عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بين الأمومة والواجب الوطني

" قبل ما انزل باستودعهم الله".. رحلة طبيبة مصرية إلى حميات العباسية 

"قبل ما انزل باستودعهم الله" ..رحلة يومية تذهب فيها طبيبة مصرية من منزلها إلى عملها بمستشفى حميات العباسية، بهذه الكلمات تودع أسرتها، طفلين توأم ذوي الخمسة أعوام ونصف، تاركة معهما الحارسة الأخت الكبيرة ذات الـ 11 عاما، والحارس الأكبر هو الله، لم تأبى أن تذهب لتصبح أحد جنود الجيش الأبيض المصري الذي يحارب فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، يسيطر عليها بعض شعور القلق والتوتر من الإصابة بالمرض مثلما لحق ببعض زملائها ولكنها تأخذ كل الاحتياطات اللازمة.



 

دكتورة أمنية، أخصائي أشعة تشخيصية، ما جستير أشعة تشخيصية من جامعة عين شمس، تودع أسرتها في كل صباح، معدة لهم ما يحتاجونه من طعام، لتذهب بسيارتها إلى عملها بمستشفى الحميات بالعباسية، التي يرتد عليها آلاف الحالات التي تعاني من أعراض فيروس كورونا وغيره من الحالات المتشابهة، منذ الوصول إلى المستشفى تذهب لارتداء الدرع الواقي لها لتجنب نقل العدوى من أي مريض "سكرب، جاون، ماسك، جوانتي"، وذلك قبل التعامل مع أي مريض، وقالت في تصريحات خاصة لبوابة روزاليوسف الإلكترونية: " المستشفى الحمد لله موفرة لنا الامكانيات إلى حد ما من ماسكات وجوانتيات وكحول، ولو روحت وملقتش حاجة متوفرة مكنتش هشتغل".

 

لم يكن هناك مشاكل في التعامل مع المرضى منذ البداية، هكذا قالت دكتورة أمنية، موضحة أن الحالة العامة بين طاقم الاطباء والتمريض بالمستشفى جيدة إلى حدا ما، ولكن يسود بعض القلق والتوتر خاصة بعض ظهور حالات إصابة إيجابية لفيروس كورونا المستجد بين الأطباء والتمريض "بس بناخد احتياطتنا وربنا يستر".

 

أصيبت إحدى زميلاتها في العمل بالفيروس المستجد، ولكن لا تعلم سبب الإصابة، فزوجها أيضا طبيب يعمل في مكان آخر، وقد شعر ببعض السخونية، ونتيجة تعاملهم مع المرضى توجها على الفور لإجراء التحاليل الذي كانت نتيجتها إيجابية، بالنسبة للزوج والزوجة وكذلك الابنة، ومكان العدوى وأسبابها غير معلوم، هل لم تأخذ الاحتياطات الكافية أثناء التعامل مع المرضى؟، بلى، ولكن هناك بعض الغفوات، "متعرفيش بقى لامست سطح معدني من غير قصد أو لامست وشها الله أعلم"، وهم الآن في مستشفى العزل يتلقون العلاج وبصحة جيدة.

 

بعد انتهاء يوم شاق من العمل في المستشفى، تستعد الطبيبة أن تعود إلى أطفالها الذين تركتهم في رعاية وحفظ الله، خالطت العديد من المرضى، منهم من يحمل المرض ومنهم لا، خطوات احترازية شديدة تتخذها الدكتورة أمنية قبل أن تذهب إلى منزلها، تتخلص من الملابس التي كانت ترتديها أثناء التعامل مع المرضى (الدرع الواقي) في المستشفى قبل أن تخرج، وتطهر يدها جيدا بالكحول، وتغسل وجهها جيدا، ثم تذهب إلى منزلها في العربية الخاصة بها، متخذة الإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة الصحة لكل منزل، " بخلع الشوز عالباب، ومنبهة على ولادي يبعدو عني لحد ما أدخل وأغير هدومي وأخد شاور".

 

بعدما أنهت مهمتها في المستشفى تذهب إلى قضاء المهمة الأخرى التي اعتادت عليها أيضا، واجبها نحو أسرتها الذي لم تغفل عنه يوما، ولم تقصر فيه بالرغم من عملها الشاق، فهي المرأة المصرية القوية التي راهن عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن تخرج بوطنها وتحمي أسرتها من كل أزمة تواجهها مصر.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز