عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سامي العسالة لـ”بوابة روزاليوسف”: التحرش ليس له علاقة بلبس الفتيات

 قال الدكتور سامي العسالة، مدير التفتيش الديني بوزارة الأوقاف سابقا، إنه لا شك أن هذه الظاهرة من الظواهر التي تبتعد تمامًا عن تعاليم جميع الأديان، بل هي ظاهرة مرفوضة ليس من الدين فقط بل ترفضها جميع القيم والأعراف وتنبذها كل المجتمعات حتى المجتمعات الغربية التي نقول عليها هي مجتمعات منفتحة، ولا تتماشى حتى مع أخلاقيات أي مجتمع من المجتمعات، ولا حتى أدنى البشر.



 

 

وحول حكم التحرش الجنسي في الدين، وعقوبة فاعله عند الله بالدنيا والآخرة؟ علق العسالة، لـ”بوابة روزاليوسف” قائلا: التحرش حرام شرعًا، وكبيرة من كبائر الذنوب، وجريمة يعاقب عليها القانون، ولا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة، والأهواء الدنيئة، التي تتوجه همتها إلى التلطخ والتدنس بأوحال الشهوات بطريقةٍ بهيميةٍ، وبلا ضابط عقلي أو إنساني- كما ذكر فضيلة مفتي الجمهورية ذلك- وقد عظم الشرع الشريف من انتهاك الحرمات والأعراض، وقبح ذلك ونفر منه، وتوعد فاعلي ذلك بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة.

 

 

وأوضح مدير التفتيش الديني بالأوقاف سابقا، أن فضيلة مفتي الجمهورية، على أن المولى تبارك وتعالى وصف من يفعل ذلك بالمنافق لقوله تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ۞ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ۞ سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا﴾، كما وصف رسول الله "صلى عليه وآله وسلم" التحرش بأربى الربا، أي الجرم الذي هو أشد من الزنى الذي لا تحرش فيه، لقول أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: «أَخْبِرُونِي مَا أَرْبَى الرِّبَا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم.. قال: «فَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ استحْلَالُ عِرْضِ الْمُسْلِمِ»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾، وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "كل المؤمن على المؤمن حرام نفسه وماله وعرضه"، ومن أهم مقاصد الشريعة حفظ العرض.

 

 

وتابع: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكد أن هذا السلوك ليس من الإسلام لقوله: «إِنَّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنَ الْإسلام فِي شَيْءٍ، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إسلاما أَحَاسِنُهُمْ أخلاقا»، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ»، وقوله كذلك صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ» أو «إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ»، وقوله أيضًا صلى الله عليه وآله وسلم: «الْجَنَّةُ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ فَاحِشٍ يَدْخُلَهَا»، أي أن من يفعل ذلك يحرم عليه دخول الجنة، ويكون مأواه جهنم.

 

 

وأشار سامى، إلى أن إذا كان الأمر يعد جريمة شنعاء في حق الكبار فهو أشد جرمًا وأشنع بالنسبة للأطفال، فإن الشريعة الإسلامية السمحة الغراء لم تهتم بالنساء فقط في هذا الأمر الشنيع، بل اهتمت بالطفل قبل وبعد ولادته، وجعلت له حقوقًا، وعملت على حمايته، والمحافظة عليه من التحرش الجنسي، لأنه انتهاك صارخ للقيم الإنسانية في المجتمع، وقتلٌ للبراءة والطفولة، وهو أيضًا إلى كونه فعلًا فاحشًا، كذلك غدرٌ وخيانةٌ؛ لأن الصغير لا يعي، ولا يفهم ما يقع عليه، لذا يجب على أولي الأمر أن يتصدوا لمظاهر هذه الانتهاكات المُشينة بكل حزم وحسم، سواء كان بحق النساء أو الأطفال، وأن يأخذوا بقوة على يد كل من تسول له نفسه التلطخ بعاره.

 

 

ولفت العسالة، إلى أن أسبابها ترجع لعدم النشأة السوية، وعدم تربية الأبناء على القيم والمبادئ، ومن وجهة نظري كذلك هي ليست لها علاقة بلبس الفتيات، وإن كنا نؤكد ضرورة الاحتشام وعدم البس الملفت، ولأنها أسباب متشابكة، نستطيع أن نقول من هذه الأسباب عدم النشأة والتربية الصحيحة، وكذلك انتشار المواقع الإباحية، والأعمال الفنية الهابطة، عدم الوعي الثقافي لدى الشباب والأطفال، أصدقاء السوء، المخدرات، وسبب رئيسي يتمثل في غلو المهور وارتفاع سن الزواج وارتفاع معدل العنوسة والطلاق وعدم الزواج.

 

 

وأضاف سامي، أن العلاج يكمن في الرجوع إلى تعاليم ديننا، وإلى قيمنا وأعرافنا، وهنا أؤكد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".. مع قوله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز