عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

لواء. د. محمد نور الدين يروى ذكرياته مع تحرير موقعة كبريت

اللواء محمد نور الدين
اللواء محمد نور الدين

رغم مرور ٤٧ عاماً علي حرب أكتوبر إلا أنه ستظل نقطة فاصلة في التاريخ حيث سطروا أبطالها بأيديهم العديد من قصص النجاح التي مازالت حتي الآن بها الكثير من المفاجآت من تلك الابطال البطل السكندري دكتور لواء محمد نور الدين أحد ابطال معركة كبريت  البواسل والذي يعمل حاليا مستشارا دوليا بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.



 

حصل اللواء دكتور محمد نور الدين الذي كان وقتها ملازم أول احتياطي من الرئيس الراحل محمد أنور السادات علي نوط الشجاعة العسكرية من الطبقة الأولى تقديرا لما قام من عمل يتصف بالشجاعة في الميدان في فبراير عام 1974،

كما حصل علي تكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسي كبطل من ابطال حرب اكتوبرالمجيد، يقول البطل اللواء دكتور محمد نور الدين لــ”بوابة روزاليوسف”: كنت قد انضممت كملازم أول احتياطي في العشرينيات من العمر إلى كتيبة اللواء 130 مشاة أسطول، حيث كانت هي الكتيبة الوحيدة  المشاة في الأسطول المصري ويعد سلاح بر مائي وكل المنضمين إليه من سلاح الصاعقة أو من أسلحة مختلفة ولكنهم يتلقوا تدريبات الصاعقة.

وحوصرت  كتيبته لمدة 134 يوما بنقطة الكبريت والتي شهدت أقوى المعارك العسكرية بين الجيش المصري وجيش العدو الإسرائيلي حيث كانت النقطة الباقية التي تؤكد بها جلاء العدو الكامل عن سيناء.

وأضاف دكتور نور الدين: رغم مرور ٤٧عاما إلا أن أصوات القنابل والدافع ودور الطائرات مازالت اسمعه حينما اتحدث عن معركة اكتوبر المجيدة، حيث كانت مهام هذا اللواء المنقسم إلى كتبيتين الأولي الكتيبة  603 والكتيبة   الثانية 602 وعددهما 2000 مقاتل، مهمتهما هي الوصول إلى ممري دجلة والجدى عبر المدرعات البرمائية لصد احتياطيات العدو بعد عبور خط برليف، حتي يتعرقل ويتعطل الجيش الإسرائيلي الذي يتمركز وراء ممرين ولكسب الوقت حيث إنشاء كباري عسكرية في 6 ساعات.

ويسترسل  البطل في الحديث قائلا:  تمكنت الكتيبتان اللتي كونهما الفريق سعد الدين الشاذلي من تأدية المهمة بنجاح من عند الله ثم بفضل  التديب الدائم والمكثف حتي موعد انطلاق الحرب في الساعة الثانية ظهرًا من السادس من أكتوبر، لنهدم حصون العدو الإسرائيلي بهجوم مفاجئ.

وبعد انتهاء المهمة التي كلفنا بها وعبرنا الممرات وتم إنشاء الكباري العسكرية،  تلقينا تعليمات بأن يوجد نقطة للعدو عند منطقة كبريت لم يتم ضربها؛ واتجهنا على الفور وبعد معركة طاحونة نجحنا في محاصرتها وتم الاستيلاء عليها ورفعنا علم مصر عليها،ونجحنا في أسر العشرات و وتمركزنا في النقطة يوم 8 أكتوبر".

وأضاف : يوم 17 أكتوبر فوجئت الكتيبة بطيران العدو الإسرائيلي يقصف النقطة بكثافة وشدة في الليل والنهار كانت تحاول دبابات العدو اقتحام النقطة، ولكن تمكن الجنود المصريين من صد الهجمات بقوة باستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وظل الهجوم على النقطة مستمرًا لأيام وبدأ يرصد المقاتلين الخسائر وأعداد الجرحى والشهداء خلال المعركة ، حتى بدأت محادثات الكيلو 101 التي كان يقودها المشير الجمسي، وبعدها تم محاصرة الكتيبة من كل جهة بعد وقوع الثغرة، ودخول جيش العدو الإسرائيلي إلى السويس، ولم تكن الكتيبة قادرة على التواصل مع الجيش الثالث بعد ضرب أجهزة اللاسلكي، ولكن كان يوجد خط واحد للتواصل مع قائد الكتيبة المقدم الشهيد ابراهيم عبد التواب، وفي تلك الأوقات الصعبة بدأت المحادثات مع العدو الإسرائيلي الذي طلب من قيادة الجيش المصري بتسليم المقاتلين المحاصرين بنقطة كبريت أسلحتهم حتى يتم فك الحصار، وعلى الفور تواصل الفريق الجمسي مع الرئيس السادات الذي أبلغه بإعادة رجاله بأي طريقة دون تعرضهم لأي أضرار.

وأكد نور الدين أن قرار الكتيبة اذهل العدو حيث رفضوا تسليم السلاح وترك المجندين والشهداء، حتى تمكنت إحدى دوريات الكتيبة المكونة من فردين، من الوصول إلى الجيش الثالث ومقابلة المشير أحمد بدوي قائد الفرقة السابعة، وطلبوا منه إخلاء المصابين الذين كان عددهم 42 جريحا، وحين عادت الدورية تسلم قائدها جهاز لاسلكي للتواصل من القيادات العسكرية، وتم تجهيز دورية لتسلم الجرحى كان من ضمنها الملازم نور الدين لتسليمهم للجيش الثالث، وفي طريق العودة دمر طيران العدو الإسرائيلي الطريق البري الوحيد الذي يربط بين الكتيبة والجيش الثالث، مشيراً إلي أن الجنود المصريين هم من قاموا بعمل زوارق لتربطه بالجيش الثالث.

وكان المطلب الأساسي هو الذخيرة وليس الطعام، رغم صومهم في رمضان إلا أنهم كان همهم القتال، وأن من أصعب اللحظات التي مرت على الكتيبة هي نفاد المياه وعدم وجود أي وسيلة للشرب، حتى جاءت له فكرة تقطير مياه البحر التي تدرس الآن في كافة الكليات العسكرية بالعالم، حيث كانت تعد أول ماكينة لتقطير المياه في تاريخ الحروب صنعها المصريون وقتها.

ويضيف نور الدين: ، بعد انتهاء الحصار ووصول الجيش المصري بقيادة الفريق محمد بدوي، تم إجلاء الكتيبة تمهيدًا إلى عودتها إلى مقرها الأساسي بالإسكندرية، ولا أنسي وقت سيرهم بالسويس أطلق المجندين طلقات نارية تحية لصمود الكتيبة أثناء المعركة الصعبة، وقد استقبل الشعب الكتيبة في مدينة الإسكندرية بالاحتفالات و بالهتاف، وتم حملهم على الأعناق.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز