عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

عندما علمنا بساعة الصفر هتفنا بفم واحد: الله أكبر

من كل بقاع الوطن اجتمعوا على النصر.. الدعم الإلهي شكل لنا السحب بشكل دبابات ومدافع

انتصارات اكتوبر
انتصارات اكتوبر

من كل بقاع مصر اجتمعوا على كلمة النصر، لردع العدو واسترداد الأرض الطاهرة بكل قطرة دماء طاهرة وقلوب يملؤها حب الوطن.  فكان عبد الحميد كمال عضو مجلس النواب عن السويس قد خاض معركة 73 وحصل على شهادة تقدير بلاء حسن أثناء المعركة، ويحكي لبوابة روزاليوسف عن يومياته بتلك الأيام، أنه كان في موقع شرق كوبري الفردان.



 

ووقتها عمري كان 20 عاما وكنت جندي مجند وعندما التحقت بالحرب أصبحت عريف وكنت في الموجة الأولى للعبور مع أول معدية لكبري الفردان الذي أنشأئه سلاح المهندسين. 

 

وفي الوثبة الثانية قمنا بمواجهة العدو في معركة شرسة استشهد خلالها جنديين من الجنود المصرية أذكر أن أسمائهما عبد الرحمن وعبدالكريم وتم دفنهما أثناء العمليات الحربية بسيناء. 

 

وكانت الحياة أثناء الحرب بها روح معنوية عالية حيث أننا دائما على أهبة الاستعداد وفي أمس الحاجة لخوض المعركة بحالة من الاشتياق الشديد وخلال ذلك الوقت كنا نقوم بعمليات محاكاة دائما ومناورات على قناة الاسماعيلية شبيهه لقناة السويس في تكتم شديد بعيدا عن العدو.

 

وكنا نشعر بأن هناك دعما إلهيا حيث في حالات الهدوء وبالنظر للسحب نجدها مشكلة على هيئة دبابات ومدافع وعند سقوط اي شهيد بينننا كنا نوقن من داخلنا بأنه شهيد وكان ذلك يشجعنا على الاشتباك بالمعركة ونيل الشهادة فحقاً إن ارض سيناء مخصبة بدم الشهداء الأطهار فلن ننسى ابدا أيام المعركة ولن ننسى البطل العظيم عبدالعاطي الذي قام بتدمير أكثر من 13 دبابة فكان عبدالعاطي زميل لي في المطقة المجاورة.

 

واتذكر كيف تحولت أجسام زملائي إلى أشلاء ونحن نقم بدفنها فكل زملائي كانوا يتمتعوا بروح عالية سامية وكل منا يفضل الآخر على نفسه وعند سماعنا بخبر بدأ المعركة هتف الجميع بفم واحد الله أكبر وفرحة عارمة هزت أرجاء سيناء ودكت الحصون في ساعة الصفر.

 

وبعيون تفيض منها الدموع اتذكر تلك الايام العظيمة فقد خرجنا من الحرب طاهرين متطهرين من كل ذنب لا فرق بين جندي وضابط لا وجود لرتب أو طبقات فكلنا متكاتفين مصطفين يشد عضدنا بعضه بعضا في مواجهة العدو الغاشم وحقا صدقت الأشعار الجميلة التي أشارت للجيش المصري بأنهم عساكر مصرية ابناء الفلاحين والعاملين أبناء الأرض الطاهرة فكنا حقا لا فرق بيننا كلنا واحد.

 

وعشنا حرب نفسية بسبب ادعاء العدو بأنه الجيش الذي لا يقهر ولكنها لم تنل من عزيمتنا وجهدنا وعند مجئ وقت الإجازات كنا نتسابق على مفاضلة بعضنا على بعض في استحقاق أخذ الإجازة فصاحب الأسرة والأبناء أولا ثم المتزوج وهكذا.

 

وسيظل حرب أكتوبر إلى أبد الآبدين من أعظم ما مرة على التاريخ فلولا بسالة الجيش بقياداته وجنوده ما كانت مصر خارج براثن العدو الآن فالمشهد الذي قدمه الجيش الثاني الميداني شرق الفردان والذي أنا ضمنه قدم عشرات البطولات لا ينساها التاريخ فصورة إعلان النصر التي تداولتها وكالات الأنباء بنزول العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري محفورة بقلبي.

 

وقد تسعني الأحداث بطلب رعاية للأبطال الذين خاضوا الحرب المجيدة بالحصول على رعاية صحية بالمستشفيات العسكرية خاصة وأننا لم نعد كثيرين بمصر، كما أطالب بعمل متحف بالسويس بخلد ذكرى المقاومة فلولا المقاومة الشعبية كان من الممكن أن نكون مثل الجولان المحتلة لكن أبناء السويس خرجوا للدفاع عن أرضهم دون التزحزح خطوة للوراء فلقد قمت بعمل متحف مصغر بالفعل ولكني اتمنى ان يكون هناك متحف كبير يعظم أجر المقاومين المدافعين المحبين لذرات تراب أرضهم ووطنهم . عندما أتذكر ملحمة أكتوبر يغص في صدري ويوغره الأعداء المتكالبين الآن على إسقاط الوطن وتدميره غير آبهين بكم دفع أبناءه كي يعلو ويسمو على مر الزمان خفاقا علمه رغم أنف أعدائه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز