عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الجيش والمهمة «سيناء» (5)

الجيش والمهمة «سيناء» (5)

عندما  أبدأ  فى الشروع  للكتابة عن النظرية الإسرائيلية (الحدود الأمنة) تظهر من بين أوراقى تمهيدات عدة رتبتها الدول الحليفة لإسرائيل لاحقًا والآن، فأرجئ  تناولها حتى أستوفى لكم كل الملابسات، والأهم أن جيشنا منذ قيام ثورة يوليو 52 وهو فى (مهمة) مستمرة لم تهدأ ولا تنام اسمها (سيناء) بوابة مصر الشرقية الشريان البرى لربط قارتى إفريقيا وآسيا.



 

وهذا يجعلنى قبل أن أعلمكم بالكثير عن هذه البقعة الغالية أن تعرفوا من هم الذين أمدونى بتلك المعلومات القيمة التي أحتفظ بها ليس فى أرشيفى فقط؛ ولكن فى قلبى وعقلى ولن تبارحنى حتى مقابلة وجه الكريم إن شاء الله، أما القادة العظام الذين أمدونى بالمعلومات والحديث عن سيناء فهم (اللواء حسن البدرى أبو المؤرخين العسكريين ورئيس لجنة تقصى الحقائق فى حرب 67 والذي كان يقوم باستجواب الشاردين بعد عودتهم على رصيف 5 ليسألهم حتى يدلوا بما لديهم قبل أن يقوموا بإضافة أى شىء من خيالهم، وأيضا قام اللواء البدرى بكتابة التاريخ العسكرى بتكليف من وزارة الدفاع والرئيس مبارك شخصيًا حتى انتهاء حرب 73 ومعاهدة السلام وطلب منه هذا وجميع قادة الحرب كانوا على قيد الحياة ليأخذ شهادتهم حية صوتًا وصورة وكتابة والغريب فى الأمر أن المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية فى حرب أكتوبر استدعى اللواء البدرى بعد انتهاء الحرب مباشرة وطلب منه كتابة شهادته ومذكراته عن الحرب، وقال له أريد أن أقوم بهذا قبل أن أرحل عن الدنيا وفعلا أمد اللواء البدرى بكل الوثائق واليوميات عن الحرب ثم ذهب المشير للعلاج بالخارج وعاد ليكتب مقدمة هذه الشهادة وتلك المذكرات قبل وفاته، أما شهادات القادة التي جمعها وكتبها اللواء البدرى فمدوّنة بالوثائق وبالتاريخ المتحفظ عليه فى خزينة وزارة الدفاع حتى يحين الإفراج عنه كما هو متبع فى ذلك طبقا للقواعد المعمول بها عالميا؛ حيث إن لكل تاريخ حرب ظروفه ووقته الذي يعلن فيه وليس كله يماثل فى الوقت طبقا لقوانين عسكرية متعارف عليها، ومن مفارقات الزمن أنه بعد أن سلّم اللواء البدرى هذا التاريخ لوزارة الدفاع أسلمت روحه إلى بارئها فى اليوم التالى؛  حيث ذهب إلى شاليهه الصغير بفايد ليأخذ فترة راحه بعد الإرهاق الذي انتابه فى هذه المهمة الصعبة وأصر أن يسافر بمفرده دون الأسرة، وإذا بالحارس يحضر له الجرائد  ويطرق الباب ولكن لا مستجيب ليراه ساجدا كان يؤدى الصلاة  رحمة الله عليه - الشخصية الثانية هو الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان الجيش فى حرب 73 وصاحب الإنجاز الأكبر فى 67 عندما عاد بقوته كاملة فى خطة انسحاب وضعها بنفسه فى التو واللحظة ولعلمه بدروب صحراء سيناء الذي يعلمها بالشبر سلك طرقا أوصلته وقواته ومعداته كاملين دون نقصان رغم أنه لم تكن هناك خطة انسحاب للقوات لدى القيادة العامة وقتذاك - ونأتى للشخصية الثالثة وهو الفريق فؤاد عزيز غالى القائد القبطى الذي حارب بضراوة مع كتيبته وهم تحت الحصار وكان يحرس ضباطه وجنوده المسلمين حتى يؤدوا الصلاة ولذلك أهدوه آية قرآنية رأيته يضعها فى أحلى ركن ببيته فى الإسكندرية بحى (بوكلى) عندما قمت بزيارته لأخذ شهادته، وقد كان فؤاد غالى أول محافظ لجنوب سيناء عندما قمنا بتقسيمها إداريا إلى شمال وجنوب بعد استردادها كاملة - والشخصية الرابعة هو الفريق عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث الميدانى فى حرب 73 ويطلق عليه تلاميذه أبو سيناء لأنه كان يرسم الخرائط الرملية موضحًا بها كل رملة فى سيناء وكان محافظًا لشمال سيناء - الشخصية الخامسة هو اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات العسكرية فى حرب 73 وبعد الحرب صار مديرًا للمخابرات العامة ومع استرداد أول جزء من أرض سيناء تم تعيينه أول محافظ لسيناء فى عهد الرئيس السادات ولم يكن تم تقسيمها بعد إلى شمال وجنوب - ونأتى للشخصية الأخيرة وهو اللواء محمد فؤاد حسين وهو ضابط مخابرات عسكرية كان من أهم المسؤولين عن (منظمة سيناء العربية) التي تكونت بعد حرب 67 بأيام قليلة وكانت تضم فدائيين من أهالى سيناء بجانب ضباط الجيش وكان هذا اللواء يطلق عليه أهالى سيناء (الشايب) لأنه رغم صغر سنه وقتذاك؛ فإن شعره كان أبيض وأيضا كان اسمه الحركي (طارق) فى العمليات السرية التي كان يقوم بها فى سيناء، ليس هذا وحسب ولكنه شغل منصب رئيس فرع مقاومة التجسس عام 73 ثم نائب رئيس جهاز الاتصالات بالمنظمات الدولية والمخابرات الحربية لتنفيذ اتفاقية السلام فى سيناء من 84 :86.. كل هؤلاء العظام وغيرهم حكوا لى عن (المهمة سيناء) التي بدات مع ثورة 52 ومستمرة حتى الآن بضراوة.

 

وتبدأ الحكاية من عام 1948 عندما عملت القوى العالمية أن تكون سيناء مسرح عمليات مفتوحًا ودائمًا لأى قتال يدور على أرض مصر، ولقد سعت دولة الاحتلال بريطانيا بأن تجعل سيناء مرتعًا للخارجين على القانون وألا يصيبها أى مجهود تنموى ولا يتم مساعدة الأهالى من أجل عيش كريم حتى يلجأوا إلى سبل أخرى، أرادت بذلك أن توغر نفوس السيناويين على وطنهم بأنهم لا يلقون الرعاية والحماية المرجوة وظلت الحكومات فى ظل النظام الملكى قبل ثورة يوليو لا يعيرون سيناء أدنى أهمية وكأنها ليست من أرض مصر، هذا ما عدا بعض قوات حرس الحدود التي ظلت مرابطة فى ظل ظروف قاسية للغاية، وبعد قيام ثورة يوليو 52 كانت أولى المحاولات للتواجد على أرض سيناء هو إنشاء قيادة منطقة شرق لتواجد عسكرى متزايد عن ما قبل وخاصة بعد تأميم قناة السويس الذي أعقبه التواطؤ الثلاثى الذي يعتبر الشرارة الأولى التي أرادت بها القوى الخارجية  (تدويل القناة وسيناء)  فى وقت واحد الشريانين المائى والبرى لربط قارات العالم،  وبإيعاز ومساعدة إنجلترا وفرنسا تواجدت قوات إسرائيلية فى سيناء لعمل مناوشات واستدراج الجيش المصري  وكان ذلك فى عام 56.. يتبع  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز