عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جرعة الوعي بحجم التحدي

جرعة الوعي بحجم التحدي

قوية هي جرعة الوعي، التي أثمرتها فاعلية افتتاح حزمة من المشروعات التنموية، بمحافظة الإسكندرية اليوم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونخبة من قيادات الدولة التنفيذية.



 

خمس ساعات متصلة، عكست إنجازات غير مسبوقة، في خمس سنوات، نموذج لما تشهده كل ربوع محافظات الجمهورية، تنفيذًا للاستراتيجية المصرية ٢٠٣٠ للتنمية الشاملة والمستدامة.

 

لن أتطرق معكم إلى طبيعة المشروعات وتفاصيلها، فقد بُثت على الهواء ونشرناها، وغيرنا من وسائل الإعلام، بل سنبحر معًا في عقل الرئيس والدولة المصرية وفلسفاتها من تلك المواجهات للعديد من أخطر القضايا المصيرية.

 

تقاتل الدولة بقيادة الرئيس في تلك المرحلة التاريخية، في ميادين عدة، متسلحة بالإرادة والعزم الأكيد على تنفيذ إصلاحات جذرية، لمشكلات متجذرة، مدركة أن الأفاعي والكيانات المعادية، لن توقف آلتها الإعلامية المعادية وحروبها النفسية، أملًا في استهداف الوعي العام، وبث روح الإحباط واليأس والتشكيك في جدوى وأوليات ما تقومه به الدولة من مشروعات.

 

فلسفة الرئيس، التي أقرؤها من خلال متابعة دقيقة متواصلة عن قرب بحكم العمل، تنطلق من خطة نهوض كامل ومتوازٍ بقدرات القوة الشاملة للدولة، والقدرة هنا ليست القوة، بل هي محصلة القوى المتنوعة للدولة عسكرية واقتصادية وبشرية ودبلوماسية.

 

يستهدف الرئيس تحويل مصر إلى دولة قادرة، على تلبية طموحات شعبها، والإيفاء بالتزاماتها، وحماية أمنها الداخلي، وأمنها القومي بأبعاده التي تصل إلى أقصى نقاط المصلحة المصرية.

 

يضع نصب عينيه الهدف، ولا يلتفت لحسابات الشعبية، والآثار الانتخابية، على قراراته المصيرية، لأنه يراهن على الوقت، الذي يُثبت- مع كل إنجاز- أنه كان على صواب، لكنه لا يغفل آثار العدوان على الوعي العام، بالشائعات تارة والتشكيك تارة أخرى.

 

يواجه الرئيس ذلك، من خلال استراتيجية دفاعية بنائية لحصون الوعي، غير مسبوقة في العالم، أشار إليها اليوم صراحة، عندما قال: "لا يوجد حد في العالم كله يفتتح مشروعات، ويطرح كل التفاصيل على الهواء".

 

على الهواء، يُخاطب الرئيس شعب مصر، ومعه رئيس وزرائها ونخبة من وزرائها، يتحدثون بالأرقام، يصفون العرض، يشخصون المرض، ويقدمون روشتة العلاج.

 

ينكأ الرئيس جراحات تراكمات السنين، ومآلات الإهمال، في تزامن مع لحظة من لحظات افتتاح الإنجازات المتوالية، فينمي الوعي العام، ويوقظ العقل الجمعي، ويخبر بالتحديات، ويبشر بالإجراءات المستقبلية، مقدمًا أدلة عملية لما نصبو إليه، في شكل إنجاز متحقق، خطوة إضافية على طريق النهوض، يبعث على الأمل ويزيد من القدرة على تحمل آثار الجراحات الاقتصادية الحتمية.

 

في بانوراما الإنجازات، اليوم، انعكاسات لفلسفات بناء مصر العصرية، أهمها الرؤية العلمية والدراسات الدقيقة والتفصيلية، لكل خطوة تخطوها الدولة، وكل قرار تتخذه، في هذا نزع لفتيل قنابل الشائعات ومؤامرات التشكيك، التي تنثرها قنوات الدول المعادية، والجماعات الإرهابية.

 

ففي كل عرض تم، كانت لغة الأرقام غالبة، والأهداف واضحة، والانعكاسات الإيجابية على مصر والمواطن مؤكدة، كما تطرق الرئيس بشكل مباشر إلى مخاطر التشكيك، والإعلام الكاذب المعادي، تحديدًا في المتاجرة الدينية، بمزاعم كاذبة، تنسب لمصر هدم بيوت الله.

 

أوضح الرئيس، أن تلك المساجد- التي أزيلت- كانت على ترعة المحمودية، وبنيت بأساليب عشوائية، تلك الترعة التي ظهرت صورها في السابق بما حوته من مخلفات، وما تم إنجازه من محور حضاري ينعكس على حياة أفضل لأكثر من ٢ مليون من سكان المنطقة، كما كان الرد بما تم تشييده من بيوت لله بما يليق، وكان النموذج مسجد الشهيد فريق أول عبد المنعم رياض.

 

وجه الرئيس رسالته للمغرضين: "والله كلامكم لا يرضي الله، لقد بنينا غيرها، ويا ريت تراعوا ربنا مثلنا".

 

كانت القضية الأبرز، والرسائل المكثفة منصبة على أهمية اجتياز تحدي الاعتداء على الأراضي الزراعية بالبناء العشوائي، فالدولة لديها أدوات علمية لرصد التغيرات على الرقعة الزراعية والعمران تمكنها من الوقوف عليها لحظة بلحظة، وقدم ذلك بالدليل والصور على الهواء.

 

القصة تكمن في مستقبل الأجيال، عشنا على مساحة ٧٪ من العمران بالوادي الضيق، وتزايد البناء العشوائي المخالف لأسباب عديدة، منها إهمال الدولة لعقود لمتطلبات النمو والزيادة السكانية، وأخرى لها علاقة بالجشع وعدم الوعي، وثالثة لفساد الإدارة المحلية وتراخي قبضتها، فسمحت بمخالفات غير مبررة.

 

هذا العمران العشوائي يلتهم الرقعة الزراعية، التي فيها ينبت غذاؤنا، وتخلق فرص عمل لأبناء الريف، فضلًا على تحميل الدولة مليارات الأعباء الإضافية لإيصال البنية التحتية من مياه شرب وصرف صحي.

 

في حين تخطط الدولة لبناء حضاري، وكردونات جديدة للتوسع العمراني المنضبط، فتحقق متطلبات الشعب وفي السياق ذاته، تضمن توسعات حضارية، بالتوازي مع المدن الجديدة ومشروعات الإسكان، فتقدم حلولًا جذرية، وتصلح ما أخفقت فيه أنظمة سابقة.

 

لن يكون مسموحًا بمزيد من التجاوزات مستقبلًا، فلا يعقل أن يلتهم الإهمال والفساد جهود الإنجاز، قالها الرئيس: هذا تكليف وتحدٍ واختبار للحكومة.. من لا يستطيع القيام بعمله يترك منصبه.

 

مصر تنهض، وفرض عين على كل وطني أن يدعم تلك الإصلاحات الجذرية، فقد رأينا على الهواء كيف تطور محور ترعة المحمودية، فخلق حياة آدمية حضارية، وكيف يستهدف وصوله لعمق دلتا مصر.

 

شاهدنا مشروعات محاور شرق القاهرة، لتقليص مدة الرحلات اليومية للسيارات، وكيف جاءت الدراسة وافية، كاشفة أن ٦ تقاطعات، تُسهم في استنزاف قرابة ساعة إضافية يومية، في كل رحلة لسائق أو صاحب السيارة، لتتراكم استهلاكات الوقود بما يصل إلى ١.٧ مليار لتر وقود سنويًا، وكيف توفر تلك المحاور الجديدة ٨ مليارات جنيه سنويًا، لجيوب المواطنين، سائقي الملاكي والتاكسي، في شكل توفير استهلاك وقود.

 

فضلًا على توفير ٣.٨ مليون ساعة عمل، كان يقضيها المواطنون سجناء سياراتهم، في طوابير الزحام، توفير تلك الساعات، لتتحول إلى ساعات راحة يقضونها مع أسرهم، فيأتي الهدف الأهم، وهو الارتقاء بجودة الحياة.

 

مصر تنهض، فلندعم الإصلاحات الصادقة المدروسة، مصر تطور منظومتها العلمية، وتستعين بأبنائها العلماء في دول العالم تنشأ جامعات أهلية.

 

تصلح خريطتها العمرانية، تنهض ببنيتها التحتية، تبني الإنسان والعمران، تخلق جودة حياة، تعمل بالعلم والتخطيط، تحيا مصر بالوعي والمخلصين والعزيمة والقدرات، التي تفوق التحديات.

 

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز