أسطورة الشافعي الخالدة.. ومحمد صفوت سائر على درب العظماء
ميار شريف "ختامها مسك".. رحلة التنس المصري من المحلية إلى العالمية
أحمد فتحي
سطع نجم الرياضة المصرية من جديد، بعدما خطت ميار شريف نجمة الأهلي ومنتخب مصر للتنس، إنجازًا جديدًا، بتأهلها للدور الرئيسي، لبطولة رولان جاروس، إحدى البطولات الأربع الكبرى على مستوى اللعبة.
وبرغم خسارة ميار شريف للقاء الذي جمعها بنظيرتها التشيكية كارولينا بلسكوفا، المُصنفة الرابعة عالميًا، والثانية على البطولة، بنتيجة مجموعتين مقابل مجموعة واحدة، في واحدة من المباريات الماراثونية لبطولة اللعبة الصفراء الأشهر، إلا أن ذلك لم يمنع وسائل الإعلام العربية والعالمية المُتخصصة، من الإشادة بمستوى نجمة الفراعنة الصاعدة.
قدمت ميار شريف مستويات مُبشرة على مدار مسيرتها، بشكل يُنبئ بمولد موهبة جديدة، يستعيد بها التنس المصري صولاته السابقة، بعد سنوات طويلة من الابتعاد عن الأضواء والمحافل الدولية، لتنضم إلى عدد محدود من اللاعبين، الذين نجحوا في كتابة أسمائهم بحروف من نور، ضمن عظماء الرياضة المصرية، الذين نجحوا في الوصول بها إلى العالمية.
التنس المصري.. خمسون عامًا من الصعود والهبوط
بدأت رحلة التنس المصري بتألق لافت وحضور طاغي للأسطورة إسماعيل الشافعي، أول لاعب مصري-عربي يحترف خارج حدود القطر.
بدأ إسماعيل الشافعي مسيرته الاحترافية قبل ستين عامًا مضت، ليقدم أفضل مستوياته على الإطلاق خلال حقبة "السبعينيات".
توج أسطورة التنس المصري إسماعيل الشافعي مسيرته، بالتواجد ضمن قائمة ترتيب أفضل 40 لاعبًا على مستوى العالم، بعد وصوله للمركز السادس والثلاثون عام 1975.
سجل إسماعيل الشافعي أفضل نقاط التنس المصري المُضيئة على مدار تاريخ اللعبة، بالتغلب على نظيره السويدي "بيورن بورغ"، أحد أفضل أساطير اللعبة، خلال المواجهة التي جمعتهما سويًا، ضمن جولات الدور الثالث، لبطولة ويمبلدون 1974، مُحققًا كبرى مفاجآت اللعبة في ذلك التوقيت، وهو الانتصار الذي كان مسار حديث وسائل الإعلام العالمية حينها.
تميز أسطورة التنس المصري الأسبق إسماعيل الشافعي، خلال لقاءات التنس الزوجي، مُحققًا عدة ألقاب ازدان بها اسمه، مؤكدًا تفوقه كأحد أساطير اللعبة الصفراء.
وفي ثمانينيات القرن الماضي، اتخذ الأسطورة إسماعيل الشافعي، ورئيس الاتحاد المصري للتنس حاليًا، قراره بالاعتزال عام 1983، بعد مشوار حافل مع اللعبة، استمرت قرابة الخمسة عشر عامًا.
رولان جاروس.. محمد صفوت وضربة البداية
بعد سنوات من الابتعاد عن الأضواء، عاد التنس المصري مجددًا للازدهار، بمضرب اللاعب محمد صفوت المصنف 172 عالميًا والأول عربيًا، والذي أضاف لرصيد اللعبة المزيد من الانجازات، على المستوى الشخصي والدولي، بعد تأهله للدور الرئيسي، من بطولة أستراليا المفتوحة، إحدى البطولات الأربعة الكبرى "جراند سلام"، ليُعادل إنجاز إسماعيل الشافعي، بطل مصر السابق، ورئيس الاتحاد المصري، الذي تحقق عام 1978.
فرض محمد صفوت نفسه على اللعبة الصفراء، بعد تألقه اللافت عبر منافساتها المُختلفة، بعد التأهل للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو 2020"، كأول لاعب مصري يدافع عن ألوان الفراعنة بالمنافسات الأولمبية، والتي جاءت بعد تتويجه بذهبية الفردي، بدورة الألعاب الإفريقية الأخيرة بالمغرب.
برز اسم محمد صفوت بعد انجازه الشخصي، بالتأهل لمنافسات بطولة رولان جاروس 2018، كأول لاعب مصري يحقق هذا الإنجاز، علاوة على وصوله لنهائي بطولة تشالنجر لرابطة محترفي التنس عام 2019.
ختامها مسك
وامتدت مسيرة النجاح المصري مع التنس، وسارت ميار شريف على نهج العظماء، بعد تأهلها للدور الرئيسي لبطولة رولان جاروس، مما يؤكد أن اللعبة عادت لمسارها الصحيح، وأن مسؤوليها وعلى رأسهم الأسطورة إسماعيل الشافعي، نجحوا في إحيائها مرة أخرى، بفضل تعليمات القيادة السياسية، والتي وضعت ملف الرياضة على رأس أولوياتها، ضمن خطة الرئيس الطموحة للارتقاء بمصر والمصريين.