عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

طبيب للحوامل: "لا تخافوا ولكن احذروا"

"إلى زميلاتي الحوامل عاملين إيه في ظل فيروس كورونا؟" هذا هو عنوان الفيديو الذي نشرته الممثلة يسرا اللوزي عبر حسابها على موقع تبادل الصور انستجرام؛ وهي الرسالة التي لقيت تجاوبًا من الحوامل الذين شاركوا اللوزي هواجسها تجاه الولادة في ظل وجود فيروس كورونا في مصر، وإن كان انتشاره محدودًا وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.



بوابة روزاليوسف حاورت بعض السيدات الحوامل للتعرف على مخاوفهم الحالية وكيف يتعاملون مع هذا الشعور في ظل وجود مجموعة من العادات المجتمعية التي غالبًا ما تسيطر على هذه المناسبة منها حضور الأهل للولادة وزيارات ما بعد الولادة والأخطر تقبيل الرضيع فضلًا عن إقامة حفل سبوع أو مأدبة عقيقه.

البداية مع نادية محمود التي لا تعرف كيف تخبر أهل زوجها الذين يعيشون في إحدى قرى القليوبية بعدم حضور ولادتها في المستشفى؛ لخوفها من العدوى ولعدم إهتمامهم بالتعقيم، لكنهم يعتبرون حضور الولادة ملازمتها حتى الخروج من المستشفى واجب أسري لا يمكن تركه. 

حيرة المرافق الواحد

الخوف يسيطر على آيه السيد وهي معلمة وحامل في شهرها الثامن رغم شعورها بالراحة لقرار تأجيل الدراسة والتزامها بالبقاء في المنزل، لكن ترفض النزول لشراء بقية مستلزمات طفليها التوأم الذين تنظرهم بفارغ الصبر، وقالت:"أنا مصابة بالأنيميا وأحتاج إلى نقل الدم لزيادة نسبة الحديد وأرفض الذهاب إلى المستشفى؛ لذلك أستعين بممرض ليقوم بهذه المهمة لخوفي من العدوى، ويحرص زوجي على تعقيم يديه وخلع حذائه قبل الدخول للمنزل".

"من يرافقني في المستشفى؟" سؤال حائر يسيطر على آيه التي لن يسمح لها إلا بمرافقين اثنين وهي تحتاج وجود والدتها وزوجها وشقيقتها وحماتها وخاصة لرعاية الطفلين بعد الولادة.

القلق المسيطر على دعاء جمال على والديها الذين تحتاج إلى وجودهم معها أثناء الولادة وتخشى عليهم من الإصابة بفيروس كورونا في حالة خروجهم من المنزل لاسيما وأن أعمارهم تجاوزت الخمسين، كما تشعر بالقلق لأن ولادتها سوف تكون قيصرية وهي قلقه من حدوث عدوى للجرح، ومن أجل محاولة تقليل التعرض للخطر قررت اختيار مستشفى متخصص في الولادة فقط، كما أنها وزوجها قرروا منع الزيارات تمامًا وإخبار الأهل والأقارب الإكتفاء بالإتصال التليفوني عوضًا عنها.

رغم قلق دعاء على ابنها الأكبر لكنها تحرص على وجوده بعد الولادة لكي يكون مهيأ نفسيًا لاستقبال أخوه، وقالت إن لديها خطة لتعقيم غرفة الولادة وتغيير الملاءة واشترت جوانتي طبي وكمامات لكي تستخدمها هي والمرافقين لها، لاسيما أنها تنتظر طفلها خلال أيام فهي في نهاية شهرها التاسع.

حظر الطيران يحرم رانيا وياسمين من أزواجهم

تشعر رانيا بالحزن لعدم وجود زوجها إلى جوارها بسبب وقف الطيران لم يتمكن من الحضور إلى مصر، ويقلقها إصابتها بحساسية الصدر منذ طفولتها، لكن تتمنى أن يتغير الوضع عند موعد ولادتها بعد شهرين، لأنها مازالت في شهرها السابع، أما عن متابعة الحمل فقد أخبرتها الطبيبة أنها لا تحتاج للحضور بشكل دوري إلا إذا شعرت بتعب.

أحيانًا تفكر رانيا في الولادة في المنزل لكن الأمر ليس سهلًا لاسيما إذا احتاجت للولادة القيصرية هذا بالإضافة للرعاية المتقدمة التي سوف يحظى بها الرضيع، "بلاش بوس وكله يعقم إيده" عبارة ترددها رانيا من الآن لكل المحيطين بها عند حديثها عن استقبال ابنتها، قائلة إنها لن تخجل من قول ذلك لأي شخص فالمهم هو مصلحة الرضيعه.

ياسمين أيضًا لن يكون زوجها إلى جوارها أثناء الولادة، ولا تعرف كيف سوف تتمكن من الخروج برضيعتها من أجل تطعيمها، وتقول إنها تبحث عن نوع قوي من المسكنات يمكنها من رعاية طفلتها بعد الولادة بدلًا من قيام الممرضات بذلك، وتقلقها أيضًا الزيارات المنتظرة وعدم الالتزام بتعليمات التطعيم، كما تتخوف من عدم قدرتها على تنظيم حفل عقيقه نظرًا للظروف الحالية.

منع الزيارات والتهنئة بالتليفون 

سهى خالد، في منتصف الشهر الثامن من حملها الأول ويقلقها هاجس الإصابة قبل الولادة ما قد يتطلب عزلها عن طفلها الرضيع، وترجع جانب كبير من هواجسها إلى ما تقرأه من معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ والتي تثير فزعها على نفسها وعلى والديها، وقالت إنها قررت منع الزيارات تمامًا، وفي المرحلة الحالية تتابع حالتها مع الطبيب عبر التليفون.

توقفت منى داوود -وهي حامل في الشهر التاسع- عن التردد على عيادة الطبيب لمتابعة الحمل، وتطلب مندوب من معمل التحاليل للحضور للمنزل وسحب العينه، لكنها تشعر بالقلق من وجود مرافق واحد معها فهي تحتاج إلى وجود زوجها ووالدتها وأختها إلى جوارها، وتقلق بشكل أكبر على خروج والدتها من المنزل لخشيتها من التعرض للإصابة بالفيروس.

طبيب أمراض نساء يطمئن الأمهات

دكتور عطيه أبوالنجا، استشاري أمراض النساء والتوليد، قال لروزاليوسف إنه لا داعي للهلع والمبالغة في الخوف من فيروس كورونا، وهي نوع من الأنفلونزا التي تم تعديلها جينيًا من أجل استهداف الرئة، وأضاف:" أنا شخصيًا أصبت بأنفلونزا قبل حوالي 15 عامًا وأدت إلى التهاب رئوي وبالتالي الأمر طبيعي ولكن الفارق في انتشار الفيروس باعتباره جائحه".

وأوضح أبوالنجا أن الإجراءات المتبعة في التوليد توفر الحماية الكافية لكل من الأم والمولود، حيث تدخل المريضة في غرفة وحدها والعنابر غير مستحبة لأمراض النساء لأنها وارد أن تنشر العدوى لأي ميكروب، وأضاف أن إجراءات التعقيم وتغطية الشعر وغيرها لكل من يتواجد في غرفة العمليات حتى طبيب الأطفال الذي يحضر الولادة والذي يستقبل الطفل المولود ويضعه في سرير معقم ومغطى لنقله إلى قسم الأطفال.

يكمل حديثه قائلًا إن الأربع ساعات الأولى بعد ميلاد يتولى رعايته حكيمات الأطفال تحت إشراف الأطباء، وهي غرفة معقمه وبعدها ينقل إلى والدته ثم يعود في المساء إلى غرفة الأطفال في حالة إذا كانت الولادة قيصرية، وفي كل الأحوال يمنع تمامًا حمل الطفل وتقبيله، ومع الظروف الحالية من الطبيعي منع وجود مرافقين في نفس الغرفة مع الأم.

وأكد على أن أقسام أمراض النساء هي الأكثر اهتمامًا بالتعقيم بدون أن يكون لدينا فيروس كورونا، ونبه إلى ضرورة التزام الأمهات بعدم الاختلاط مع الآخرين بعد الولادة، وقبلها ينصح بالتوقف عن متابعات الحمل إلا للضرورة وينصح أيضًا بالابتعاد عن أي مصادر للعدوى أو مخالطة أي أطفال وتجنب المبالغة في استخدام الكلور والمنظفات، مشيرًا إلى أن التعقيم قبل العمليات الجراحية قديمًا كان يتم من خلال الماء والصابون بالتالي يمكن الاكتفاء بغسل اليدين جيدًا بدون المبالغة في استخدام الكحول، وأختتم حديثه بنصح الأمهات تجنب المعلومات غير الدقيقة التي قد يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.    

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز