عاجل
الثلاثاء 29 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي
سلاحنا بأيدينا.. وأبطال أكتوبر أمام عيوننا

سلاحنا بأيدينا.. وأبطال أكتوبر أمام عيوننا

سنوات مرت على نصر أكتوبر المجيد، في معركة ١٩٧٣، حققنا السلام وعقدنا اتفاقية مع العدو، بعد أن حررنا أرضنا، لم نحصل على السلام بالتليفون، أو وقعنا اتفاقية بعد جلسة شاي، بل وقعنا اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد معركة خضناها بالحديد والنار والدم، أرواح زكية من خيرة شباب مصر، ضحت بدمائها لكي تكلل تيجان العزة والكرامة روؤسنا جيلًا بعد جيل، ولن ينسى جيلنا الذي لم يشهد الحرب هذه التضحيات، ولن ننساها وسنعلمها لأولادنا وللأجيال القادمة، سنحفرها في وجداننا ونربي عليها أطفالنا.



 

نصر أكتوبر، سيظل علامة فارقه في وجدان الأمة المصرية والعربية، شاء من شاء وأبى من أبى، ولولا الحرب لم نكن نعيش في سلام، أبطال وقادة وأبطال نصر أكتوبر، الذين يستحقون كل لحظة الاحتفاء والاحتفال بهم في ذاكرتنا وذاكرة الأمة، يجب ألا نكتفي بأن نتذكرهم في يوم إجازة 6 أكتوبر، بل يجب أن تخلد أسماؤهم وصورهم لترسم جداريات ضخمة في الميادين الرئيسية في المحافظات، وفي المدن الجديدة، التي يتم إنشاؤها بشخوصهم، لنؤكد أن نصر أكتوبر ليس ذكرى فقط، ولكنه منهج حياة للمصريين يجب أن يتخذوه طوال حياتهم جيلًا بعد جيل، جيل رفض الهزيمة والاستسلام، فقاتل بعد أن خطط بالعلم، وكافح بالعرق، وضحى بالدم حتى حقق النصر.

 

أثق في الدولة المصرية، والرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي في عهده تم إنشاء أول مركز للقيادة والتحكم والسيطرة للجيش في قلب سيناء، تحت سطح الأرض بـ٢٧ مترًا لأول مرة منذ حرب ٧٣ وبعد اتفاقية السلام ١٩٧٩، بالإضافة لحركة التحديث الضخمة والمتطورة، التي قام بها في كل أفرع الجيش المصري وقواعده العسكرية، خلال ست سنوات منذ توليه الحكم، والتي تستحق مقالات لكي نكتب عنها.

أثق أن الرئيس السيسي يضع أمام عينيهأبطال نصر أكتوبر المجيد وقادته قدوة، ويجب أن يستمروا كقدوة لشباب مصر تُخلد ذكراهم وصورهم وأسماؤهم في المدن الجديدة بجداريات ضخمة تنحت بإتقان تصور ملحمة الحرب العظيمة، التي خضناها مهما تكلف ذلك من مال، فالبطولات تستحق والأبطال يستحقون التكريم، فلا يكفي أن ترسم الصور وتسجل الأسماء ليراها طلاب الكليات والمعاهد العسكرية، أو تظل موجودة في المتحف الحربي فقط أو داخل جدران بانوراما حرب أكتوبر، ولكن شعب مصر وأبناءها يستحقون أن يفتخروا ببطولات أجدادهم؛ لتكون لهم نبراسًا يضيء لهم الدرب، وتكون ناقوسًا يدق دومًا بأنه دون كفاح وعلم وتخطيط واستعداد دومًا بالقوة اللازمة ستلحقنا كأمة الهزيمة.

 

مدن كثيرة خلّدت أسماءها انتصارات أكتوبر مثل مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان والعبور وبدر، هذه المدن تحتاج ميادينها لإعادة تخطيط وصياغة فنية لتنبض بروح أكتوبر من جديد، فلا يكفي أن نضع نافورة في وسط الميادين، أو لوحات صامتة ليس لها معنى وأشكال جامدة في الميادين لا تجسد روح المدن، لدينا في مصر فنانون وأساتذة للفنون الجميلة، والنحت، مبدعون، يمكن الاستعانة بهم في مشروع وطني ضخم يجب تدشينه الآن، فنصر أكتوبر وأبطاله يستحقون، والدولة تستطيع أن توفر التمويل لذلك بسهولة، أو من خلال الشركات الوطنية ورجال الأعمال القادرين.

 

نصر أكتوبر يمر كل عام.. كل عام وأنتم بخير، ومصر وجيشها وشعبها وقادتها وجنودها البواسل المرابطون في كل مكان بأرض الوطن بخير، وفي عزة وفي نصر، تمر الذكرى ولا ننسى ولن ننسى ما حدث، ونؤكد أن مصر التي تضع الخطوط الحمراء لمن يفكر المساس بحدودها لن تسمح بتكرار ما حدث في ١٩٦٧ فأسلحتنا بأيدينا ورصاصات النصر بجيوبنا، إذا ما دعت الحاجة سنوجهها لقلوب أي عدو يحاول النيل من وطننا، مؤمنين بالله صادقين العهد بالله للوطن جيلًا بعد جيل، وأيدينا تعمر في كل ربوع مصر، عازمين على تحقيق التنمية لأرضنا، التي تحررت محافظين على ثرواتنا ومقدراتنا نصون حدودنا وبحارنا، مؤكدين فعلًا وقولًا شعار وهتاف جنود حرب أكتوبر “الله أكبر”، “تحيا مصر”.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز