معهد الاستزراع السمكي بجامعة القناة.. قلعة علمية لإنتاج زريعة الأسماك

أكد أ.د محمد التابعي، عميد معهد الاستزراع السمكي بجامعة قناة السويس، عن أهداف المعهد الأساسية التي تتمثل في إجراء الأبحاث والدراسات العلمية وإنتاج زريعة متميزة للمزارع السمكية التابعة لهيئة قناة السويس بالتعاون مع الثروة السمكية.

ويقول عميد معهد الإستزراع السمكي: انه وبناءا علي توجيهات الدولة، واهتمامها بالثروة السمكية بوجه عام والمزارع السمكية بوجه خاص، وعليه أصدر قرارا من وزارة التعليم العالي بإنشاء معهد الاستزراع السمكي بجامعة قناة السويس محافظة الإسماعيلية 2013، والخاص بالدراسات العليا والأبحاث في 5 مجالات "أقسام المعهد" وهم"قسم المفروغات، مكافحة أمراض الأسماك، قسم البايتكنولوجي في مجال الأسماك، تكنولوجيا المصايد، وأخيرا قسم تغذية الأسماك"،والمقصود بالأسماك هنا هي الأسماك البحرية التي في المياه المالحة، وبناءا عليه تم إنشاء المعهد لتوصيل المياه المالحة بالمجري الملاحي لقناة السويس، من خلال "أنابيب "مؤكدا على أنه تم الانتهاء من نسبة 90% من توصيل المياه، ومن المنتظر توصيل المياه في الأنبوب خلال عام 2021، وبالتالي يتمكن معهد الاستزراع السمكي من تأدية مهامه لزراعة وإنتاج الأسماك.

ولم يتسبب عدم وصول المياه إلى المعهد حتى الآن، في وجود عائق فعلي يحول دون أداء المعهد لمهامه الأساسية، فقد أستمر المعهد في إنتاج الأبحاث الخاصة بأسماك المياه العذبة، إلى أن تصل المياه المالحة، فيقوم المعهد بتجهيز سيارات تانك كبيرة الحجم، محملة بالمياه المالحة، يستطيع من خلالها الباحثين إجراء بحوثهم الخاصة بالزريعة السمكية، ولكنهم في انتظار توصيل المياه المالحة للعمل في مجال "إنتاج الأسماك".

واكد ا. د محمد التابعي عميد معهد الاستزراع السمكي  بجامعة قناة السويس، علي نجاح التجربة التي قام بتطبيقها علي بعض الأنواع الشائعة من الأسماك، والتي تعيش في المياه المالحة ، فعلي سبيل المثال "اسماك البلطي" والتي لا تستطيع أن تحيا في هذه البيئة وهذه الدرجة المرتفعة من ملوحة الأرض، وعليه قمنا بإجراء الأبحاث والدراسات العلمية، لتوفير زريعة " نفس النوع " من الأسماك، ولكن ذات فصيل آخر كـ"البلطي الأحمر " مزيج بين البلطي المعروف وآخر من البلطي الموزمبيقي أو الكاليفورنيا أو بلطي فلوريدا"، وهي من الأنواع التي تستطيع تحمل درجة الملوحة المتواجدة في طبيعة المياه ،عنه مع  اسماك البلطي العادي ،فالهدف من الأبحاث التي تجري داخل المعهد البحث  في المشاكل البيئية وإجراء الدراسات البحثية للوصول بها إلي حل تلك المشكلات البيئية، فضلا عن الدراسات والأبحاث التي تجري للوصول إلي العلاج الأمثل ،للأمراض المنتشرة بين الزريعة  والأسماك.

مضيفا إلى ذلك استحداث العديد من الأصناف والأنواع الجديدة من الأسماك، غير الموجودة في المزارع المصرية وبالتالي مد المزارع السمكية التابعة لهيئة قناة السويس، بأنواع جديدة من الأسماك المستحدثة، ومن خلال ذلك يستطيع أصحاب المزارع السمكية تربية تلك الأنواع المستحدثة، مع تدريبهم على كيفية الطرق المناسبة لتربية تلك الأنواع ورعايتها.

وذلك من خلال الدورات التدريبية التي يقوم بها معهد الاستزراع السمكي لأصحاب المزارع السمكية والعاملين بمزارع هيئة قناة السويس، وتربية أنواع" البلطي الأحمر إحدى السلالات النيلية في موزمبيق -وكاليفورنيا، وأسماك "بنجاسيوس" والتي يتم من خلال السمكة الواحدة بها عملية تفريغ اقتصادي، للحصول علي أكبر عدد من بيض الأسماك وهو ما يحتاج حقن ومعاملة معينة، فنحن الآن في مرحلة الإعداد والدراسة البحثية لهذا النوع من الأسماك داخل المعهد. أما عن احتياجات "سوق العمل " فيقول د. التابعي: توفر المزارع السمكية أكثر من 80% من  الاستهلاك  والاحتياج من البروتين ، عقب توجهات الدولة للاهتمام بالثروة السمكية ،والعمل علي إنشاء العديد من المشروعات القومية العملاقة ،"بركة غليون "فضلا عن مشروع "150  فدان "ومشروع الاستزراع السمكي الضخم التابع لهيئة قناة السويس ، وعليه يتطلب سوق العمل في هذه المشروعات مهن " صيادين عمالة مدربة ومهندسين إنتاج، أطباء بيطرين ، مدربين علي أعلي مستوي، للعمل في هذه المشروعات وهو ما يقوم به المعهد في أعداد وتدريب تلك العناصر والمهن  للعمل في مشروعات الاستزراع السمكي، كل هذا مما يؤكد أهمية مجال الاستزراع السمكي  وضرورته في سد احتياجات سوق العمل" ومن هنا جاءت أهمية معهد الاستزراع السمكي بجامعة قناة السويس خاصة في الفترة القادمة . أشار  الي الاختلاف الكبير في تربية الأسماك وغيرها فقد تتأثر الأسماك باقل الأشياء في أسلوب التربية والتغذية فيظهر اثر ذلك بصورة واضحة وسريعة علي الأسماك وصحتهم العامة ومذاقهم، ويشارك المعهد مع الجانب الصيني من خلال توقيع بروتوكول تعاون مع عدد 4 جهات بحثية في الصين ، ودراسة سبل التعاون فيما بيننا لعمل دورات تدريبية لما هو حديث في مجال الاستزراع السمكي فتعتبر الصين من الدول النامية المتميزة في مجال الاستزراع السمكي خاصة في المياه العذبة وبالتالي تم تصميم 3 برتوكولات تعاون ، وعليه تم عمل 3 دورات دولية في هذا المجال يقيم المتدرب في المعهد فترة من أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع تتضمن تدريب عملي ونظري وإقامة شاملة يحصل من خلالها علي شهادة دولية ،من جامعة قناة السويس بالإضافة إلي احدي افرع الجامعات الصينية . وكان من المتوقع انعقاد ثلاث دورت أخري، ولكنه ونظرا لظروف انتشار فيروس كورونا تجمدت تلك الأنشطة العلمية، وفي انتظار استئناف الأمر في القريب العاجل، ونطمح في أنشاء تعاون أوروبي، في الفترات القادمة.