حكم الصلاة في المنازل بعد فتح المساجد..مدير الأزهر للفتوى يجيب
باهر القاضى
فى حالة من البهجة والسرور، استقبل جموع الشعب المصري عودة المساجد للصلاة بعد انقطاع طال لعدة أسابيع، غير أنه ومع استمرار جائحة كورونا أثير لدى البعض العديد من المخاوف من الإصابة جراء الصلاة بالمساجد، الأمر الذي دفع بوابة روزاليوسف إلي استطلاع رأي الشرع حول موقف الدين من صلاة البعض فى المنازل بعد فتح المساجد؟ وهل الأفضل فى ظل استمرار جائحة كورونا الصلاة فى المنازل ام الصلاة فى المساجد ؟.
قال الدكتور أسامة الحديدى، المدير التنفيذى لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، رغب القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في أداء الصلوات المكتوبة في المسجد جماعة؛ فقال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}.
وأضاف أسامة الحديدى، فى تصريحات خاصة لبوابة روزاليوسف، أن سيِّدنا رسول الله ﷺ: «صَلَاةُ الجَمِيعِ تَزِيدُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وصَلَاتِهِ في سُوقِهِ، خَمْسًا وعِشْرِينَ دَرَجَةً..»، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَلَّمَنَا سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ».
وتابع : غير أن حكم صلاة الجماعة في المسجد مُختَلف فيه بين العلماء، وجمهورهم على أنها فرض كفاية أو سنة، وفرض الكفاية هو ما إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، مؤمدا أن العلماء أكثروا على أن صلاة الجماعة في المسجد سنة مؤكدة، قال الإمام الحطاب المالكي: (صلاة الجماعة سنة، وهذا هو الذي عليه أكثر الشيوخ، وكثيرهم يقول: سنة مؤكدة .
وأشار الحديدى، إلى أن مع هذا الفضل العظيم لصلاة الجماعة في المسجد إلا أن للنوازل والأزمات تفقه يناسبهما، ولا يخفى ما يسببه انتشار فيروس كورونا من أضرار على المستويات كافة، وأن الاختلاط والتزاحم أحد أهم أسباب انتشاره.
وأكد الحديدى،إلى أن جاز لمن كان من أصحاب الأمراض المزمنة، أو ضِعاف المناعة أن يترك صلاة الجماعة في المسجد لحين زوال هذا الوباء في القريب العاجل إن شاء الله؛ فقد رفع الله سبحانه الحرج والمشقة عن المريض فقال: { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}، وفي هذه الحالة عليه أن يُصلي الفرائض في بيته جماعة أو منفردًا؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ، عُذْرٌ»، قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟، قَالَ: «خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّىٰ».
ونوه الحديدى ، إلى أن ظاهر من الحديث أن الخوف أحد الأعذار المعتبرة شرعًا التي منها خوف الإصابة بالوباء، ويجوز معه ترك صلاة الجماعة في المسجد لحين زوال سببه.