عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"لعبة بنوك المياه".. كتاب جديد يحذر من تداعيات سد النهضة

حذر كتاب جديد بعنوان " سد النهضة .. لعبة بنوك المياه فى دول حوض النيل " للكاتب الصحفى مصطفى خلاف من تداعيات السد الأثيوبى على مختلف أشكال الحياة فى مصر ، مشيرا إلى أن ما يجرى يكشف عن واحد من أخطر السيناريوهات التي جرى التخطيط لها منذ فترة وتتلخص فى أنشاء مجموعة من السدود بإمتداد الهضبة الاثيوبية لتخزين المياه والتحكم فيها وهو ما تصدت له مصر فى مراحل مختلفة من تاريخها . 



 

 

وقال مصطفى خلاف الكاتب الصحفى المتخصص فى الشأن الاقتصادى وشؤون الزراعة والمياه إن الدراسة تكشف عن وجود مخطط يستهدف الإضرار بمصالح مصر المائية وإلغاء الاتفاقيات التي تؤكد حق مصر التاريخى فى مياه المياه  وكذا حصتها البالغة 55.5 مليون متر مكعب ، مشيرا إلى أن أثيوبيا تسعى  من وراء انشاء سد النهضة  إلى إلغاء دور السد العالى تماما والتحكم فى كميات المياه التي تتدفق لدولتى المصب مصر والسودان .

 

 

 

وأشار الكتاب - الذي يناقش على مدار 12 فصلا أبعاد أزمة سد النهضة وتسعير المياه والصادر عن دار "أوراق" للننشر والتوزيع  - إلى أن ما بذلته مصر من جهد  على مدار السنوات الماضية  خلال المفاوضات وصولا للمحطة الأخيرة التي  جرت برعاية  من الوسيط الأمريكى على أمل التوصل لإتفاق عادل يضمن عدم وجود تأثيرات سلبية للسد على  نواحى الحياه المختلفة والتي أقل ما توصف به أنها ستكون " مرعبة" يحمل فى طياته أكثر من معنى أهمها تقديم مصر وقيادتها لمبدأ حسن الجوار وعدم الاضرار بمصلحة أثيوبيا وهو ما تضمنه اتفاق إعلان المبادئ 2015 ، غير أن  رياح المفاوضات وتعنت الجانب الاثيوبى وخبثه جاء بما لم تشتهيه سفن الثقة والأمان التي كان يسافر بها المفاوض المصري بين العواصم  لحضور هذه المفاوضات وصولا إلى العاصمة واشنطون التي شهدت انسحابا أثيوبيا من الجولة الأخيرة بها وعدم التوقيع على الاتفاق النهائى.

 

 

وأوضح الكاتب الصحفى مصطفى خلاف فى أحد فصول الكتاب إلى  أن أثيوبيا وقوى إقليمية أخرى تسعى لتحويل سد النهضة ليكون أو بنك للمياه فى العالم ويتم من خلاله التعامل مع المياه كسلعة تباع وتشترى شأنها شأن البترول ، وهو ما جرى طرحه على استحياء فى اوقات سابقه ضمن أوراق ودراسات خاصة بالبنك الدولى . 

تأمين منابع النيل 

 

  وأضاف "خلاف" أن مياه النيل كانت وستظل  مطمعا ومسرحا  للتدخلات الدولية ، المباشرة تارة وغير المباشر تارة  أخرى ،وقد بذلت مصر جهودا كبيرة  على مر التاريخ لتأمين وصول مياه النيل إلى أراضيها لإدركها أنه  يمثل شريان الحياة لمصر وللمصريين ، وأنها قدمت  على مدى سنوات طويلة خاصة خلال الحملات التي بدأت منذ عهد محمد على وصولا إلى عهد الخديوى إسماعيل الالاف من ابنائها  الذين خرجوا فى حملات متتالية لتأمين منابع النيل والتصدى لتهديدات  أثيوبيا "الحبشة" المستمرة .

 

 ونبه الكتاب على أن مصر قدمت  كل الدعم للدول الإفريقية خاصة  دول حوض النيل ، وأنها لم تعترض على مشروع سد النهضة طالما أنه لن يؤثر على حصتها من المياه ومن منطلق علاقات حسن الجوار وتفعيلا لمبدأ بناء الثقة بين دول حوض النيل  حيث وقعت على اتفاق إعلان المبادئ عام 2015 وجلست إلى مائدة المفاوضات لوضع حلول عادلة ومتوازنة إلا أنها فوجئت بإنسحاب وتصعيد الجانب الاثيوبى  . 

 

 

وأشارإلى أنه مع الزيادة في عدد سكان مصر بالتزامن مع مشروعات التوسع الأفقى الجديدة  فإن الطلب على المياه سوف يزداد بوتيرة عالية خلال الفترة المقبلة نتيجة لزيادة الطلب على الغذاء ولتلبية متطلبات الحياة المختلفة  ، غير أن مكمن الخطورة فى أن الغالبية العظمى من موارد مصر المائية  الممتمثلة فى نهر النيل تأتى من خارج حدود القطر المصري وهي مياه مشتركة تأتى من منابع حوض النيل ونحو 85% منها يأتى تحديدا من المرتفعات الإثيوبية.

وشدد على أن مشروع سد النهضة  لا يزال يمثل خطرا  على مصر فى ظل التعنت والمراوغة من الجانب الأثيوبى بما فيها الإنسحاب من المفاوضات التي كانت تجرى برعاية الوسيط الامريكى والبنك الدولى ، مع وجود خلافات معلنة حول فترة الملئ والتخزين وطريقة إدارة السد. 

وأنتهت الدراسة إلى أن ما يجرى بشأن سد النهضة  يكشف حقيقة ما كان يتم الترويج له فى السابق من أعراف حول المياه أصبحت الآن واقعا ملموسا وتفتح الباب لتهديد  مصالح مصر  المائية ، مشيرا إلى أن هذه المفاهيم الجديدة ، من بينها  تسعير المياه وإنشاء بنك و بورصة المياه .

توصيات مهمة  

وانتهى كتاب "سد النهضة .. لعبة بنوك المياه فى دول حوض النيل " الصادر عن دار نشر "أوراق" إلى مجموعة من التوصيات من بينها أن الوضع الحالى يفرض على مصر اللجوء إلى بدائل أخرى والتحول والاستعداد جيدا لمواجهة النقص الشديد المتوقع فى حصتها من نهر النيل البالغة 55.5 مليار جنيه والتي تبنى عليها خططها وبرامجها التنموية المختلفة بحيث تكون هذه الرؤية قائمة على إدارة مواردنا المائية فى ظل الندرة وليس الوفرة وتطبيق مبدأ الإدارة المتكاملة للمياه.

كما طالبت التوصيات بمواصلة العمل على تنفيذ البرامج والخطط التي أعلنت عنها الحكومة والخاصة بترشيد استخدامات  مياه الرى بما فيها الحد من زراعة المحاصيل الشرهه للمياه مثل الأرز والموز وقصب السكر ،  ودعم البحوث العلمية فى مركز البحوث الزراعية وأكاديمة البحث العملى وفى الجامعات والمعاهد المختلفة للتوصل إلى أصناف جديدة من المحاصيل  سريعة النضج وقليلة الإستهلاك للمياه واكثارها ثم تعميمها ، والسير بخطى ثابته وسريعه بإتجاه  التوسع فى انشاء المزيد من محطات تحلية المياه رغم تكلفتها الاقتصادية الكبيرة ، علاوة على نشر وسائل الرى المطور فى الدلتا ووداى النيل واكمال مشروعات الصرف المغطى  والتحكم إلى أبعد مدى ممكن فى إدارة مواردها المائية

 

 وأوضح "الكتاب"  أن قضية سد النهضة تمثل قضية أمن قومي مصري، وبالتالي فإن تحرك الدولة المصرية في هذا المجال يعد تحركا على قدر كبير مــن الأهمية، ويعتمد على خطوات محسوبة وإجراءات مدروسة، وثانيها أن قضية سد النهضة بكل مكوناتها ومراحلها باتت أمرًا واقعًا لا مجال سوى التعامل معها من هذا المنطلق للوصول إلى حل ، خاصة ان مصر لم تعترض يوما على بناء إثيوبيا للسد  ولكن بشرط ألا يؤدي ذلك إلى الإضرار بحصة مصر المائية.

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز