مصـر تستعيد مكانتها فى العالم

رُغْمَ أن العديد من الدول تعيش حالة من الهستيريا، بعضها يسرق المعدات والكمامات والقفازات، خوفًا من فيروس «كورونا» المستجد، عدا مصر، المشهورة بعطائها اللا محدود، والمشهود لها عبر التاريخ، وذلك رُغم قسوة الظروف، ويبدو أن هذه المحنة التي يمر بها العالم أجمع جاءت لتُذكرنا بأهمية التعاون والاتحاد، والدعوة لتكاتف العالم من أجل إنقاذ الإنسان وإثراء الحياة من أجل مواصلة البناء، لذا ارتأت القيادة السياسية - ومنذ تفشّى أزمة «كورونا» - أن يكون لمصر موقف قوى لمساندة الدول التي تحتاج إلى مساعدة، وكان قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي فى فبراير الماضى باستخدام الطائرة المخصصة لإعادة المصريين من مدينة «ووهان» الصينية، لتوصيل «10» أطنان من المستلزمات الوقائية، كهدية تضامن من الشعب المصري إلى الشعب الصينى الصديق، هذا بخلاف زيارة الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة للصين فى الأول من مارس الماضى، لتقديم الدعم والتضامن للشعب الصينى، مع تسليم حكومتهم هدية مصر من الأدوية لإعانتهم فى حربهم ضد «كورونا»، ناهيك عن زيارة أخرى لوزيرة الصحة وبرفقتها وفد من رجال القوات المسلحة المصرية إلى إيطاليا، التي تُعد واحدة من بؤر تفشى فيروس «كورونا» محملة برسالة مواساة وتعازى من الرئيس لأصدقائنا من الشعب الإيطالى فى وفاة ضحايا «كورونا» المستجد، ومساندة المصابين؛ حيث قام الوفد المصري بتسليم الجانب الإيطالى شحنة من المساعدات الطبية والوقائية؛ حيث تأتى هذه المساعدات من منطلق دور مصر الرائد، والتاريخى تجاه الدول الصديقة فى مختلف أنحاء العالم، وأخيرًا - ومنذ أيام قليلة- أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، إعداد وتجهيز طائرة عسكرية محملة بكميات كبيرة من المساعدات الطبية والبِدَل الواقية، المقدمة من مصر إلى الولايات الأمريكية المتحدة؛ لتكون نوعًا من أنواع تخفيف العبء عن هذه الدول، ومساعدتها لمجابهة سرعة تفشى فيروس «كورونا»، وارتفاع معدلات الإصابة والوفيات، ولم تتوقف مساعدات مصر عند الدول الكبيرة فقط، ولكن امتد الأمرُ للدول التي تعانى من ظروف إنسانية صعبة؛ حيث لم تنسَ مصر فى خضم الأزمة التي يشهدها العالم، الأشقاءَ فى غزة؛ حيث قدمت جمعية الهلال الأحمر المصري بعض المستلزمات الطبية والإنسانية للمواطنين الفلسطينيين بقطاع غزة، بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، وجاء ذلك فى وقت يعانى فيه قطاع غزة، بسبب قلة الإمكانيات المادية والمعدات؛ خصوصًا فى ظل انتشار فيروس «كورونا» المستجد حول العالم، إن عطاء مصر لا ينضب أبدًا، وكما قال الرئيس السيسي أن فى أوقات المحن، تسمو القيم الإنسانية فوق كل شىء، وأن هذا الوقت الحرج سيمضى بإذن الله، وسننتصر جميعًا، وسيذكر التاريخ عظمة مصر وتلاحمها مع العالم أجمع.. وتحيا مصر.