عيسى جاد الكريم
شكراً وزيرة الصحة هالة زايد.. ولكن
موقف وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد الأخير بالذهاب للصين في زيارة رسمية ممثلة للدولة المصرية بتكليف رئاسى موقف، يحسب للوزيرة ويستحق الدعم والثناء والتقدير، ففى الوقت الذى تقاطع الوفود الرسمية الصين ويبتعد العالم أجمع عن الصين كدولة، اختارات مصر ان تقف مع أصدقاءها وتسجل مواقفها بوضوح بالمساندة المعنوية بإضاءة معالمة السياحية الشهير كمعبد الأقصر ومعبد فيلة وقلعة صلاح الدين بالقاهرة بلون العلم الصينى، و بهذه الزيارة الرسمية وبالدعم المادى من خلال شحنات من المستلزمات الطبية والوقائية أرسلتها مصر منذ أيام ،وهاهى تعيد إرسال الدعم بصحبة وزيرة الصحة أعلى مسؤول عن منظومة الصحة فى مصر.
زيارة الوزيرة إلى الصين والتى تؤكد بعد نظر الحكومة والقيادة السياسية فى توطيد العلاقات مع دولة يعد اقتصادها ثانى أكبر اقتصاد فى العالم وصاحبة المقعد الدائم فى مجلس الأمن والتى تملك حق النقض "الفيتو" زيارة مهمة تحتاج مننا المساندة والتقدير.
فالزيارة التى تأتى فى وقت حساس، ووسط شكوى صينية على لسان السفير الصينى بالقاهرة فى مؤتمر صحفى عقده مؤخرا قال فيه: إن الدول الغربية وأمريكا لم يتعاملوا مع الصين كدولة صديقة وتفرغوا لتحميلها كل نقيصة وتشوية صورتها بوصفها ساهمت فى انتشار الفيروس، فى حين أن مصر تعاملت بما تقتضيه أواصر الصداقة والاخوة الانسانية وقدمت الدعم مبكرا للصين.
السفير الصينى حرص على الذهاب لمطار القاهرة ليكون فى وداع وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد تقديرا وعرفانا بهذه الزيارة.
زيارة الوزيرة وما صاحبها من حملات "قلش" غير مسؤله عبر منصات "السوشيال ميديا" لأناس ربما يكونون غير مدركين للعلاقات العميقة التى تربط مصر والصين والتى جعلت وزيرة تخاطر وتذهب لبلد يتفشى فيه مرض وأى كان المرض تحت السيطرة ومع وجود كافة عوامل الوقاية الصحية أمر مخيف، غير مدركين أن مصر تربطها مع الصين علاقات اقتصادية وتساهم فى بناء العاصمة الإدارية ومدينة الغزل والنسيج وتنفيذ القطار الكهربائى وبناء مدينة متخصصة لمعدات الكهرباء ومستلزمات ها على مساحة مليون متر مربع بالمنيا وبرنامج فضاء مشترك حيث تقوم الصين ببناء مدينة الفضاء المصرية بالقاهرة الجديدة بمنحة تتجاوز ٧٢ مليون دولار لتدريب أكثر من ٤٣ عالم وباحث مصرى لبناء القمر الصناعى المصرى سات ٢، بالإضافة لتاريخ التعاون العسكرى فى مجال التسليح والتصنيع لطائرات ومن بعده السيارات الكهربائية.
حملة "القلش" والسخرية والافتراء والتشكيك غير المبرره على وسائل التواصل الاجتماعى والتى أضرت بشكل مباشر وغير مباشر بمصر والمصريين خاصة فيما يتعلق بتشكيك الناس بمعلومات وزارة الصحة عن إعداد الحالات المكتشفة أو المشتبه بها أو عدم الإفصاح بشكل حقيقي عن الحالات المصابة المكتشف أو الآليات المتبعة للوقاية التى اتخذتها الحكومة بشكل عام و الوزارة بشكل خاص، أمر يستحق الدراسة والتوقف عنده.
رغم الحملات التى تستهدف مصر حقدا وغيره من وسائل إعلام معادية معروفة و من جماعة إرهابية لها لجانها الإليكترونية وقنواتها الفضائية التى تدار من تركيا ودورها فى إذكاء نار الأكاذيب وحالة التشكيك على وسائل التواصل الإعلامى، لكن علينا أن لا ندفن روؤسنا فى الرمال لنبحث عن الثقة المفقودة بين المواطنين والحكومة بشكل عام، بل بين الحكومة ووسائل الإعلام والصحفيين بوجه خاص والذين تعتبر صفحاتهم على “فيس بوك وتويتر” وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعى صحف وقنوات إعلامية بحد ذاتها يتلقفه الأخرون وينقلونه، يمكن أن تكون عامل إيجابى يدعم وجهة نظر الحكومة أو سلبى يشكك فى بياناتها ويسفه من معلوماتها.
يجب أن تتوقف الحكومة عند ما حدث بالفحص والدرس فانتشار حالة "القلش العام" والتشكيك فى مصداقية الحكومة أمر فى غاية الخطورة خاصة إذا ما كان التشكيك فى معلومات الحكومة نابع من صفحات صحفيين وإعلاميين يعملون فى حقل الإعلام، وتسأل نفسها العيب فى مين؟
هل هناك حلقة تواصل مفقودة بين الحكومة والصحافة، هل البيانات الصحفية التى تصدر كافية لإسكات الأصوات المشككة، وإسكات شهوة الباحثين عن معلومات من الصحفيين تطفى نيران فضولهم بحكم وظيفتهم، فى ظل عدم عقد مؤتمرات صحفية يكون فيها حوار متبادل بين وسائل الإعلام والصحافة من جانب والحكومة من جانب آخر.
فليس من الحكمة أن تولى الحكومة ظهرها للصحفيين وتكتفى بالبيانات ولم يعد مقبولا حجب المسؤلين وعدم التعاطى مع وسائل الإعلام والصحفيين طالما يملكون المعلومة.
وزارة الصحة نفسها منذ ظهور الفيروس لم تعقد مؤتمرات صحفية بشكل دوري لطمئنة الناس واكتفت ببيانات لا تغنى ولا تثمن من جوع للمتحدث الرسمى باسم الوزارة الذى يشتكى منه الزملاء الصحفيين أن هاتفه مغلق طوال الوقت، فأول عوامل الفشل هى الوزارة التى أوكلت أمر هام كالتواصل مع وسائل الإعلام لغير أهله.
يجب أن تسد الحكومة زرائع الفشل وتوفر المعلومات وتطلع الرأى العام أول بأول على ما تقوم به بدون تهوين أول تهويل، ليكون الحساب بعد ذلك لكل من ينشر معلومات خاطئة أو يروج لشائعات تضر البلد، ليس الأمر مقتصر على موضوع فيروس كورونا ولكن الأمر ينطبق على كل المسائل التى تمس الناس بداية من التعليم والصحة وحتى سد النهضة و الانتخابات البرلمانية القادمة فالشفافية فى المعلومات حتمية ومطلوبة.
ورب ضارة نافعة فعلى الرغم من حالة الهلع والخوف التى تنتاب الناس فى كافة دول العالم من فيروس كورونا فأن وجود الفيروس ساهم فى تقليل حركة الناس والآلات وتوقف للمصانع مما ساهم فى تحسين أجواء الكرة الأرضية وتقليل انبعاثات ثانى أوكسيد الكربون الشىء الذى سيكون له انعاكس ربما إيجابيا على تحسين حالة المناخ فى الكرة الأرضية كلها وهذا إنما لحكمة يعلمها الله.
عاجلا آم أجلا ستنتهى أن شاء الله أزمة فيروس كورونا وينحصر تأثير الفيروس وستستعيد الصين عافيتها وتبقي المواقف التى سجلت كشاهد على مصداقية علاقة الدول ومواقفها كصديق وشريك للصين ومنها بالتأكيد موقف مصر الذى يسجل فى سجلات الشرف والفخر.