التايمز: كيم جونج درس بأوروبا وإعلامه يصفها بـ"السم"
وصفت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا نشرته إحدى وسائل الإعلام في كوريا الشمالية بـ"مدعاة للسخرية"، بعد تحذيره من "سموم" الثقافة الغربية بينما تلقى زعيمها دراسته في أوروبا.
وقالت الصحيفة، خلال تقرير لها، إن المقال بمثابة اعتراف نادر بشأن تأثر البلاد بالنفوذ الأجنبي، حيث حذر مقال منشور بصحيفة حزب العمال الكوري الشمالي من "التسمم الأيديولوجي والثقافي" الناجم عن الأفلام الغربية والموسيقى واللغات.
ووصف المقال منتجات الثقافة الغربية بـ"الأعداء غير المرئيين"، وهو أمر اعتبرته "التايمز" مدعاة للسخرية بالنسبة لدولة درس زعيمها كيم جونج أون في أوروبا، ولديه إعجاب بموسيقى البوب الغربية والرياضة.
وجاء بالمقال: "إن تحركات الإمبرياليين لبث السموم الأيديولوجية والثقافية تزداد شراسة أكثر من أي وقت مضى؛ لتفكيكنا من الداخل عن طريق تخدير الوعي الثوري لشعبنا."
وأضاف المقال: "أن الأعداء الخفيين أكثر بشاعة من أولئك ممن يمكننا رؤيتهم. اليوم، يخطط الإمبرياليون باستماتة لإخفاء أيديولوجيتهم الفاسدة وثقافتهم بذكاء، في النصوص، والأنغام، والاحتياجات اليومية".
ورجح المقال أن كيم جونج أون يسير مجددًا على مسار الاستقلال الجريء، بعد عامين من الاتصالات الدبلوماسية غير المثمرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورأت "التايمز" أن المقال يعكس الطريقة التي تأتي بها التكنولوجيا بالثقافة الغربية إلى داخل المجتمع الذي كان في أحد الأوقات يعتبر الأكثر انغلاقًا في العالم.
وأشارت "التايمز" إلى أن الأقراص المدمجة (CD) وأقراص الفيديو الرقمية (DVD) والفلاش ميموري التي تحتوي على تسجيلات لوسائل الإعلام الكورية الجنوبية والأجنبية والأفلام والمسلسلات والموسيقى كانت تهرب إلى داخل البلاد رغم العقوبات الصارمة التي تستهدف من يتبين ملكيته لها.
وفي الماضي، استخدام النشطاء في كوريا الجنوبية بالونات لإرسال ملفات الحاسوب "التخريبية"، من بينها البرامج المتلفزة والكتب الرقمية.
لكن الأمر الذي يدعو للسخرية هو أن الطابع الشخصي لكيم جونج أون يحمل بصمة النفوذ الأجنبي، فعلى عكس كثير من الكوريين الشماليين، وكما الحال مع قلة فقط، تلقى الزعيم تعليمه بالخارج بمدرسة خاصة في سويسرا.
وتحدث التلاميذ السابقون بالمدرسة عن حبه للمدربين باهظي التكلفة، وكرة السلة، وأغنية البوب الشهيرة من فترة الثمانينات (بروزر لوي) لفرقة مودرن توكينج الألمانية، حتى أنه كان يدعو أحد الأصدقاء بانتظام إلى مكان إقامته بالسفارة للعب ألعاب الفيديو ومشاهدة أفلام جيمس بوند.
ومنذ أيامه الأولى زعيمًا للبلاد، شجع النفوذ الأجنبي الذي لم يكن ممكنًا التفكير فيه تحت حكم جده الراحل كيم إل سونج، أو والده كيم جونج الذي توفى عام 2011.
وفي يوليو عام 2012، حضر حفلًا في بيونج يانج ظهر فيه الراقصون وهم يرتدون ملابس شخصيات ديزني.
وعندما وصل كيم للسلطة، كانت تشاهد زوجته مرتدية ملابس على الطراز الغربي بما يتعارض مع الثقافية السياسية السابقة، والأمر الأكثر غرابة كانت الزيارات المتكررة لدينيس رودمان، لاعب كرة السلة الأمريكي لهذا البلد باستضافة الزعيم الكوري الشمالي.