عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
  «الجزيرة» والربيع العربى فى قطر «1»

  «الجزيرة» والربيع العربى فى قطر «1»

 تستعد قناة «الجزيرة»، بل إنها على مشارف الإعلان عن ثورة رهيبة تدك النظام القطرى إلى غير  رجعة، هذه معلومة تحليلية تتأكد مصداقيتها من خلال مسيرة تلك القناة التي بدأت بثها فى العشر الأواخر من القرن العشرين (1990) معلنة عن شكل جديد لأداة من أهم أدوات الحرب النفسية، لأنها عملت على الكل وليس شريحة فقط، قناة دخلت كل البيوت العربية كبداية لشكل عشقه العرب وصدقه، لكن كان عبر مجموعة المثقفين وهما «CNN - BBC» تلك الإذاعات والقنوات التي كانت تقول حقائق لم يقدر الإعلام العربى على البوح بها من الخمسينيات وحتى بداية التسعينيات عندما حلت الجزيرة محلها لتصل لكل شرائح المجتمع العربى بذريعة حرية الرأى والوصول إلى المجهول حتى لو إرهابى فى الكهوف والرأى الآخر  ورسائل عسكرية وسياسية فى المقام الأول حتى عام 2005 وهو العام الذي بدأت المخابرات الأمريكية التي ترعى القناة تغير استراتيجيتها فى المنطقة العربية تمهيدا لحكم المتأسلمين وعلى رأسهم (الإخوان).



 

 ويمكننا تقسيم مراحل (الجزيرة) إلى ثلاث حتى الآن، وأن الرابعة التي يعد لها العدة مع الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس ترامب إذا جاء به الصندوق الانتخابى الأمريكي، ولأول مرة يمكننا القول بأن المنطقة العربية ستكون مؤثرة فى القرار الانتخابى لدي جماعات الضغط هناك وأهمها اللوبي اليهودى، وفى الوقت الذي ينظر  الشارع العربى للاتفاقيات بين دول الخليج وإسرائيل على أنها هرولة غير محمودة العواقب، إلا أن الشواهد تقول إنه  تشكيل (لوبى خليجى عربى جديد) يضاف إلى اللوبيات التي تناطح على السطح الأمريكى فى رسم السياسة العالمية، خاصة بعد أن انتهت فاعلية رأس المال الخليجى كأداة ضغط كما كان فى الثمانينيات، لأنه منذ حرب الخليج وتفكيك الاتحاد السوفيتى فى بداية التسعينيات، تلاشى هذا الضغط لأن أمريكا وأوروبا حصلت على البديل وهو التواجد على الأراضى العربية والتحكم فى نصيبها الذي حددته لنفسها من ثروة تلك الدول، إذن يجب أن يكون هناك البديل الذي يقول نحن كعرب موجودون ومؤثرون، ومن هنا صار مطلب إحلال السلام بالسلام رهينة فى يد العرب وليس العكس (هل ينكر أحد أن فى مقدور العرب الانقضاض على شروط السلام إذا ما استباحتها إسرائيل أو تجاوزتها)، ولا يقل لى أحد أنه الهوان العربى وكثير من الأقاويل التي سيعرف من يرددها أنها مجرد أبواق لذى مصالح معينة وها هم العرب يخرجون من صندوق اللاحرب واللاسلم، وقبلهم جمود القضية الفلسطينية التي يقتات الكل بوجودها وأهالى فلسطين يعانون الأمرين فى كل شىء، انتظروا النتائج.

     اللوبى الخليجى العربى الذي منح «ترامب» فرصة عمره ليحوز القبول لدى أقوى وأعتى لوبى يهودى أمريكى،  قدم ورقة تحريك للوضع الفلسطينى ووضعوا شروطا أخرى مهمة تتضمن «وقف أداة الحرب النفسية ضد الشارع العربى وتأليبه على حكامه بالزور والبهتان، وإيجاد نظام قطري جديد يمكنه التعامل مع منطقته وجيرانه بكل احترام ولا مكان للمؤامرات والوقيعة مدفوعة الأجر، والأمر الهام هو وقف نشاط الإخوان الدعائى والإعلامى ضد البلدان العربية من على الأراضى القطرية وعبر الشاشة الجزيرية» ولأن المخابرات الأمريكية هى المسيرة لتلك القناة بالفلوس القطرية، فإنها سوف تتحكم سريعا فى مسار القناة ورأس المال الممول لها وترحيل الإخوان لمحاكمتهم ببلدانهم، هذا ما سيحدث وقريبا جدا بعد انتخابات «ترامب».

    هذا ليس كلاما مرسلا، بل تحليل مبنى على معلومات وشواهد تتبعنا فيها مراحل سير الجزيرة والسياسة الأمريكية تجاه منطقتنا العربية، وعندما نعقد اتفاقيات فإنها مشروطة لخدمة الوطن والقضية المفصلية وإنعاش الاقتصاد الفلسطينى وركن كل الساسة هناك أصحاب المصالح والأجندات، ولذلك فهم يصيحون على ما سيؤول لوضعهم، وستكون «الجزيرة» هى البداية فى المسار الجديد مثل ما كانت عندما قلبت موازين الشارع العربى بالالتفاف حولها  وحازت القبول والإعجاب عنده بعد أن تم تدريب كوادرها النواة بكل حرفية وعناية من ملامح الوجه وتأثيره وطريقة الملبس المهندم ذات الماركات العالمية ليصير مقدمو برامجها نموذجا للإتقان فى كل شىء مخارج نطق الكلمات كله محسوب وعلى أعلى درجة من التدريب هذا الشكل الإبهارى تم من خلاله إدارة «حروب شاملة» بمعنى الكلمة، ومع حلول عام 99 بدأت بعض الدول العربية تتيقن للدور الجهنمى للجزيرة والبروفيل النفسى الذي تم الاعتماد عليه للوصول إلى الشارع العربى ومن أول الدول التي رصدت هذا وأخذت معه إجراءات «مصر - الكويت - السعودية - الأردن» وتبعتها بعد ذلك المغرب عندما طالبت بإلغاء بث حلقة برنامج الاتجاه المعاكس فى نفس العام، وهو ما يمكننا إرجاع سببه الأساسي إلى اتباع قناة الجزيرة وقتذاك لسياسات ذات ملامح خاصة تختلف عن السياسات الإعلامية بالمنطقة وتعطى دلالات بأنها على وعى وفهم دقيق لمقومات مخاطبة الجماهير والتأثير فى أفكارهم وآرائهم، ومن ثم تحقيق الدعم النفسي والإعلامى للقوات والتوجهات السياسية التي نشأت من أجلها.

    هذا يؤكد على أنها إعلام  باتجاهات قوى عالمية ذات أهداف محددة تتطلب المجابهة بنفس الأسلوب من ناحية، وأخري تكون فى شكل ضغوط للتأثير على الدول ذات الاتجاهات التي تبث بواسطة القناة...  «يتبع»  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز