عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
طاقة إيجابية 

طاقة إيجابية 

كثيرا ما نحتاج لمن يمدنا بطاقة إيجابية. والآن صرنا أكثر احتياجًا لهؤلاء الذين ينثرون النور، ويبعثون فيمن حولهم بالسرور. نحتاج التعرف على علاقاتهم الإيجابية مع الحياة، فمثل هذه الحكايات تشجعنا على احتضان الأيام والاستفادة من نعمة الوقت.



 

نحتاج لأمثال حكاية "هويدا منير" الملهمة.

 

لو حكينا من الآخر يكون من الضروري الإشارة إلى عدم استسلامها للزهق خلال حظر التجوال، إنما مع ظروف الوباء مؤخرا انضمت لمبادرة "حكي من البيت" التي أطلقتها الحكاءة سهى عبد القادر تحت هاشتاج "#حكي_من_البيت" ومبادرة "بيت الحواديت" التي أطلقها الحكاء محمد عبد الفتاح الشهير بكالابالا حيث تنشر صفحته حكايات متنوعة للكبار والصغار يبثها عبر الإنترنت، إلى جانب ورش الحكي التي يعقدها للراغبين في ممارسة فن الحكي، ومن خلال هذه المبادرة نشرت هويدا منير حدوتة متفائلة وجذابة للأطفال عن كتكوت يرغب في الطيران، ولم تكتف بذلك، إنما انطلاقا من اهتمامها بالأطفال فقد حرصت لمواجهة كورونا على أن تنشر على صفحتها على فيس بوك وتوزع- عبر واتس آب وماسنجر- على أصدقائها ممن لديهم أطفال؛ القصص التي تتضمن توعية للصغار بطرق الإصابة بفيروس كورونا وكيفية الوقاية منه.

 

وخلال تواجدها الطويل في البيت مع حظر التجوال فإنها تستفيد من هذا الوقت الممتد للتجهيز لرسالتها للماجستير عن دمج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس الابتدائية وكيفية إعداد زملائهم للتعامل معهم وتقبلهم.

 

طبعا من المهم الآن أن نضع خطًا تحت عمر هويدا منير. لقد تخطت الستين عاما، وقد سجلت الرسالة منذ بضعة أشهر في نهاية عام 2019.

 

حيث قررت قبل خروجها للمعاش بعامين الالتحاق بكلية التربية للطفولة المبكرة– برنامج الدراسات العليا بجامعة القاهرة، وحصلت في العام الماضي على الدبلوم الخاص قسم التوحد، ولم تكتف بذلك بل التحقت في العام نفسه ببرنامج الماجستير بكلية الدراسات العليا للطفولة المبكرة بجامعة عين شمس، وقضت عامين تؤدي الامتحانات في كليتين في الوقت نفسه. وبعد هذين العامين صارت لديها حصيلة غنية من القصص والصور والذكريات مع زملائها في الدراسة ممن هم أصغر من أبنائها، وهي حصيلة تبعث على تجديد الطاقة وتدفع بالأحلام إلى الأمام.

 

أما أحد أجمل التجارب التي تألقت فيها هويدا منير فهي انضمامها إلى ورشة سهى عبد القادر "بالحكي نكسر الحواجز" التي نظمها فريق مركز جسور الثقافي، الذي يديره مايكل عادل بكنيسة جميع القديسين بالزمالك.

 

وجاءت مساهماتها في عروض الحكي بعد ذلك لتكشف عن موهبة رائعة في الإلقاء والتلقائية بصوت جميل وشديد الحساسية للمعنى وما تعنيه كل كلمة.

 

الذين جذبهم تألق هويدا منير مؤخرا في الحكي، قد لا يعرفون أن هويدا منير باحثة إعلامية لها مساهماتها البحثية ضمن فريق بحثي أشرفت عليه أستاذة الإعلام د. عواطف عبد الرحمن عن المرأة والإعلام في صعيد مصر ونشر في بداية الألفية.

 

وهي بالإضافة للكتب والدراسة والأبحاث، تتعامل مع كتاب الدنيا المفتوح من خلال الرحلات. فتقرأ الأماكن من خلال الزيارة المباشرة، ولعل أحدث رحلاتها كانت تلك التي صعدت فيها جبل موسى في فبراير الماضي بعد أن جاوزت الستين بعامين لتصبح نموذجا لكسر فكرة أن السن يجبرنا على الاستسلام والركود في أماكننا، كما سبق أن كانت واحدة من السيدات المصريات القلائل اللاتي قرب سن الستين وصلن إلى قمة جبل سانت كاترين، كما أخبرها بذلك الدليل المرافق للمجموعة.

 

فوق قمة جبل موسى وعمرها فوق الستين سنة

 

فوق قمة جبل موسى وعمرها فوق الستين سنة

 

وعن جبل موسى تقول: "بدأت رحلة الصعود بعد منتصف الليل في درجة حرارة سالب خمسة، أخبرنا عمار (دليلنا البدوي) أن المسافة تبلغ سبعة كيلومترات، ستة كيلومترات منها تم تمهيدها. وبذلك نصل إلى منطقة البلاتوه حيث نأخذ قسطا من الراحة ثم نستكمل الصعود إلى قمة الجبل. الكيلومتر الأخير عبارة عن 750 سلمة حجرية، عند القمة يوجد مسجد وكنيسة، وطلب منا عمار أن نسير بسرعة معتدلة حتى نصل إلى منطقة البلاتوه قبل أن نتوه في زحام الأفواج الصاعدة ولا نجد مكانا للراحة"، وفي تأملها للصمود ومواصلة الصعود قالت: "يشدني إلى صعود الجبل سر خفي، قد يكون بحثًا عن الوصل والاتصال بالكون وبخالقه سبحانه".

 

وبالإضافة لرحلات هويدا منير، أو قبل كل اهتماماتها هذه المتنوعة، فإن اهتمامها الذي لم تتهاون فيه أبدا كان ابناها حسين ومحمد الحاج، فقد تعبت بالفعل على تربية أبنائها وبناء روحهم ووجدانهم وتنمية قدراتهم ما بين كورسات لغة ودروس تعليم بيانو ورحلات.

 

هويدا منير كالعازف المنفرد، يزداد جمال عزفه حين ترد عليه أوركسترا متكاملة ملتزمة بإشارات مايسترو ونوتة موسيقية، لكن في غياب كل هذا جاء عزفها المنفرد موحيا ومبهجا وباعثا بضيائه، كقمر منير.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز