عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تمام الكلام

الغياب.. الثالث عشر لا أدري ماذا أكتب أو متي أكتب أو بماذا أكتب أو ما الذي سأكتبه، وكيف لي أن أزين مقالك باسمك، دون احتفالية تليق بزهورك البنفسجية الأرجوانية؟.. ولمن أرسل ما سأكتبه عنك.



وهل يستحق أن تكتشف عيناه سرك، ويدسه فى قلبه المتحجر القاسي، دون خلو سبيل؟

نعم.. بت خواء.. كشجرة عجفاء لا ثمرة فيها ولاماء.. روح بلا روح.

كتلك الحياة، التي نحياها كزهرة صناعية جميلة.. مبهرة للرائي.

لكن حينما يقترب منها.. يندم أشد الندم على فعلته وما ناله من خدعة مدمرة.

فهي بلاروح حقيقية.. بلا طعم شهي.. بلا مشاعر دافئة متدفقة كشلال اعتاد العطاء دون انقطاع.

بلا حميمية تملأنا بالمحبة والخوف للاطمئنان على الآخر، بحافز جيني عشناه بنبض سخي يجيء ويروح بين قلبين.

لا مكان ولا زمان واحد يجمعهما.. بل قطيع من القلوب.. التي تتصل بشغف الحنان والرحمة وإن بعدت.

دون لهفة الانتظار لقضاء مصالح شخصية وإلا فلا..

هذا هو الذي كان يحدث بوقتك يا أمي.. يا زهر الرمان بكل بستان ومكان وزمان كان بزمنك..لا زماننا..

ربما رحمت برحيلك المبكر دون البقاء فيه... حتى لا تموتين قهرا في كل مرة..

تصابين فيها بالخديعة المرة وسهام الماكرين..

دون رحمة، فطينتك الطيبة لا تصلح لإنبات ثمار شريرة..

تسمم أكاليها وسلب كل ما لديهم بسكين بارد....

وروحك الشفافة تأبى مجاورة قلوب عمياء صدأة لا هم لها إلا جمع المال وتغليب مصالحها الشخصية غير السوية على ما كل هو صالح يا أمي إن الظلم الآن قد استشرى..

حتي النخاع وأعرفك كم أنت تكرهين الظلم وقلوبهم السوداء.. التي كانت تشبه ليلتك الأخيرة..

حيث تراخت أهدابك.. لتغمض عينيك الخضراوين الجميلتين إلى الأبد..

بدمعة ساخنة.. أغرقتني دوما في جحيم الحزن واليتم المبكر .. بكل قساوة دمعة.. كانت آخر رسالة منك لي..

وكم كنت تملكين طباعا راقية.. قلما تواجدت بمدينتك القاطنة الجنوب الحزين.. حينما كنت تحرصين دائما أن لا تفوتك أي مناسبة فرحة لي.. فأراك ترسلين لي رغم البعاد العنيد بخطابات وكروت المباركة..

حيث كانت تكتبها لك أختي الصغيرة.. فكنت أتسلمها ورائحتك تسبقها لتخترق سطورها جدار روحي المتعبة، وقلبي الهادر... المتلهف لاستعادتها ثانية لكن هذه المرة..

قالت دمعتك: ما لم تكتبه حروفك الملقاة برسائلك، كالعادة أنت.. بكت.. بألم وحسرة وانكسارة قوية.

ماذا ستفعلين بعدي.. أيتها الدانية القاصية.. المغتربة دائما؟..وواصلت.. فأنا لست حزينة على موتى.. وإنما عليك أنت.. فكيف ستعيشين من بعدي؟... وأنا من كنت أرويك بحبي وحناني وخوفي ولهفتي عليك، ورسائلي واتصالاتي واشراكك بكل تفاصيل بيتنا الكبير، أعرف أنك كنت تصنعين الحياة من أجلي.. فلمن تصنعينها إذن من بعدي؟ انهارت الدمعة نشيجا ونحيبا، وأخذت تسيل وتسيل على وجنتيها الحمراوين.. حتى سقطت بلا هوادة في قلبي وجفت... فتشققت روحي.. وطارت خلفها.. بجنون المحبين.. بحثا عنها دون جدوى.. وعدت لا أكتب.. ولدت.. فأزهرت.. فرحلت..كانت ومضت.. فانتهيت أنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز