الكورونا الضيف الثقيل فى رمضان الشهر الفضيل
د/ راضى حماد
يطل علينا رمضان هذا العام فى ظروف متفردة، فالعالم يردخ تحت وطأة فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، والذي أصبح وباءً عالميًا تجاوز المصابين منه المليونين إنسان و تجاوزت وفياته المائة ألف إنسان فى جميع أرجاء العالم، و كان من تداعياته أن خاف بعض المسلمين من أن جفاف الحلق مع الصيام قد يؤدى الى إصابتهم بالفيروس المنتشر، و تعالت النداءات الى الإفطار فى شهر رمضان لهذا العام فى سابقة لم يشهدها المسلمون من قبل.
فبدلا من استعداد المسلمين فى كل مكان والعالم العربى، بشكل خاص الى نفحات الشهر الفضيل ثار الجدل هل نصوم أم لا.
و علينا أن نعلم ان هناك العديد من الدراسات التي اكدت أن الصيام له دور هام فى تنشيط جهاز المناعة، فالصيام يساعد على تجديد خلايا المناعة، ويعمل على تحفيز تجديد خلايا الدم، ومنها كرات الدم البيضاء المسؤولة عن الدفاع ضد كثير من الجراثيم، وحديثًا هناك صيحة عالمية فى علوم التغذية مرتبطة بما يسمى بالصيام المتقطع والمشابه لدرجة كبيرة صيام شهر رمضان المعظم، تستهدف تلك الصيحة الحصول على الوزن المثالى فى إطار تحسين عملية التمثيل الغذائى، وكذلك تحسين صحة الانسان.
وقد أنهى الجدل فتوى وزارة الاوقاف وبيان فضيلة شيخ الأزهر، بالتأكيد على صيام شهر رمضان المعظم.
وإليكم بعض النصائح للمحافظة على رطوبة جسمك أثناء الصيام ومنع جفاف الحلق:
- شرب كميات كافية من المياه و السوائل على فترات منتظمة طوال فترة الإفطار ما بين المغرب و الفجر.
- عدم الإسراف فى الأملاح (المخللات) و خاصة فى السحور.
- تأخير السحور و هى سنة نبوية.
- والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، وأن نحرص على أن تصبح ثلث الوجبة من الفواكة والخضراوات الغنية بالماء.
- الابتعاد عن المجهود البدنى العنيف فى نهار رمضان، و الوقوف فى الشمس فترات طويلة، ومن العادات الجيدة الإفطار على كوب ماء والقليل من التمر (1-2 من التمر) مع الابتعاد عن المشروبات عالية السكر والقيام لصلاة المغرب والمعاودة، بعد ذلك لتناول الافطار ليبدأ بالشوربة الدافئة.
وإليك مجموعة من أكثر الأطعمة الغنية بالماء: الخيار – الخس بنوعيه البلدى و الاجنبى (المسمى كابوتشه)- الكرفس – الطماطم – الكوسة – البطيخ – السبانخ – الفراولة –الزبادى – كانتالوب – البروكلى والقرنبيط – الخوخ – الجزر- البرتقال (الغنى بفيتامين سى) – الأناناس – التفاح، وتذكر دائما أن الفواكه والخضراوات غنية أيضا بالفيتامينات والمعادن والتي تحسن من أداء نظام المناعة فى جسم الإنسان.
وتذكر أيضا أن لتقوية جهاز المناعة فى رمضان يجب علينا:
- الالتزام بتناول الوجبات المتوازنة و التي تحتوى على جميع العناصر الغذائية.
- ممارسة رياضة بسيطة يوميا (كالتمارين المنزلية البسيطة).
- الحصول على القدر الكافى من النوم.
- تقليل التوتر و تحسين الحالة النفسية.
- الامتناع عن التدخين.
- الالتزام بغسل الأيدى المتكرر و قواعد النظافة الشخصية.
- المحافظة على الوزن المعتدل و اليك مجموعة من المواد الغذائية التي تعزز جهاز المناعة: الكركم و الجنزبيل (و الذي يمكن اضافتهم للعديد من المأكولات و المشروبات) – الثوم – البطاطا – السبانخ- البرتقال و الليمون و الجريب فروت– الكيوى – الفلفل و خاصة الأحمر – اللوز و بذور عباد الشمس (المعروف باللب السورى) – البروكلى – التوت (وخاصة التوت البرى) – و سمك التونة و السلمون - الشاى الأخضر، وبسبب وجود الضيف الثقيل فيروس كورونا المستجد يجب علينا الالتزام بالتباعد الاجتماعى، فيجب أن نتناول وجبات غذائية متوازنة وسليمة فى منازلنا، بدون التواجد بالأماكن المزدحمة، الامتناع أو تقليل التزاور قدر الإمكان، وخاصة لكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة حفظكم الله من كل سوء.
وختاما نؤكد صيام الشهر الكريم لا يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، ونهنئكم جميعًا بمناسبة شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا جميعا بكل الخير.
د/ راضى حماد
أستشارى الباطنة والكبد والجهاز الهضمى والمناظير .
جوجل نيوز
