يحيا الوطن ويخفق علمه في الأفق ولا ينكس أبدا. فقد صنعوا البطولة وجائوا بالنصر وأعادوا الأرض ليكون ما علينا سوى الحفاظ عليها حتى لا يكونوا تكبدوا العناء هدرا.



 

فتقول سامية عبدالشافي : زوجي كان ضابطا في الجيش المصري وحضر حرب 73 وقت الحصار والذي يعد أصعب الأوقات واشدها ألمًا حيث لا يوجد ماء ولا طعام ولا شئ يسمن من جوع وإذا وجد أحدهم تفاحة فعليهم تقسيمها لأربعين قطعة عدد الجنود الموجودين بالحصار وكان زوجي من يقسمها بيده لأربعين قطعة ولدرء العطش كانوا يضعون الزلط في فمهم ويقوموا بامتصاصه ليجري اللعاب في فمهم ويخفف من وطأة جفاف الحلق ولحل آخر يقومون بصنع حفر في الليل ويضعوا بها قطع من القماش حتى يتساقط عليها الندى ويقومون بامتصاص بللها.

 

كان زوجي مختص برسم خرائط لسلك الطريق في الصحراء وإذا بزميل قد ظنوه استشهد يدخل عليهم ويجلس وسطهم ويحكي عن الحرب هكذا كان الحال لا تعرف من حي ومن ميت خلال تلك الفترة.  

 

كان يقص كيف تم عبور القناة وكيف أن العناية الإلهية رافقتهم وجعلت النصر حليفهم لدرجة جعلتهم يشعرون أن الله جند من عنده جنود تزيدهم دفعة وقوة وجلبا للانتصار ما جعلهم لا يهابون الموت والاستشهاد فكلا كان يلقي بروحه وجسده للأمام غير آبه بوابل طلقات الرصاص أو المخاطر من حوله . كل الجيش المصري كان يد واحدة يحقق هدف واحد ويسعى لإعلاء النصر رافق زوجي من ويلات الحرب فشل كلوي إثر الجفاف وقلة المياه وقت الحصار هو وعدد من زملائه مما دفعه لعمل غسيل كلوي لمدة 15 عاماً لكنه لم يندم يوما على ما راح فداء للوطن وعودة الأرض التي تمثل العرض.

 

حصل زوجي على عدد من شهادات التقدير نظير بلاءه الحسن من الدرجة الأولى بتوقيع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك .

 

كان زوجي رجلًا عظيمًا وإذا كان امتد به العمر لارتقى أعلى المناصب بحسن خلقه وعمله ولباقة حديثه وحسن تقلده للمنصب كما أنه كان محبوبا من كل من حوله كان ونعم الرجال التي ترتسم البطولة والبسالة على وجوههم كان معطاء محبا لوطنه وبلده وجيشه وكان يتمنى الجود بالمزيد لكن حال مرضه دون ذلك ولم يستطع سلك الطريق الذي خطه لا يسعني الكون دون وجوده فقد فرقنا الموت عام 2000 وذهب لخالقه بطلاً جسورًا لم يهب شيئا ولم يعز على وطنه وأرضه حتى صحته تغمده الله برحمته .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز