استصلاح الـ1.5 مليون فدان.. "خطوة نحو المستقبل"

في 30 ديسمبر 2015، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي من منطقة "الفرافرة" بمحافظة الوادي الجديد،  إشارة البدء فى مشروع " المليون ونصف المليون فدان " أحد المشروعات القومية العملاقة وأحد ركائز برنامج " خطوة نحو المستقبل " الذي تتبناه الدولة.

من " واحة الفرافرة " وتحديدا من " سهل بركة " انطلق المشروع عبر استصلاح وتنمية 10 آلاف فدان تم إعدادها تماماً للزراعة وتركيب أجهزة الري وحفر 40 بئرا جوفي وتدشين  قريتان زراعيتان وأخرى خدمية ومناطق صناعية تستوعب تلك القرى من 10 إلى 15 ألف نسمة وتخدم 2500 فدان وتنفيذ 2000 بيت ريفي مساحته 200 متر مربع .وتوفير السكن للعاملين بالمنشآت الإدارية والخدمية مثل الأطباء ورجال الشرطة والمعلمين بإجمالي 40 عمارة تضم 480 وحدة سكنية  بالإضافة للمنشآت الخدمية كالمدارس والوحدات الصحية وأقسام الشرطة ومكتب للبريد.

نموذج للريف المصري الحديث 

 مشروع المليون و500 ألف فدان يعد نموذج حي للريف المصري الحديث نواته سلسلة من القرى النموذجية تتم  إقامتها وفق خطط ودراسات علمية ، بحيث تشكل فى مجموعها مجتمعات عمرانية  متكاملة ، تضم إلى جانب النشاط الزراعي الصناعات المرتبطة بالزراعة مثل المنتجات الغذائية والتعبئة والتغليف وإنتاج الزيوت وغيرها، بالإضافة إلي توفير الوحدات السكنية وجميع المرافق اللازمة،و توفير الخدمات الصحية والتعليمية ، لإقامة مجتمع سكني متكامل جاذب للسكان .

مراحل المشروع تم تقسيمها  لثلاث مراحل، تضم الأولى تضم 9 مناطق بإجمالى مساحات 500 ألف فدان، علي أن يكون مصدر الري هو المياه الجوفية، وهي (الفرافرة القديمة 30 ألف فدان ، والفرافرة الجديدة 20 ألف فدان ( الجزء الإسترشادي من المشروع ) ، وامتداد الداخلة 20 ألف فدان، ومنطقة المغرة 135 ألف فدان   بالإضافة للمناطق التي تروي سطحيا وهي 3.5 آلاف فدان بقرية الآمل، 168 ألف فدان بتوشكي منها 143 ألف فدان ريا سطحيا و25 ألف ري آبار بالإضافة إلي منطقة غرب المراشدة وتروي سطحيا بمساحة 25.5 ألف فدان ، و18 ألف فدان بنفس المنطقة ، وغرب المنيا 80 ألف فدان تروي بالمياه الجوفية ، بالإضافة إلى بعض المساحات التي سيتم زراعتها بالمحاصيل الإستراتيجية .

وضمت المرحلة الثانية من المشروع 9 مناطق بمساحات 490 ألف فدان تروى بالمياه الجوفية وهى (منطقة الفرافرة القديمة 120 ألف فدان، والفرافرة الجديدة 20 ألف فدان، وامتداد الداخلة 30 ألف فدان، ومنطقة غرب كوم امبو 25 ألف فدان، والمغرة 35 ألف فدان ، وغرب المنيا 140 ألف فدان، وجنوب شرق المنخفض 90 ألف فدان، وشرق سيوة 30 ألف فدان.

فيما ضمت المرحلة الثالثة مساحات 510 آلاف فدان، في 5 مناطق تروي بالمياه الجوفية وتضم : الفرافرة القديمة 40 ألف فدان ، وامتداد جنوب شرق المنخفض 50 ألف فدان، ومنطقة الطور بجنوب سيناء 20 ألف فدان، وغرب المنيا 250 ألف فدان، ومنطقة غرب «2» بمساحات 150 ألف فدان .

زيادة الرقعة الزراعية 

يستهدف المشروع  زيادة الرقعة الزراعية من 8 ملايين فدان إلي 9.5 ملايين فدان بنسبة زيادة 20٪ وتوسيع الحيز العمراني واستيعاب النمو الطبيعي للسكان بإنشاء مجتمعات عمرانية عصرية متكاملة مما يساهم فى زيادة المساحة المأهولة بالسكان فى مصر من 6% إلى 10 %

ومن بين أهداف المشروع تعظيم الإستفادة من موارد مصر من المياه الجوفية، وزراعة المحاصيل الاقتصادية التي تدر عائدا ماليا كبيرا، وتساهم في سد الفجوة الغذائية، وإقامة العديد من الصناعات المرتبطة بالنشاط الزراعي والثروة الحيوانية، والصناعات الغذائية بهدف التصدير، وزيادة صادرات مصر من المحاصيل الزراعية إلى 10 مليون طن سنويا، ويوفر المشروع حوالي 25 ألف فرصة عمل.

يغطى المشروع مساحات واسعة من الجمهورية ، خاصة الصعيد وجنوب الوادي وسيناء والدلتا ، حيث وقع الاختيار علي مناطق في ثماني محافظات هي : قنا ، أسوان ، المنيا ، الوادي الجديد ، مطروح ، جنوب سيناء ، الاسماعيلية ، الجيزة. وتم اختيارها بعد دراسات متعمقة، بحيث تكون قريبة من المناطق الحضرية وخطوط الاتصال بين المحافظات.

 13 ألف بئر جوفي 

تخطط الحكومة عبر هذا المشروع لحفر حوالي  13 ألفا و225 بئراً جوفية في إطار المشروع القومى لاستصلاح 4ملايين فدان، من بينها 5 آلاف بئر لمشروع المليون و500 ألف فدان، والإعتماد على الطاقة الشمسية.

وتسعى الحكومة للتركيز على زراعة عدد من المحاصيل الاستراتيجية في المشروعكالقمح والذرة الصفراء، وأخري تصديرية مثل البصل والفول السوداني والبازلاء والنخيل والنباتات الطبية. بالإضافة إلي زراعة محاصيل تصنيعية مثل بنجر السكر ودوار الشمس وفول الصويا والتين والجوافة، كما يتم زراعة محاصيل العنب والبطاطس والطماطم والشمام والفاصوليا.   ولضمان تحقيق إدارة المثلى للمشروع فقد دشنت الحكومة شركة "الريف المصري الجديد"، ففي 1 فبراير 2016 شهد رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل انطلاق أعمال شركة تنمية الريف المصري بمساهمة كل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، ووزارة المالية، على أن تتولى الشركة  تنظيم العمل و تضع اللوائح والقوانين ويكون لها الحق في الحصول علي قروض لتخفيف العبء عن موازنة الدولة، وهى المسؤولة عن وضع الضوابط الحاكمة لطرح وتوزيع الأراضي علي الشباب وصغار المزارعين والمستثمرين، وإدارة وصيانة وتطوير البنية الأساسية للمشروع بحيث تكون هذه الشركة كيانا مسؤولا عن المشروع بالكامل .

شروط توزيع الأراضي 

   سريعا حددت الشركة بالتنسيق مع مجلس الوزراء الفئات التي لها حق  التملك في أراضي المشروع والتي تمثلت في شباب الخريجين والفئات الاجتماعية ممن سيحصلون على 25 % من مساحة المشروع بواقع 5 أفدنة لكل شخص، على أن يتم سداد قيمة الأرض بعد الزراعة مباشرة، ثانيا صغار المستثمرين  "من ألف فدان إلى 10 آلاف فدان" بنظام حق الإنتفاع أو التمليك، بالإضافة لكبار المستثمرين الذين يحق لهم الحصول على مساحات تتراوح مابين 10 إلى 50 ألف فدان بنظام حق الانتفاع.

في أغسطس 2018 كشف عاطر حنورة رئيس مجلس إدارة الريف المصري عن أن عدد الأراضى المطروحة بمنطقة غرب غرب المنيا فى هذا الطرح الجديد يبلغ 274 قطعة، منها 121 قطعة بها آبار جوفية، و153 قطعة بدون آبار، بأسعار 48 ألف جنيه للفدان بالأراضي التي تحوي آبارا، و39 ألفا للأراضي بدون آبار. 

وطرحت الشركة في منطقة المغرة 119 قطعة، منها 59 قطعة بها آبار جوفية، و60 قطعة بدون آبار، بأسعار 20.900 للفدان بالأراضى التي تحوي آبارًا، و19.200 للأراضى بدون آبار.  

وفي ديسمبر 2018 أعلن رئيس شركة الريف المصري عاطر حنورة،  عن طرح مساحات أراضٍ بقيمة سنوية 1000 جنيه مقابل حق الانتفاع للفدان، تسدد على أقساط نصف سنوية بدلًا من قسط واحد مقدم، وبزيادة 10% كل 3 سنوات، على أن تكون مدة العقد 25 سنة.

وحددت الشركة نسب دفعات التعاقد المقررة كالتالي "الأراضي الموجود بها آبار أو مجهزة تكون دفعة التعاقد المقررة لها هي 5%، ودفعة التسليم 10%، بفائدة سنوية 5% متناقصة تسري على فترة السماح وفترة السداد، مشيرا إلى مد فترة السماح لهذا النوع من الأراضي من سنتين إلى ثلاث سنوات، وكذلك مد فترة السداد لها من 6 سنوات إلى 9 سنوات، بالنسبة للأراضي التي لا يوجد بها آبار، تكون دفعة التعاقد المقررة لها هي 5%، ودفعة التسليم 5%، بفائدة سنوية 5% متناقصة تسري على فترة السماح وفترة السداد"

في يناير 2019 أعلن رئيس شركة الريف المصري عاطر حنورة انتهاء الشركة من تخصيص 500 ألف فدان بالإضافة لطرح 350 ألف فدان أخرى أمام الراغبين في الاستفادة من المشروع.

وخصصت الشركة في مايو 2019 «شباك» في مركز خدمات المستثمرين بمقر هيئة الاستثمار بمدينة نصر، وذلك بالتعاون بين الشركة ووزارة الاستثمار.