هاني حجر
الإنسان الحقيقي
حينما يولد طفل صغير لا نستطيع أن نميز بينه وبين أي كائن حي آخر من ناحية الأفعال والانفعالات فكل كائن صغير ينهج نفس النهج من لعب ولهو فإذا كبر اقترب شيئا فشيئا من إنسانيته ومن خلال أسلوبه في التفكير نستطيع أن نعرفه ونفرق بينه وبين أي إنسان آخر والسؤال الآن موجه إليك أخي القارئ هل أنت مشغول بجمع المال وامتلاك العقارات أما مشغول بالتسلق على المناصب ام كل غايتك أن تملك القوة والسطوة؟
إذا كان هذا همك فأنت عبد مملوك لأطماعك وشهواتك التي لا تنتهي وعندما يكون المرء عبد رغبة تنقصه فتلك ثغرة في إنسانيته فلابد أن يكون المرء صلب العود لا يميل مع كل ريح.
وإذا أردت أن تكون سيدا وليس عبدا فعليك ان تسود نفسك أولا ثم بعد ذلك يمكنك أن تسود غيرك وهذا لا يتأتي إلا إذا تحررت من أغلال شهواتك وقيود طمعك.
فالإنسان الحقيقي هو إنسان حر يعيش بلا أقنعة ولا يفكر في الدنيا التي يرتمي عليها أرذال الناس. وهو لا يمكن أن يصبح سيدا بأن يكون عبدا مملوكا، فهذه سكة النازل لا سكة الطالع.
فالعزة الحقيقية هي عزة النفس عن التدني والطلب. و ممكن أن تكون رجلا بسيطا، لا بك، ولا باشا، ولا صاحب شأن، ولكن مع ذلك سيدا حقيقيا، فيك عزة الملوك وجلال السلاطين، لأنك استطعت أن تسود مملكة نفسك. وساعتها سوف يعطيك الله السلطان على الناس. ويمنحك تاج المحبة على كل القلوب. هذا هو الإنسان الحقيقي.وهذا هو الملك الحقيقي الذي لا يزول. القصور والكنوز والثروات والعمارات مصيرها إلى زوال. لن تأخذها معك إلى قبرك. سوف تنتقل إلى الورثة.. ثم إلى ورثة آخرين، ثم تصبح خرائب مع الزمن. أما محبة الملايين فسوف تصاحبك في قبرك وتظل علما على اسمك مدى الدهر. والإنسانية الحقيقية هي أن تكسب قيراط محبة في قلوب الناس كل يوم.
تذكر أن الذين يملكون الأرض تملكهم الأرض. والذين يملكون الملايين، تسخرهم الملايين، ثم تجعل منهم عبيدا لها، ثم تقتلهم بالضغط والذبحة والقلق. ثم لا يأخذون معهم مليما.
لذلك إذا أراد الإنسان أن يكون عظيما فعليه أن يعمل من أجل رعاية أخیه الإنسان.