عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خليل الذوادي يكتب: فريد إبراهيم قمبر مبدعًا

شخصيات تلتقي بهم في حياتك، وتظل ذكراهم عالقة في مخيلتك، وتعيد مواقفهم كلما مرَّت عليك ظروف مماثلة لتلك التي جمعتك بهم، في بداية حياتي العملية في الإعلام مررت بشخوص عملت معهم جنبًا إلى جنب نحو هدف واحد هو الرقي بإعلامنا إلى المصاف الذي يأمله كل مواطن لخير بلاده وأنا أعيد بعض هذه الذكريات أشعر أن هذه الشخوص لهم الحق علينا، علمًا بأنه ليس من السهل إحصاء كل من عملنا معهم وتركوا بصمات واضحة في العمل وعلى الجانب الاجتماعي والإنساني ويقينًا أن هناك الكثير ممن يشعر المرء بواجب الوفاء لهم لحسن تعاملهم، ورؤيتهم لتطوير العمل وترك الآثار الطيبة المؤدية إلى الرقي بالأداء. من هؤلاء الذين أود التحدث عنهم الزميل فريد إبراهيم قمبر رئيس قسم التصوير الأخباري الأسبق بهيئة الإذاعة والتلفزيون ففريد إبراهيم قمبر من أوائل من التحقوا بالعمل في تلفزيون البحرين RTV آرتي في كمصور مع نخبة أخرى، وفريد كان موظفًا في إدارة الأشغال بحكومة البحرين لكنه كان عاشقًا للتصوير الفوتغرافي وامتد عشقه للتصوير السينمائي وتغطية الأخبار التلفزيونية ومقابلات صاحب العظمة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه وكان يداوم يوميًا تقريبًا بالديوان الأميري وبعدها أصبح مصورًا في الديوان الملكي لتغطية أخبار ومقابلات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه إلى أن تقاعد عن الوظيفة بوزارة الإعلام.



 

إضافة إلى اهتمامه بتصوير البرامج الوثائقية والتسجيلية، وكذلك مع حرصه على تدريب شباب معه كمساعدي تصوير، ومونتاج وكل ما له علاقة بالعملية الإبداعية وكان يشرف بنفسه على هذه الأعمال حتى امتد به الشغف لتسجيل بعض البرامج الدينية والأحاديث لرجال الدين والمختصين، واتخذ أحيانًا منزله بعالي كاستديو لتسجيل مثل هذه البرامج.

 

فريد إبراهيم قمبر الله يعطيه الصحة والعافية من شبابنا المبدع، فعشقه للكاميرا السينمائية منذ بداية عمله جعله مرتبطًا أشد الارتباط بأهمية التصوير السينمائي عندما كان جهاز التحميض متواجدًا في مبنى التلفزيون ووجد في معمل التحميض شبابًا من البحرينيين أصحاب الكفاءة في معالجة وسائل تحميض الأفلام. غير أن ظهور كاميرا الفيديو مثل بالنسبة لفريد قمبر تحديًا لا يستهان به وكان على فريد قمبر التعامل مع هذا المعطى الجديد في عالم التصوير، كما أن تحميض الأفلام مثَّل عبئًا ماليًا على التلفزيون فكان لابد من التفكير في الانتقال التدريجي من السينما إلى الفيديو رغم أهمية وقيمة الأفلام السينمائية وبقائها مدة أطول متى ما توفرت لها ظروف التخزين والحفظ، واستدعى الأمر أن يقوم المرحوم وزير الإعلام الأسبق السيد طارق عبدالرحمن المؤيد طيب الله ثراه بإقناع فريد قمبر بالاتجاه إلى التصوير بالفيديو، ولم يكن ذلك سهلاً على فريد قمبر، فهو اعتبر التصوير بالسينما قمة الأداء الإعلامي ووجد متعة في التصوير والمونتاج ولكنه تحت إلحاح وإصرار المرحوم وزير الإعلام الأسبق اضطر فريد للتحول التدريجي من التصوير السينمائي إلى التصوير بالفيديو ولكون فريد يملك موهبة التصوير فقد برع أيضًا في التصوير بكاميرا الفيديو وظل تطوير العمل في كاميرا الفيديو وتقنياته الحديثة يمثل تحديًا لكن فريد قمبر كان دائمًا يواجه التحدي بتحدٍ أكبر منه..

 

الفنان فريد إبراهيم قمبر الذي عرفته مخلصًا لوظيفته متفانيًا في أداء الواجب كان أمام تحدٍ يوميٍ بالنسبة للوقت، فمعلوم أن هناك نشرات إخبارية مبرمجة، الأمر الذي يتطلب سرعة الإنجاز غير أنه كان الحريص على أن لا يكون ضغط الوقت عاملاً في أن لا يكون التصوير ملبيًا لرغبته في الإبداع والإنجاز بشكل متقن، سافرت معه لتغطيات القيادة الرشيدة في زياراتهم الرسمية لكثير من البلدان الخليجية والعربية والأجنبية وكان صعب عليه أن لا يحضر المونتاج لارتباطه بالتصوير لكنه كان يثق في اختياراتي واختيارات الزملاء في المونتاج وإن كان أحيانًا يوجهنا لبعض اللقطات الضرورية، لكن التعاون بين الزملاء من أجل الإتقان يلقى كل الترحيب والقبول لأن الهدف والغاية واحدة.

 

علاقة الفنان المصور المخرج فريد إبراهيم قمبر الله يعطيه الصحة والعافية مع زملاء العمل مبنية على الاحترام والتقدير، وإذا غضب فهو كان يهدف لصالح العمل ولا يحمل في قلبه ضغينة أو شماته وهو على استعداد دائم لتقديم النصيحة وعندما يعجبه عمل من أعمال الزملاء المصورين والمخرجين كان يبدي لهم شديد الإعجاب ويحثهم على مواصلة العطاء.

 

فريد إبراهيم قمبر الذي اقترن بابنة التلفزيون المبدعة في مجال الفيديو تسجيلاً ومونتاجًا السيدة عفاف يوسف كلكوت قمة في الأخلاق والإخلاص في العمل والمثابرة على التطوير وكانت الله يعطيها الصحة والعافية على استعداد دائم لتقديم النصيحة لزملائها من الجنسين فقد عاشت بدايات التسجيل بالفيديو إلى أن تطورت تقنيات الفيديو، فكانت من الذين عايشوا هذه التقنيات منذ بواكيرها فأبدعت وأصبح المخرجون يثقون ويعتمدون عليها.

 

فريد إبراهيم قمبر وعفاف يوسف كلكوت رزقهم الله بإبراهيم ويوسف وأمينة ومحمد ولحبهما للعمل الإبداعي التلفزيوني وجها إبراهيم ويوسف وأمينة للعمل في التلفزيون أو أنهم وجدوا أنفسهم أن يسيروا على خطى الوالد والوالدة لخدمة الإعلام البحريني كل في مجاله. نتمنى لهم التوفيق، فالعمل الإبداعي يتطلب الصبر والمثابرة والاطلاع على آخر تقنيات وسائل الإعلام.

 

 فريد إبراهيم قمبر رغم تقاعده وخلوده إلى الراحة في البيت إلا أنه من المتابعين بحرص على أداء زملائه أو تلاميذه في جهازنا الإعلامي التلفزيوني، فقد عاش بو إبراهيم زمنًا ارتبط بهذا الجهاز وأثرى مكتبة التلفزيون ببرامج تعاون مع معدين ومقدمين كثر ومن بينهم السفير حمد عبدالعزيز العامر في تقديم البرامج التراثية والتسجيلية والأستاذ سعيد عبدالله الحمد في برامج السهرات المشتركة وغيرها، كما تعاون مع الكثير ممن قدموا في التلفزيون البرامج الدينية والثقافية والتوعوية معدين ومقدمين. وكان فريد قمبر والمعد والمقدم المرحوم عبدالوهاب عطا مثلا التعاون الوثيق فقد ساهما في إعداد البرامج التسجيلية والوثائقية عن البحرين في الأعياد الوطنية والمناسبات الأخرى. 

 

إننا إذ نذكر بعض مناقب وخصال المبدع البحريني المصور المخرج فريد إبراهيم قمبر إنما نهدف إلى أهمية أن نلقي الضوء على مبدعينا البحرينيين في مختلف المجالات وما أكثرهم.

 

وعلى الخير والمحبة نلتقي،،،

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز