عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الرحمة فى زمن الكورونا 

الرحمة فى زمن الكورونا 

ما حدث فى إحدى القرى المصرية بمحافظة الدقهلية من رفض أهالي القرية دفن طبيبة أصيبت بفيروس كورونا، موقف يستدعي الانتباه والعظة والعبرة من التغيير الذي حدث في طبيعة البعض من المصريين، خاصة في الريف البعيد تماما عن صخب الحياة في المدن، وعلى علماء النفس أن يحاولوا تفسير تلك الظاهرة التي نزعت من قلوب الناس الرحمة وأداء الأمانة ودفن الميت بعد أن صعدت الروح إلى خالقها.



 

الموقف صادم بكل المقاييس ويستدعي معرفة أسباب رفض الناس فى قرية دفن ميت بصرف النظر عن الدين والجنس واللون.. لماذا نزع الله من قلوبنا  الرحمة وأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة.

 

 الإسلام دين الرحمة ودين الإنسانية، ليس للبشر فقط وإنما الرحمة الشاملة الجامعة لكل الخلق ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما مرت أمامه جنازة لشخص يهودي فقام النبي واقفا والصحابة جلوس، ونظروا إليه نظرة تعجب من الموقف فرد عليهم صلوات ربي وسلامه عليه: أولم تكن نفسا بشرية.. هذا الموقف إن دل على شيء إنما يدل على رحمة هذا الدين بكل خلق الله حتى إن عدد المرات التي ذُكرت فيها صفة الرحمة في آيات القرآن مقابل غيرها من الصفات، يدلّ على ذلك وقد وصل ذكر كلمة الرحمة في آيات القرآن الكريم إلى ما يقرب من ثلاثمائةٍ وخمس عشرة مرةٍ، وهذا العدد هو الأكبر في تكرار ذكر صفةٍ من الصفات في القرآن كمّا أنّ كتاب الله جاء مُخبراً أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم، إنّما جاء بالإسلام رحمةً للعالمين، قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)،  في إشارة إلى أنّ رسالة الإسلام الأولى، هى الرحمة ثم إنّ مظاهر الرحمة، وصورها في التشريع الإسلامي كثيرةٌ جداً، منها الشفقة على الرعية، وتجنّب ما يُمكن أن يشقّ عليهم، وهذا قد شاهدناه جميعا عندما مر الرئيس عبد الفتاح السيسي على أحد المشروعات الأسبوع الماضي، ولاحظ أن العمال لا يرتدون أقنعة واقية أو كمامات تحميهم من الفيروس في إشارة إلى خوفه عليهم وللحفاظ على أسرهم وأرزاقهم وبيوتهم المفتوحة.

 

كلمات الرئيس البسيطة في هذه اللحظة كانت رسائل شديدة الوضوح وعميقة الأثر وكلها رحمة بهؤلاء العاملين في ذلك المشروع.

 

عندما يدخل علينا رمضان وهو شهر الرحمة والرحمات من الله إلى أهل الأرض سنعرف قيمة الرحمة وقيمة النعم التي نرتع فيها ليل نهار أرجو أن يراجع الناس دينهم مرة أخرى في ظل ما نحن فيه من بلاء كبير وفيروس خطير يضرب الناس في كل مكان على وجه الأرض. 

 

إن الرحمة من الأخلاق السامية والصفات النبيلة، وهي من جملة المكارم التي حث عليها الإسلام وأمر بالتحلي بها؛ لما لها من الأهمية البالغة والمكانة الرفيعة، وتتجلى هذه المنزلة أن الله- جل في عليائه- اتصف بالرحمة وكتبها على نفسه؛ كما قال فى كتابه العزيز: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).

 

وقد أخبر المصطفى- صلى الله عليه وسلم- أن الرحمن الرحيم يرحم الرحماء من عباده: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

 

لذلك بنيت دعوة  الإسلام في الأساس على الرحمة والواجب على المسلمين أن يتحلوا بها حتى يتحقق لهم الإيمان الكامل؛ كما في حديث عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “لن تؤمنوا حتى تراحموا“، قالوا: يا رسول الله! كلنا رحيم، فقال: “إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة".

 

ما حدث من رفض الناس دفن طبيبة الدقهلية يستوجب الجلوس مع هؤلاء الناس وتعريفهم بالقيم الإنسانية قبل الدينية، وحسنا فعلت الدولة من اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد البعض من مثيري الشغب ومروجي الشائعات.

 

#تحيا_مصر

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز