عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
صنف القوات الخاصة.. والكادر الطبي لمعالجة جائحة كورونا

صنف القوات الخاصة.. والكادر الطبي لمعالجة جائحة كورونا

يعرف صنف القوات الخاصة بأنّها مجاميع متميزة في كل الصفات من حيث المطاولة والصبر والقوة والثبات والدقة وتحقيق الأهداف وضرب العدو، بحيث لا تتكبد الصنف إلا أقل الخسائر، وبأنهم لا يهابون الموت ودائما هم في الخطوط الأولى وبتماس مع العدو؛ لأن هدفهم أسمى وأرقى من كل شيء، كما أن الصنف يتسلح بأحدث التقنيات من الأسلحة لغرض ضرب العدو في الصميم ولا يتراجع إلى الخلف أو ينسحب إلا وقد حقق الأهداف ودمر العدو، وإن كلفه ذلك سهر الليالي وحياته.



 

والعالم عمومًا والدول العربية الشقيقة خصوصًا تمر بهذا الجائحة البيولوجية الجرثومية "فيروس كورونا كوفيد 19" الذي اجتاح الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وقد استنفرت دول العالم أغلب إمكانياتها المادية لغرض السيطرة على هذا العدو العالمي والدولي كلًا من موقعه وإمكانياته لغرض كبح حركة هذا العدو المبهم الذي انتشر بسرعة وتسبب في وفاة الآلاف من البشر، خاصة كبار السن.

 

وهنا، وفي هذا الوقت الحرج، نحتاج فعلا إلى صنف القوات الخاصة التي تبذل الغالي والنفيس، لغرض قطع أذرع ورأس هذا الفيروس الجرثومي القاتل، وهو الضيف غير المرغوب فيه بالكرة الأرضية، حيث نلاحظ الكادر الطبي على مختلف المستويات من أطباء وممرضين ومختبرات يقاتلون ليلَ نهار وبكل مثابرة ومطاولة وصبر هدفهم إنقاذ البشرية من شر هذا الوباء، ومما كان هدف الفيروس بإصابة البشر بصورة مباشرة مقصودة أو غير مقصودة، مفتعلة أو غير مفتعلة، إلا أنه أصبح من الواضح على جميع البشرية التعاون من أجل جمح تحركاته وانتشاره في كل أرجاء المعمورة.

 

وفي سلطنة عُمان، بتوجيه من جلالة السلطان هيثم بن طارق "حفظه الله ورعاه"، بفتح صندوق للتبرع يضاف إلى حساب وزارة الصحة وحصريا من مسؤولية وزير الصحة الذي يستخدمه لشراء ما هو مطلوب من أجهزة ومعدات طبية مستعجلة لمعالجة هذا الشبح القاتل، دون اللجوء إلى قانون وتعليمات وأنظمة توقيع العقود الخارجية من أجل الاستفادة من سرعة الوقت ومعالجة الحالات بأسرع وقت ممكن لتلافي حدوث أي خسائر متوقعة وكان جلالته هو أول المتبرعين لهذا الصندوق وليكون هو قدوتنا كما عودنا دائما سباق لعمل الخير وبمبلغ عشرة ملايين ريال (ما يعادل تقريبا 25 مليون دولار) وبدأ أبناء الشعب العماني والمقيمين من مختلف الشرائح سواء الشركات العاملة أو الأشخاص تكاتفهم حول المقترح بدعم الصندوق الذي أنشئ فقط لهذا الظرف الطارئ. وكانت جهود اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) حيث شمرت سواعد الكادر الطبي في سلطنة عُمان كما هو الحال في الدول العربية عموما ومصر الحبيبة بقيادتها المحنكة الحكيمة وجيشها الباسل وشعبها الأصيل لتقف في الخط الأول حالها حال صنف القوات الخاصة في الحروب العسكرية؛ تعبيرا عن حبها وإخلاصها وتضحيتها للوطن الغالي وأهلهم الأُصلاء، كما بدأت القوات المسلحة بتوفير كل المستلزمات المادية واللوجستية المطلوبة لغرض إيقاف هذا العدو القاتل، وفي سلطنة عمُان هناك غرفة عمليات تُدار على مدار الساعة للوقوف على آخر التطورات مثل منضدة الرمل وغرفة الحركات والعمليات في قيادة القوات الخاصة، ونرى بالخطوط الأمامية صنف القوات الخاصة من الكادر الطبي على مختلف درجاته من اختصاصيين وأطباء وممرضين وبقية المسميات ويقف خلفهم كل الدعم اللوجستي لغرض إدامة العمل على الانتصار على هذا الفيروس القاتل.

 

إن موافقة جلالة السلطان هيثم بن طارق "حفظه الله ورعاه" على إنشاء صندوق التبرع لغرض دعم جهود وزارة الصحة بتوفير مستلزمات الشفاء بصورة عاجلة هي خطوة في غاية الحكمة ياحبذا تحذو بقية الدول حذوها لغرض دعم جهود العاملين في القطاع الصحي وتجاوز كلاسيكيات التعاقد وبالذات في هذا الوقت حيث تعصف بالعالم الأزمة المالية بسبب الانخفاض الحاد بأسعار النفط وركود الاقتصاد العالمي. نلاحظ أن الكادر الطبي ومن أعلى المستويات ومن مختلف الاختصاصات يعمل على مدار الساعة ليخدم جميع المصابين من مواطني السلطنة أو المقيمين بلا تمييز لغرض الوصول بهم إلى الشفاء التام من خلال المعالجة السريرية للفيروس؛ لأنها خدمة إنسانية أوصى بها رب العباد وديننا الحنيف، ونحن نحب أن تمتع جميع الفئات والشرائح من المجتمع بأتم صحة وعافية كما نحب لأنفسنا تمام العافية، حيث قال رسولنا الكريم وسيد الأنبياء والمرسلين محمد، عليه أفضل الصلاة، حيث قال أنس بن مالك، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". رواه البخاري ومسلم.

 

لذلك واجب علينا أن ندعو الله العزيز القدير وفي هذا الشهر الكريم شهر مضان المبارك أن يمن على كل منتسبي الخطوط الأمامية من الكادر الطبي وكل العاملين والرافدين والمساهمين معهم في ساحات الوغى بتمام الصحة والعافية وأن يرجعوا إلى أهلهم سالمين، وقد أدوا العمل بما يرضي الله، وسهروا الليالي من أجل سلامة وشفاء المرضى، وليعلموا بأننا معهم ملتزمون بقرارات وتوجيهات اللجنة العليا؛ لأنها تصب في مصلحة المواطن والمقيم ومصلحة البلد؛ وكذلك جميع مؤسسات الدولة من القوات العسكرية وبجميع صنوفها وبكافة تفرعاتها التي ترفد الكادر الطبي المتقدم الذي يشرف على علاج المرضى والمصابين الراقدين بالمستشفيات؛ لأن هدف الجميع هو إيقاف خطر هذا العدو الفيروسي الغاشم، وإن شاء الله نعبر هذه الغمة بتكاتفنا ووحدتنا والتزامنا بالتعليمات الصادرة من اللجنة العليا التي تتابع عن كثب وتقوم بزيارات ميدانية لغرض الوقوف على آخر التطورات وتتخذ القرار الصائب من خلال القراءات الصحيحة الواردة إليها من غرفة عمليات وزارة الصحة.

 

حفظ الله الجميع من شر كل عاديات الدهر، وأنها والله غمة وتزول بإذن الواحد الأحد بتكاتف الجميع.

 

دبلوماسي سابق

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز