عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أوبرا محمود ياسين

أوبرا محمود ياسين

حدثان مهمان على المستوى الفنى والثقافى، ولأننا فى «عصر الجوائح»  والشوارد، لم ينالا التقدير اللائق  لقيمتهما فى المقدار، والمساوى فى الاتجاه. ولم يشعر بهما إلا أحبابه المقربون رغم أنهما «لوتعلمون حدثان عظيمان».



 

الأول؛ هو إطلاق اسم الفنان الكبير محمود ياسين على القاعة الكبرى بمسرح المركز الثقافى «أوبرا بورسعيد» تقديرًا للابن البار للمدينة الباسلة.

 

أما الثانى؛ فهو عيد ميلاد الفنان العملاق الذي أثرى الشاشة بأعمال عظيمة وصاحب التاريخ الحافل.

 

محمود ياسين المولود فى 2 يونيو 1941 حضارة فنية وإنسانية تمشى على الأرض. حضارة لها فنونها الخاصة ولغتها الجميلة وعلومها المستنيرة وقيمها الرفيعة.وحسنا فعل محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان بإصدار هذا القرار ليمنحنا طاقة إيجابية رغم الظروف الاستثنائية التي نعيشها والاختبار الإلهى الصعب الذي نحن فيه. بإطلاق اسمه على إحدى منارات الإبداع والفنون الجميلة فى المحافظة التي يعشقها الفنان العملاق ويدين بالفخر والولاء لأرضها الطيبة وتاريخها العريق.

 

أذكر فى آخر اتصال لى مع الفنان الكبير منذ فترة ليست قليلة، تحدث فيه عن ارتباطه بها وحنينه العميق لها فى حالة نستولوجيا ربما لم ألمسها من قبل لهذه المحافظة الباسلة وعشقه الصوفى لترابها وهوائها ومينائها الخالد، وكم كان ولايزال يتمنى تقديم مقابل هذا الحب الكبير والوفاء العظيم. إطلاق اسم النجم الكبير تقليد نبيل من محافظة بورسعيد الغالية تنفيذًا لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكريم الرموز فى بر مصر. لإثبات أن مصر لا تنسى أولياءها المبدعين والذين قدموا فى مسيرتهم تاريخ هذا الوطن بأحرُف من الحب وإبداع من نور كقدوة للأجيال القادمة.

 

وهو أكبر تقدير لهذا الفنان القديرالذي تعرض للإهمال والتفرغ للتغنى بالتفاهات من أجهزة الإعلام لدرجة أن نجله السيناريست عمرو ياسين نبه الجميع  بتصحيح تاريخ ميلاده الذي اعتمدته موسوعة ويكيبيديا.

 

 محمود ياسين فتى الشاشة الذهبى فى السبعينيات والثمانينيات وصاحب أكثر من 250 منتجًا فنيًا (سينما..مسرح..تليفزيون) قدم فيها دروسًا فى عبقرية الأداء المتنوع والممتع وكان حلقة وصل رائعة ما بين الجيل الذهبى للسينما فاتن حمامة «الخيط الرفيع وأفواه وأرانب» ونادية لطفي «قاع المدينة» وسعاد حسنى «أين عقلي» والأجيال التالية. كما قدم أشهر (ثنائى سينمائى) مع النجمة القديرة نجلاء فتحى بحوالى 20 فيلمًا يعتبرها النقاد قمة السينما الرومانسية أبرزها: أفلام حب وكبرياء، أنف وثلاثة عيون 1972، رحلة النسيان واذكرينى 1978، فى ظاهرة لم تتكرر.كما كان طرفًا فى أبرز أفلام نجوم الغناء شادية «نحن لانزرع الشوك» ونجاة «جفت الدموع» و«مولد يادنيا» مع عفاف راضى وفيلم «ليه يا دنيا» أمام وردة.. ويعتبر الملهم الأول لسينما نبيلة عبيد ونادية الجندى.

 

فى كتالوج «محمود» السينمائى أبرز أفلام حرب أكتوبر المجيد (أغنية على الممر وبدور والوفاء العظيم والرصاصة لاتزال فى جيبى حتى حائط البطولات)، إلى جانب علامات تليفزيونية وإذاعية مدهشة مثل «الدوامة» «غدا تتفتح الزهور» و«أخو البنات» و«أبى حنيفة النعماني»، أما الإذاعة «أفواه وأرنب» و«كفر نعمت» و«الشك ياحبيبى»..  وفى المسرح له روائع أبرزها: عودة الغائب والزير سالم والخديوى ووقدساه.. ورغم نجوميته السينمائية العريضة؛ فإن النقاد يعتبرون أن المسرح هو ملعبه الأساسى.

 

إن مهرجان القاهرة السينمائى مدين بتكريم هذا الفنان ورئيس المهرجان يعى قيمة ومقدار فتى الشاشة الأول فى السبعينيات وأدواره المهمة فى تاريخ التمثيل فى صناعة السينما وقد سبق أن فعلها مهرجان الإسكندرية برئاسة الأمير أباظة بإطلاق دورة باسمه منذ 5 سنوات. وعلى المهرجانات الأخرى أيضا مراعاة فروق التكريم ليس فى السينما فقط بل التليفزيون والمسرح وأيضا الغناء (راجعوا) مسلسل «غدا تتفتح الزهور» أمام سميرة أحمد وأنشودة مصر للراحلة العظيمة ورده ودور الراوى فيها بقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقى: إنما مصرُ إليكمْ وبكمْ.. وحُقوقُ البرِّ أَوْلى بالقضاء

 

عصركم حرٌّ، ومستقبلكم.. فى يمين الله خير الأمناء

 

فى شهر يونيو ذكرى ميلاد الأسطورة (محمود ياسين) الذي هو شهر «العتق من الإخوان» نتمنى أن يكون شهر العتق من كورونا اللعين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز