عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إعلام مصر أمي ومصر زوجة أبي 

إعلام مصر أمي ومصر زوجة أبي 

كثير من الإعلاميين يتشدقون بحبهم لمصر ويتغنون، مصر هي امي. ويراهنون أنهم الأكثر اخلاصا لها دون غيرهم، وهذا رائع. ولكن حينما يأتون عند المحك الحقيقي تصبح مصر زوجة أبيهم الظالمة القاسية المتجبرة، فتجدهم يتناسون كلمة اسمها "الموضوعية" التي يعرفها طلاب الفرقة الأولى في كليات الإعلام، ويقدمون معالجة إعلامية لا تظهر سوى السلبيات فقط. وبحجة الحرية تصبح حنجرتهم قبرا مفتوحا، يلعنون الأوضاع ويدينون الواقع، يركزون على المجاري الطافحة والطرق غير الممهدة ويروجون لثقافة التفاهة، بحجة حرية التعبير. 



بالطبع، حرية التعبير مطلوبة ولكن أن تختزل الكلمة في السلبيات فقط، لتصبح هي كل ما نقدمه ونروج له فلدينا مشكلة كبيرة. في هذه الحالة تصبح الحرية زائفة، وعليها مزايدة، اود ان اسال الإعلاميين الذين يضخمون من السلبيات دون ذكر كلمة إيجابية واحدة، لماذا تتغاضون عن الإنجازات؟ هل تتجاهلون ذكرها عمدا وقصدا؟ هل انتم معنا ام علينا؟ ولماذا تسعون لتشكيل معارف المشاهدين عن الدولة بأن هناك دائما تقصير شديد وأن الصورة السوداء مازالت قائمة ولا يمكن أن تتغير. لماذا تنتقدون بمغالاة، لماذا تضخمون السلبيات؟

عجبت في أمر إعلاميين، دائما ما يعلنون تعاطفهم مع الشعب المسكين، فتتحول ألسنتهم الي سهام مسنونة تطالب بالرحمة والتعاطف، وكنت اتمنى مع كثيرين أن يضربوا هم المثل في الإنسانية، لم اسمع مثلا بمبادرة من أحد الناقمين المعترضين على الأوضاع لمساعدة الشعب المطحون ولو بجزء بسيط من الملايين الكثيرة التي ربحوها من العمل داخل مؤسسات "مصر هي أمي". 

وبين الحين والآخر نعود ونسمع منهم نفس الاسطوانة المشروخة "مصر هي امي". غير الموضوعي يحركه في المقام الأول هو مصالحه. وهو ما يبرر موضة ركوب موجة العبث بالذوق العام وتسطيح المضمون وتصدير التفاهة  والتجاوب والانبهار الساذج بأغاني ينقصها اللحن والكلمة.

أتحبون مصر فعلا؟، وتتغنون مصر هي أمي. أقول لكم: لا يمكن أن تكون المحبة حقيقة إلا إذا كانت صادقة، ولا تبقى الحرية حقيقية الا إذا كانت مسؤولة.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز