عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

المياه في السينما.. ومازال النيل يجري

عديدة هي الأفلام، التي تنبهت إلى أهمية المياه، والضرورة الملحة لترشيد استخدامها، والأستثمار الأمثل لها، ويمكن لذاكرة المشاهد أن تستحضر شرائط من تاريخ السينما، عرفت أهمية مجرى النيل لمجريات الحياة. أفلام كان النيل هو البطل فيها، وأخرى كان ضيف شرف. ولاتزال مشاهد المياه في تلك الأعمال لا تمحى من عقل المشاهد.



 

 

يبدو أن النيل، كما هو شريان الحياة، كان أيضا مصدر إلهام ليوسف شاهين الذي أصدر فيلم "الأرض" عام 1970، ليكون أحد أهم أفلام السينما المصرية، كتب السيناريو والحوار للفيلم الكاتب حسن فؤاد، عن رواية بنفس الاسم للأديب عبد الرحمن الشرقاوي.

 

 

يرسخ الفيلم لفكرة المياه، كعنصر أساسي لربط الفلاح بالأرض، واحتياجه الملح إليها للزراعة وتوسعة الرقعة الزراعية، "الأرض" تم ترشيحه، أيضا، لنيل جائزة "السعفة" الذهبية لمهرجان "كان" السينمائي، وفي احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996 تم تصنيفه في المركز الثاني، ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.

 

ورأى الناقد السينمائي حسن الحداد أن فيلم "الأرض"، يعد من أفضل ما أنتجته السينما المصرية عن المياه والفلاح والريف وأرتباط المزارع بأرضه ومواجهته للإقطاع في عهد الملكية.

 

وتابع: "ففي هذه القرية المصرية الصغيرة، يـدور صراع بين الفـلاحين، وعلى رأسـهم محمد أبوسويلم (محمود المليجي)، وبين الإقطاعيين، حول مـسألة الري التي هي عصب الحياة في كل قرية زراعية.

 

 

 

لم يتوقف يوسف شاهين، عند رائعة "الأرض"، وأصدر فيلم "ابن النيل"، وهو ثاني فيلم في مسيرته المخرج الكبير، حيث لم يكن شاهين قد أكمل عامه الرابع والعشرين حينها، وشحن الفيلم بجرعة مكثفة من المشاعر الإنسانية للتأكيد على الصلة القوية للمصري بالنيل كشريان لمناحي الحياة، وجنح الفيلم إلى ناحية أخرى لترشيد مياه النيل بعد الفيضان، الذي كان يهدرها، وضرورة إنشاء السد العالي لترشيدها واستمرار الاستقرار، والتنمية.

وأبدع شكري سرحان في شخصية حمدان في تجسيد نموذج الفلاح المصري، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا ليكون أول فيلم يقوده إلى مهرجان "كان" الفرنسي، وترشح لجائزة "السعفة" الذهبية.

 

شارك في بطولة الفيلم بجانب شكري سرحان، كل من فاتن حمامة، محمود المليجي ويحيى شاهين، وفردوس محمد، ورياض القصبجي وسميحة توفيق وعمر الحريري.

 

 

عمد المخرج عاطف سالم إلى الطرح غير المباشر لأهمية النيل كسبب مباشر للحياة، في فيلم "صراع في النيل"، بطولة عمر الشريف ورشدي أباظة وآخرين، نوه الفيلم إلى إشارات متعددة لأهمية المياه، بين سطور الخط الرومانسي للفيلم بأفكار تتعلق بتمجيد النيل ذاته.

 

 

فيلم آخر للمخرج يوسف شاهين، هو "الناس والنيل"، ينضم إلى الشهادات القوية لإثبات أهمية النيل في حياة المصريين، ليوثق لمرحلة بناء السد العالي، وكان شاهدا على بداية مرحلة جديدة لمجرى النيل، في قصة دارت أحداثها بين الأبطال سعاد حسني وصلاح ذو الفقار وعزت العلايلي ومحمود المليجي، فعندما يتم تحويل مجرى نهر النيل، عام 1964، تبدو الفرحة على وجوه المصريين، ثم تبدأ شخصيات عديدة في تذكر الماضي، من خلال قصة طبيب أمين، يلتحق بالعمل في السد، من أجل خدمة العاملين.

 

أما في التليفزيون، فبعدما سيطرت مياه النيل على السينما في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، نجد الدراما التليفزيونية تتطرق إليها في التسعينيات، من خلال مسلسل "ومازال النيل يجري"، من خلال قصة أسامة أنور عكاشة، للتنبيه إلى الزيادة السكانية التي كادت تفوق مياه النيل، منبهًا إلى ثبات موارد مصر المائية في ظل زيادة سكنية متواصلة، داعيًا إلى ترشيد الاستهلاك والاستثمار الأمثل للمياه.

 

المسلسل، بطولة فردوس عبدالحميد، وأشرف عبدالباقي، وهشام سليم، ومحمد توفيق. 

ثم كانت الحملات الإعلانية التي تحذر من هدر المياه وسوء استخدامها، والتأكيد الدائم على أن المياه ترشيدها يساوي حياة وتنمية.

مؤخرًا اطلقت مصر حملة قومية لتبطين الترع، لتقليص فاقد المياه بما يعادل ٥ مليار متر مكعب سنويًا، بما يصب في مصلحة الفلاحين، ويسهم في استثمار امثل للمورد المائي، لصالح توسعات التنمية الزراعية، وتيسير وصول المياه عبر ترع مبطنه إلى المزارعين.

المشروع القومي لتبطين ألاف الكيلو مترات من الترع والمجاري المائية، يحقق نقله حضارية للريف، ويحمي ابناءه من أضرار وتلوث الترع الناجم عن الحشائش الضارة والقاذورات التي كانت تتراكم بها، وهو ما لاقى ترحيب كبير من الفلاحين في القرى الريفية.

وقد تجسد الأعمال الدرامية في المستقبل ما تشهده البنية التحتية من تطوير في انظمة الري وفِي توسعة الرقعة الزراعية.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز